نهار أسود ومصيبة ثقيلة.. وأختنا حواء تتصدر صفحة الحوادث فى الجورنال... ليس لأنها مجنى عليها كما تعودنا.. وإنما لأنها متهمة بتهمة شنيعة هى الرشوة والعياذ بالله.. ونقول إنها تهمة شنيعة لأن هناك من الدول من يتعامل مع جريمة الرشوة باعتبار أنها من الكبائر.. وفى فيتنام مثلاً الإعدام هو عقوبة الراشى والمرتشى.. ولهذا تختفى هذه الجريمة أو تكاد هناك. فى الجورنال تطل عليك الصورة المفزعة: وعشرة متهمين يحاولون إخفاء الوجوه.. رجل واحد وتسع سيدات.. والخيبة أنهم يحتلون مواقع متميزة فى السلم الوظيفى.. الست المدير العام.. والست المديرة الهندسية.. والست المهندسة المسئولة والست المحاسبة والست السكرتيرة.. يعنى كلهن متعلمات يشغلن أعلى المناصب فى الحكم المحلى الذى تحول إلى مفرخة تنتج النوع العتيد والمعتبر من المجرمين فى فرع الرشوة وتفتيح المخ، واستغلال الموقع الوظيفى.. والخيبة أنه يكاد يكون الموقع الوحيد فى مصر الذى لا يمارس التفرقة الجنسية.. يعنى لا يفرق بين جنس الحريم وصنف الرجال وياعزيزى كلنا لصوص..!! ويقولون ويغمزون ويلمزون إلى أن الحكومة تحقق أيضاً مع وزيرة سابقة طازة.. يعنى خرجت فى التعديل الوزارى الأخير.. ويقولون إنها استحلت لنفسها والحاشية والسكرتارية الحصول على 40 مليون جنيه من فلوس العمال بأوراق مضروبة.. والغريب أن هذه الوزيرة بالذات صورت نفسها للرأى العام على أنها ربة منزل أولاً.. تحرص على راحة الزوج حبيب القلب.. وتحرص على طبخ الملوخية بالأرانب لحضرة الزوج الذى يشغل موقعاً مرموقاً فى إحدى الجهات الرقابية.. وهى الجهة التى رشحت المدام لشغل المنصب الوزارى المرموق..!! من الواضح أن الأرانب التى تطبخها للزوج من النوع الغالى والنفيس بما اضطرها لمد يدها لفلوس العمال الغلابة.. وزمان كنت أحسب أن هناك وزارات تعيسة.. لا ذكر لها فى الصحافة والإعلام.. وكنت أحسب أن وزراءها من فقراء الوزارات.. فإذا بتلك الوزارات بالذات هى وزارات الفخفخة والفلوس الكثيرة بما يبعث على الغرف من تحت الترابيزة.. ولا من شاف ولا من كتب فى الجورنال..!! وخدعوك فقالوا إن الستات ما يعرفوش يسرقوا.. والظاهر أنهن شيوخ منصر من النوع المعتبر.. وياميت خسارة وكنا نضرب بالمرأة المثال فى الأمانة والشرف والضمير.. فإذا بها لا مؤاخذة..!! الخيبة أن المرأة الأم بالذات هى مستودع الضمير داخل المجتمعات فإن صلحت صلح المجتمع وصلح ضمير الأبناء.. وإن فسدت فيا داهية دقى وقل على المجتمع يا رحمن يارحيم..! فى الأسبوع الماضى كنا مع الدكتور العالم أحمد عكاشة.. الخبير النفسى المصرى العالمى.. الذى أكد دور المرأة فى صلاح المجتمع.. ويؤكد أن الطفل يتعلم من أمه السلوك المنضبط فى شهوره الأولى قبل أن تسلمه للحضانة والمدرسة بعد ذلك.. مع الأم يتعلم الطفل الأصول.. الشرف والأمانة والحق والخير والجمال.. فلو كانت الأم من النوع الذى «يفتح مخه» فى الشغل.. فلا تتوقع أبداً أن يكون الأبناء.. وبالتالى الجيل القادم من ذوى الضمير والشرف والسلوك المنضبط.. جيل يطبق نظريات الأم فى تعامله مع المجتمع.. بما يعنى أننا أمام ظاهرة مخيفة لابد من التصدى لها بحق وحقيق. زمان.. ومنذ مائة سنة.. روع المجتمع بجرائم قتل النساء على يد ريا وسكينة.. أصيب المجتمع بالذهول وهو يكتشف أن هناك قاتلتين محترفتين يعيشان وسط الناس العادية.. ذهول المجتمع بسبب أن القتل من الجرائم البشعة التى لا تليق بالجنس الناعم واللطيف.. المجتمع روع أيضاً بإعدام ريا وسكينة على اعتبار أنهما أول من أعدم من النساء. الآن تعودنا جرائم الجنس اللطيف وقد صار القتل موضة وهواية تمارسها المرأة فى أوقات الفراغ.. وقد صار التخلص من الزوج أسهل من شكة الدبوس.. فلا تستغرب مثلى وأنت تتابع قضايا الرشوة النسائية.. وتوقع سعادتك أن تكون المرأة زعيمة عصابة لتتصدر المشهد الإجرامى خلال السنوات القادمة.. وقديماً قالوا.. فتش عن المرأة..!!