العلاقات المصرية الروسية لم تتأثر ولم يعكر صفوها شىء، وجاء توقيع الاتفاق النووى ليرد على المشككين، فالبعض ذهب إلى أن سقوط الطائرة الروسية فى سيناء سيعطل المصالح المشتركة بين البلدين، فكان الاتفاق النووى بعد أسبوع واحد من الحادثة يؤكد أن الحليفان مازالا إلى جوار بعضهما وأن روسيا مازالت تقف مع مصر ولم تتخل عنها. تناقلت الصحف العالمية توقيع مصر وروسيا الاتفاق لبناء أول محطة للطاقة النووية فى الضبعة مع شركة «روساتوم الروسية»، وجاءت الصحافة الإسرائيلية على رأسها التى رصدت حالات القلق داخل تل أبيب، وقالت صحيفة تايمز أو إسرائيل إن سيرجى كيرينكو، مدير عام وكالة الطاقة الذرية الروسية «روساتوم»، قال: إن مفاعلات 1200 ميجا وات، مما يجعل البلاد رائدة إقليميا فى هذا المجال. ووفقا للتقرير فإن روسيا ستمول المشروع النووى من خلال منح قرض لمدة 35 عاما ولم يحدد مقدار القرض أو شروطه، مضيفة أنه على الرغم من حادث الطائرة الروسية فى أرض سيناء عن طريق عمل إرهابى فإن الاتفاق بين روسيا ومصر على بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر يظهر رغبة البلدين فى التعاون، ويظهر الإرادة فى التغلب على المعوقات الإقليمية. وأضاف التقرير أن المراحل النهائية من المتوقع أن تكتمل بحلول نهاية العام، حيث كانت مصر تفكر فى المحطة النووية فى الضبعة منذ الثمانينيات، لكن القاهرة جمدت خططها النووية بعد كارثة تشرنوبيل عام 1986، وأعلن فقط فى عام 2006، فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أنه ينوى إحياءها، ثم أطيح بمبارك فى ثورة عام 2011. ومن جانبها قالت صحيفة الديلى ميل البريطانية التى أبدت دهشتها من الاتفاق فى تقرير لا يخفى ذلك تحت عنوان «موسكووالقاهرة توقعان اتفاقا لبناء محطة نووية فى مصر بعد بضعة أسابيع فقط من إسقاط داعش لطائرة ركاب روسية فى سيناء»، ورأت أن القرار المفاجئ يأتى بعد ضجة كبيرة أحدثتها الكارثة، ويأتى أيضا بعد أن أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعهده بمتابعة برنامج روسيا فى «حق الدفاع عن النفس»، ولم يتم ذكر إطار زمنى للمشروع. جاء الاتفاق وسط تحذير أمريكى يقول: إن مصر والسعودية ستصبحان دولا نووية قريبا بسبب ضعف أوباما، حيث اتهمت شبكة فوكس نيوز الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالضعف فى التعامل مع الشرق الأوسط، وأن الجميع بدأ يستشعر الضعف الأمريكى ويتصرف وفقا لمصالحه الخاصة. وأكدت الشبكة أن مصر والسعودية أكثر الدول التى استشعرت الضعف الأمريكى وبدأت تتحرك سريعا لمصالحها، خاصة أنها فقدت الثقة فى الرئيس الأمريكى وإدارته ومحاولته بيع الوهم للعالم من خلال توقيع اتفاق مع إيران حول برنامجها النووى، الذى سيؤجج الصراع فى المنطقة. وحاول أوباما الترويج للاتفاق والتأكيد على أنه سيمنع طهران من الحصول على القنبلة النووية، لأنها ستخضع لتفتيش دقيق وصارم وفى أى وقت، لكن أوباما يدرك أيضا أن إيران لن تستسلم بسهولة وأنها ستحصل على القنبلة النووية. كما أن إجراءات الرقابة والتفتيش والرفض الدولى لم تمنع إسرائيل وباكستان والهند وكذلك كوريا الشمالية من الحصول على الأسلحة النووية رغم الرقابة الصارمة والرفض والتنديد الدولى. ويوضح التحليل الذى نشرته الشبكة أن مجرد اعتراف الولاياتالمتحدة بحق إيران فى الحصول على التكنولوجيا النووية أجج القلق العالمى وبدأت دولا بالمنطقة تتحرك للحصول على تلك التكنولوجيا، وهو ما جعل مصر والسعودية تفكران جديا فى أن تكون دولا نووية وستصبح ذلك فى القريب العاجل. ودفعت فوكس نيوز بأن الفشل الأمريكى فى المنطقة وضعف أوباما الواضح تجاه ما يجرى، وإصراره على ترك المنطقة تحترق دون تدخل قوى لحماية مصالحه وحلفائه جعله أسوأ رئيس يدير أزمات الشرق الأوسط فى تاريخ الولاياتالمتحدة، وستظل تداعيات سياسته تؤثر سلبا على العالم أجمع طوال السنوات القادمة. وكان أوباما يمتلك الكثير من الخيارات التى كانت ستؤتى ثمارها، منها وضع طهران فى موقف الاختيار بين الحصول على الطعام وتعزيز الاقتصاد وإنقاذها من الانهيار أو البرنامج النووى، وكانت ستوافق على جميع الشروط، لكن لأسباب غير مفهومة لم يستخدم أوباما القوة الكافية فى التفاوض وقرر منح الإيرانيين ما لا يستحقون. والجميع يعلم أن إيران لا تحتاج إلى طاقة نووية سلمية فلديها احتياطيات هائلة من الغاز والنفط، وتحقق اكتفاء ذاتيًا لعقود قادمة، ولا تحتاج إلى مصدر جديد للطاقة للتنمية وتطوير الاقتصاد لأنه غير موجود بالأساس، إذن السبب الوحيد لإنفاقها مليارات الدولارات لتطوير مفاعلات نووية هو الأسلحة وليس أى شيء آخر.