الأسبوع الماضى هو أسبوع «أنغام» فبعدما كانت مسك الختام لمهرجان الموسيقى العربية فى دورته الرابعة والعشرين يوم الاثنين الماضى عقدت لها شركة «روتانا» الخميس الماضى حفلاً أنيقًا يعكس اعتزازها بها وثقتها الكبيرة فى أنها فارسة الرهان فى الفترة المقبلة وأمل الغناء الشرقى الأصيل والوصفة المضمونة للقضاء على الأصوات العبثية التى غطت سماء الطرب والمطربين. أنغام قدمت باقتدار باقة من الأغنيات بعضها من ألبومها الأخير «أحلام بريئة» مثل: «اتجاه واحد، واكتبلك تعهد، وحتة ناقصة، وبتحب مين، وبين البينين، وبقيت وحدك» إلى جانب عمرى معاك وشنطة سفر ومعهما «اشكى لمين» لمحمد منير و«أنا باستناك» إحدى روائع المطربة الكبيرة نجاة.. أنغام نجحت فى إثبات أن الآذان العاشقة للغناء لم تعرف طريق الذبول، وأن الغناء التطريبى لن يموت مهما قدم المرتزقة ومدعو الغناء. قدمت أنغام حوالى 17 أغنية ببراعة كبيرة لدرجة أنها بكت أثناء تقديم أكثر من أغنية ليتأكد أنها لا تقدم إلا ما تصدقه وتؤمن به ولهذا يصل إلى جمهورها العريض بسهولة. وهنا ليس غريبًا أن يكون من بين المشتاقين لصوتها النجوم الذين شاركوا فى مهرجان الموسيقى العربية من عمالقة الغناء أمثال على الحجار، ومدحت صالح، وهانى شاكر، ومحمد الحلو، ومعهم صابر الرباعى، وفؤاد زبادى، وصفوان بهلوان وأيضًا د. إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا ورئيسة المهرجان والتى أسعدها الختام المسك لفعاليات المهرجان بصوت «أنغام». عودة أنغام بعد غياب استمر 5 سنوات عن إصدار ألبومات غنائية كانت المكسب الحقيقى وبداية ثورة تصحيح الأوضاع فى الشارع الغنائى.. لم تساير أنغام السائد والمتبع فى الغناء بل أكدت اتجاهها ومشروعها العنائى الذى بدأته منذ «الركن البعيد الهادى» فهى تقدم الأغنيات التى تتماشى مع عمرها وتترجم مشاعرها فى كل فترة وبالتالى مشاعر بنات جيلها بصدق فى ألبومها الأخير ليتأكد هذا المشروع فهى لا تلهث وراء جملة لحنية وبلغة أهل السوق «مطرقعة» كما يفعل أبناء الجيل الحالى بل تبحث عن الكلمة والمعنى والقضية والمضمون ثم تصنع به عملاً بديعًا.. فالكلمة هى الأصل.. ثم اللحن والتوزيع الموسيقى الراقى مثلما سار العمالقة أم كلثوم وعبدالحليم ونجاة وشادية ووردة بعكس جيل الغناء الاستهلاكى الذى شوه الغناء الشرقى وأفقده قوامه. كتالوج أنغام الغنائى إن جاز التعبير هو المعبر الأساسى عن المرأة الشرقية ويعكس الأزمات الاجتماعية والعاطفية التى تعانى منها، ولهذا وتعبر عنها أنغام «بكبرياء» وصدق ولهذا تعيش طويلاً. فى المؤتمر الصحفى الكبير الذى أقامته شركة «روتانا» وحضره سالم الهندى مدير الشركة وأدارته المذيعة اللبنانية جومانة التى بدأت بفخرها وشركة روتانا ببدء انطلاقة جديدة من أرض مصر بلد الفن والإبداع واعتزاز الشركة بوجود صوت غنائى كبير من ضمن منتجاتها حسبما قال «الهندى» وأن الشركة تحمست للتعاون مع أنغام لأن السوق الغنائى يفتقد الآن الأغانى الطربية، فبينما تحدثت «أنغام» عن كواليس تنفيذ الألبوم وكيف خرج للنور مع فريق العمل الذى تعاونت معه، والشاعرين بهاء الدين محمد وأمير طعيمة والملحنين رامى جمال وإيهاب عبدالواحد وخالد عز إلى جانب الشاعرة اللبنانية الشابة كاترين معوض والملحن اللبنانى هشام بولس فى أغنية «أهى جت» والمفاجأة أنها باللهجة المصرية وبإحساس مصرى خالص مما يؤكد ريادة مصر ومدرستها الغنائية التى أثرت العالم العربى منذ عهد بعيد. المؤتمر الصحفى الذى أعلن عودة «أنغام» للمنافسة واسترداد المركز الأول فى بورصة الغناء حضره الإعلامى الكبير مفيد فوزى وليلى علوى ومحمد هنيدى وخالد سليم لتقديم التهنئة لها على العودة. أما أجمل اللقطات التى شهدها المؤتمر فهى الحضور المفاجئ للمطربة سميرة سعيد وأصالة فى لفتة رائعة تحمل أكثر من رسالة، أبرزها تحالف قوى الطرب الأصيل لإعادة أمجاد الماضى وتطهير الشارع الغنائى من الأغنيات السفيهة وإنقاذ تاريخ الغناء من الأشباح وكتابة بنود عهد جديد من مصر بلد «الإبداع» والحضارة والطرب الجميل ولو كره المتاجرون والمفسدون.