لاشك أن الانتخابات البرلمانية الحالية ستكون حاسمة ومصيرية لمستقبل بلدنا الحبيبة مصر، فلا يخفى على أحد تلك المؤامرات الدنيئة التى تحاك للوطن داخلياً وخارجياً والتى لن يصدها سوى الشعب المصرى بمشاركته الإيجابية فى إنجاز الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق التى ستحقق آمال وطموحات أجيال المستقبل. فالمشاركة فى ظل تلك الظروف التى تمر بها البلاد أمانة فى عنق كل من له حق الانتخاب وهى واجب وطنى لأسباب عديدة أهمها أنها تعكس روح الانتماء للوطن، هذا الانتماء الذى يجب أن يفوق كل شيء ويتغلب على حب النفس وحب المال، فإذا حل بالوطن ما يستوجب الاصطفاف وضرورة العطاء وجب على الشعب كله ألا يتخلف عن نداء الوطن، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نبذل النفس رخيصة فى سبيل الوطن وأعطى للمرأة الحق أن تخرج بدون إذن زوجها وتعصى طاعته للوقوف بجانب وطنها إذا ما تعرض للخطر والرسول صلى الله عليه وسلم عندما غادر مكة ليلة الهجرة نظر إليها قائلاً «إنك لأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت». فحب الوطن وحقه علينا لا يفوقه سوى حق الله سبحانه وتعالى لذلك وجب على الجميع الالتفاف حوله والتوجه إلى صناديق الانتخابات واختيار من يمثلون الشعب بصدق وأمانة، فالمواطن لابد أن يكون مشاركاً إيجابياً فى مصالح الوطن ومخطئ من يتصور أن غياب صوت واحد لن يكون مؤثراً فهناك ملايين الأصوات الأخرى ولكن ليعلم المواطن أنه فى تلك الظروف التى تحاك للوطن فصوت واحد سيفرق كثيراً ويكفيه شرفاً أنه يشارك فى صنع مستقبل أجيال كثيرة قادمة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».. لذلك فإدلاء الناخب بصوته شهادة سيحاسبه الله عليها ومن يكتمها فإنه آثم قلبه. v