اعتاد المشاهير على ألا يظهروا مشاعرهم وإخفاقاتهم فى تحمل مصاعب الحياة أمام الجماهير، ولكن لم يتمكن الكثير منهم من القيام بذلك، فمنهم من أثر ذلك على عمله سواء الغناء أو التمثيل وتمكنت مشاكله منه وانطفأ نجمه، ومنهم من أظهر ذلك بنفسه خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى مثل إنستجرام والفيس بوك. ومن هؤلاء المشاهير الذين لم يتمكنوا من إخفاء المراحل الصعبة التى يمرون بها نجد المطربة شيرين عبدالوهاب التى نشرت لها صورة حديثة على موقع الإنستجرام وهى تبكى، وكتبت أسفل الصورة أنها لا تشعر بالأمان راجية جمهورها أن يدعو لها ويقف بجانبها، ولم تكن هذه المرة الأولى لشيرين التى تظهر انهزامها أمام الجمهور، حيث ظهرت فى رمضان 2013 منهارة بعد أزمة طلاقها وبكت أمام ملايين من جماهيرها ببرنامج «أنا والعسل» الذى قدمه الإعلامى اللبنانى نيشان. ونجد تامر حسنى يتبع خطوات شيرين فى إظهار مشاعره وطفح كيله أمام الحقد الذى يلاقيه من أعدائه ومن يسمون أنفسهم أصدقاءه، حيث نشر «بوست» له على «الفيس بوك» قائلاً فيه: «أنا كنت فاكر إن فى وقت الشدة بس الواحد بيعرف الصاحب الحقيقى من المزيف، إنما اتضح لى إن فى وقت الفرح أو النجاح بنشوف الناس الحاقدة اللى عاملين بيحبوك، بنشوفهم بوضوح أكتر» وأضاف: «ملامح الحزن ممكن تتمثل بسهولة إنما ملامح الفرح مستحيل تتمثل، مهما عملوا بتفضل ملامح الحقد فى عينهم واللى بيضحك إنهم فاكرين بسذاجتهم إنك مصدق إنهم فرحانين بيك، واللى يوجعك بجد إنهم من أقرب الناس ليك» ليعلق عليه المخرج محمد سامى بأن النجاح فى المسيرة الفنية هو أهم شىء، كما أن فيلمه الجديد يتصدر الإيرادات، وسيُعرض برنامجه الجديد «ذا فويس كيدز» قريباً ويكفيه حب جمهوره العظيم. أما محمد حماقى فهو على الرغم من محاولاته الكبيرة فى الحفاظ على خصوصيته وعدم نشر ما يخص حياته الأسرية، فإننا نجده يعترف فى الآونة الأخيرة أن ألبومه «عمره ما يغيب» تأخر عن الظهور بسبب المشاكل الأسرية التى تعرض لها وأزمة انفصاله عن زوجته نهلة الحاجرى، الذى تم خلال تحضيراته للألبوم، وأنه لم يكن يرغب فى الإفصاح عن أزمة طلاقه خوفاً على حزن جمهوره عليه. الممثلة زينة منذ أزمتها مع أحمد عز ورفضه الاعتراف بابنيه تنشر صورا يومياً على موقع الإنستجرام توضح تطور القضايا بينها وبين عز، وآخر ما قام به الطرف الثانى الذى دائما تحب أن تشير إليه ب «الدجاجة»، وصورها وهى خارجة من أبواب المحكمة، بالإضافة إلى بعض الصور الدينية وآيات من القرآن الكريم داعية من خلالها على الظالم الذى تسبب لها فى كل هذه المشاكل والأزمات. وهنا شيحة النجمة المشهورة بعفويتها وظهورها على طبيعتها سواء فى مظهرها الخارجى أو شخصيتها منذ بدأت شهرتها لم يخلُ حسابها على الإنستجرام من صور خاصة بطباع الرجل التى لا تحبها والطباع التى تحبها، ولكنها للأسف غير متوافرة معربة بذلك عن خيبة أملها لمرات عديدة فى الرجال الذين قابلتهم فى حياتها. ويبدو أن نيللى كريم تتفق مع هنا شيحة فى رأيها، حيث تقوم بنفس الشىء ونشر صور وبوستات على موقع الفيس بوك تتهم الرجل الشرقى فيه بأنانيته، ولكنها لديها طابع أكثر ثورية وحدة فمثلاً عندما نشرت صورة لها بدون ماكياج تماما علق أحد المتابعين لها بأنه «يحمد ربنا أنه لم يتزوج مصرية» لترد عليه نيللى كريم فى لحظتها «بس بنتك مصرية». وتعرف دنيا سمير غانم بنفسها على الإنستجرام «الطاقة الإيجابية هى المسموح بها فقط على حسابها». الفنانة الشابة دينا الشربينى منذ خرجت من السجن وبعد قضاء سنة كمدة عقوبة بعد القبض عليها أثناء شراء المواد المخدرة تستخدم الإنستجرام مطلقة الهاشتاجات كحملة تشجيع لها والوقوف ضد قرار إيقافها عن التمثيل الذى أصدره نقيب الفنانين أشرف زكى. وبالرجوع إلى ردود أفعال الفنانين المصريين فى الماضى خاصة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت نجد أنهم كانوا ينزعجون بشدة من نشر صورهم فى لحظات انكسارهم وضعفهم مثلما غضبت السيدة أم كلثوم لنشر صورة لها وهى تسقط على خشبة المسرح وانزعاج عبدالحليم حافظ لنشر صوره وهو مريض على أسرة المستشفيات بلندن أو بمنزله خاصة بعدما اتهمه بعض النقاد أنه هو من يسمح بنشر هذه الصور لجذب الانتباه له. ويقول الدكتور أحمد عبدالله أخصائى الطب النفسى بجامعة الزقازيق: إن منظمومة المجتمع بأكملها اختلفت، فمثلاً فى الماضى كان الجمهور ينظر إلى الفنان كأنه إله وكأن الفنانين مؤمنون برسالة الفن ويقدمون جميع التضحيات لتقديم رسالتهم، فكان الفن هدفًا، ولكن الآن نظرة الفنانين إلى الفن اختلفت فأصبح وسيلة، وأضاف أن الفنانين كباقى البشر أصبح لديهم هوس بالميديا والصور ومواقع التواصل الاجتماعى وشاءوا أم أبوا هو نوع من أنوع الاستعراض بحياتهم والدعاية لأنفسهم وكل فنان أصبح «باباراتزى» لنفسه.