دفع حر القاهرة الكثير من الناس للهروب إلى المدن الساحلية أو الساحل الشمالى التماساً لقليل من هواء ربنا القليل ودرجات الحرارة المعقولة وكنت واحدة من هؤلاء وفى زيارة لمدينة «الحمام» أول مدن محافظة مرسى مطروح على الساحل الشمالى رأيت أطفالاً ونساء جميلات ذوات مظهر بسيط ولا أريد أن أقول رثاً سيماهم تختلف عن سكان المدينة من البدو والأعراب.. وما إن وصلت إليهم حتى توجهوا إلى طالبين بعض المال «أى شحاتين» لكن بأسلوب مختلف عن شحاذى القاهرة المحترفين وإذ بهم من أهل سوريا.. ولأنهم لا يعرفون أصول الشحاذة فهم لا يظلون يلحون عليك مستمرين فى الدعاء لك وللبيه وللهانم والصغار والكبار لكنهم يعبرون عن عدم رضاهم عن النقود التى أعطيتها لهم بأنها لا تكفي.. لا تكفي.. ولقد اعتصر الحزن قلبى على أهل سوريا الكرام أهل أرض الشام المباركة الذين أنهكتهم الحرب المستمرة منذ عام 2011 حتى بلغ عدد اللاجئين السورين فى الدول المجاورة لهم أكثر من 4 ملايين لاجئ وفقاً لتقارير الأممالمتحدة بينما داخل سوريا ما يزيد على 12 مليون ومائتى ألف سورى يحتاجون للمساعدة بينهم 5 ملايين طفل. وفى ظل الحروب تنشط العصابات التى تستغل حاجة الناس للنقود فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانتشرت نحو خمسة آلاف عصابة على الحدود السورية الشمالية مع لبنان تتاجر فى قرنية العين للسوريين وتشترى منهم القرنية الواحدة ب 5 آلاف دولار لتبيعها فى السوق الدولية بأكثر من 90 ألف دولار وقد أكد رئيس الطب الشرعى بجامعة دمشق أن عدد حالات التجارة فى القرنية بلغ ما يزيد على 18 ألف حالة فى شمال سوريا وللأسف والمحزن معظمها من الأطفال. وأخيراً تم العثور على شاحنة على الحدود النمساوية بها ما يزيد على 70 جثمانا لسوريين استقدمتهم عصابات المتاجرة فى البشر ومن بينهم نساء وأطفال أيضاً.. ومن الواضح أن أول من يدفع ضريبة الحرب والقتال والظروف المعيشية الصعبة هم الأطفال فى جميع أنحاء العالم.. كان الله فى عون شعب سوريا وأطفال سوريا.