ما إن نشرت روزاليوسف تحقيقها الصحفى حول كاهن السحر الأسود بمطرانية بورسعيد حتى تسارعت وتباينت ردود الأفعال داخل الكنيسة ووسط الشارع القبطى البورسعيدى فلقد نفد عدد المجلة من بورسعيد بعد صدوره بساعات قليلة فالموضوع يتم التكتم عليه من قبل الجميع فى مطرانية بورسعيد ويرفض الجميع التصريح بأى بيانات حول تلك المشكلة ولكن ما نشرناه فى الأسبوع الماضى جعل الجميع يخرجون عن صمتهم. ∎ ميليشيات الكاهن تتحدى على الفور قامت ميليشيات راسبوتين السحر الأسود ببورسعيد كما يطلق عليه شعب كنيسته ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى- قامت تلك المليشيات بالدفاع عن راسبوتين ومطالبة أسقف بورسعيد باتخاذ إجراء قانونى تجاه مجلة روزاليوسف والمحقق وهو ما دفع المطرانية بعد ساعات قليلة لأن تصدر بيانًا تبناه المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية على صفحته. ∎ بيان الكنيسة وكأنه فسر الماء بالماء جاء بيان مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد على صفحة المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية ليرد على ما نشرناه، فجاء بالبيان فيما يتعلق بما نشرته مجلة روزاليوسف فى عددها السبت الماضى بعنوان «كاهن السحر الأسود فى مطرانية بورسعيد» تعلن المطرانية بأنه ليس لها أية صلة بالمرة بما نشر، وبأنه لم يصرح مسئول بأية تصريحات لأى جهة إعلامية ولا للمجلة المذكورة أو غيرها بخصوص الموضوع محل المقال وأن ما كتبه صاحب المقال وما ورد فيه يمثل رأيه الشخصى الذى يتحمل مسئوليته الكاملة وحده «فنحن لم ندع فى تحقيقنا أن هناك أى معلومات قد حصلنا عليها من المطرانية بل على العكس أكدنا أننا لم يتسن لنا الحصول على أى معلومات من المطرانية حيث جاء بالتحقيق الصحفى الذى نشرناه ما نصه «حاولنا استطلاع الأمر داخل المطرانية ببورسعيد ولكننا لم نتلق أى إجابات» فهل تنفى المطرانية ما لم ندعيه من الأساس؟ وعجيب الأمر أن توصف المطرانية ما نشرناه على أنه رأى شخصى لكاتب التحقيق، فما نشر ليس مقالاً للرأى ولكنه تحقيق صحفى يضم الكثير من المعلومات تخص المطرانية وكان المفترض أن ينفى بيان المطرانية أو يؤكد صحة تلك المعلومات التى تخص بشكل مباشر فساد أحد كهنة المطرانية ووقفه عن العمل وإحالته للتحقيق ولكن المطرانية غضت الطرف عن كل هذا وهو ما يشير بشكل مباشر إلى صحة كل ما نشرناه من معلومات». ∎ ألاعيب المتحدث الرسمى من المفارقات العجيبة أن تتبنى صفحة المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية بيان مطرانية بورسعيد، فعلى الرغم من أن هناك الكثير من الموضوعات والتحقيقات الصحفية التى نشرناها وتتعلق بأمور داخل الكنيسة أخطر بكثير من موضوع «كاهن السحر الأسود ببورسعيد» إلا أن القس بولس حليم لم يكلف نفسه عناء الرد على تلك التحقيقات بل كثيرا ما يتهرب منا إذا ما طلب منه تصريحات بخصوص موضوع ما داخل الكنيسة ولا يوجد لديه إلا رد واحد هو «معنديش معلومة» وتبنى حليم لبيان المطرانية هو محاولة للإيحاء للرأى العام بأن ما نشر حول قس السحر الأسود هو محض افتراء فى محاولة لتهيئة الرأى العام لتقبل قرار قد يصدر ببراءة القس مما نسب إليه من مخالفات كنسية فى المحاكمة المحال إليها، وهنا يكون ما جاء بتحقيقنا حول محاولة القس الاستقواء بقداسة البابا تواضروس وإشاعته بأنه على علاقة خاصة بقداسته هو من قبيل التهويل، فالحقيقة أن القس يستقوى ببعض المحيطين بقداسة البابا وعلى رأسهم المتحدث الرسمى للكنيسة ضد أسقفه الأنبا تادرس. ∎ البابا يتدخل علم البابا بما نشرناه حول إشاعة (كاهن السحر الأسود ببورسعيد) بادعاءاته حول علاقته بالبابا ويقول لنا مصدر كنسى رفيع إن قداسة البابا فور علمه بما نشر قرر التحقيق بنفسه فى تلك القضية ليكون قاضى محاكمة هذا الكاهن حيث طلب البابا ملف القضية من الأنبا دانيال أسقف المعادى رئيس المجلس الإكليريكى المنوط بالتحقيق فى تلك القضية لدراسته وحول أحقية قداسة البابا فى محاكمة الكهنة وما إذا كان يعتبر هذا تعدياً على حق المجلس الإكليريكى المختص بالفصل فى النزاع أكد لنا المصدر أن الأصل فى المحاكمات الكنيسة هو أن تتم بمعرفة البابا فهو الرئيس الأعلى لكل المجالس الإكليريكية وهو صاحب الحق الأصيل فى إجراء المحاكمات ولكن نظرا لكثرة القضايا المطلوب الفصل فيها فإن البابا يفوض بعضًا من صلاحياته لرؤساء المجالس الإكليريكية ومن المتوقع أن يمثل (كاهن السحر الأسود ببورسعيد) خلال الأيام القليلة القادمة للمحاكمة أمام قداسة البابا تواضروس. ∎ تضارب البيانات كان تحقيقنا الذى نشرناه كاشفاً عن انقسام ردود الأفعال داخل مطرانية بورسعيد وأن هناك فريقين يتصارعان فى تلك القضية أحدهما مع ممارسات الكاهن ويحاول تبرئته كما حاول بيان المطرانية أن يوحى بذلك، والفريق الآخر يسعى لتعرية الكاهن وكشف الغطاء عنه، وما يثير الدهشة فى الأمر أن الفريقين على رأس كل منهما بعض من كهنة بورسعيد وجميعهم محسوبون على المطرانية ففى مفاجأة من العيار الثقيل أصدر المتحدث الرسمى بمطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد بياناً كاشفاً أكد فيه صحة ما نشر بمجلة روزاليوسف بل استنكر دعوات البعض التى تطالب الكنيسة بمقاضاة المجلة وكاتب التحقيق من أجل ما سماه البيان (القصاص) وجاء فى البيان (من يطالب الكنيسة برفع قضايا والدخول فى نزاعات قضائية من أجل القصاص أو رد اعتبار حول رأى أو تحقيق صحفى لأحد الكتاب الصحفيين نفيدكم بأن الموضوع المتعلق بجناب الأب القس م. ف البيان ذكر اسم القس صراحة برمته أمام الرئاسة الكنسية متمثلة فى قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى. الأمر الثانى الكنيسة بنيان روحى قوى ومتماسك ويسير وفق إرشاد الروح القدس. فنحن لسنا فى خصومة مع أحد ونصلى من أجل الجميع. الأمر الثالث بانتهاء الموضوع من قبل قداسة البابا سوف تعلن الامور بشكل واضح ولا يوجد مجال للكلام الآن، لذا نهيب بأبنائنا جموع الشعب القبطى فى بورسعيد الهدوء والصلاة وترك الأمور فى يد الله والآباء المختصين لحين الفصل فى الأمر. أخيرا جميع الكنائس فى بورسعيد تصلى كل يوم بانتظام والخدمات تتم فى مواعيدها دون تقصير أو تأخير وأن ما يشاع بين الناس عن أبونا ليس كله حقيقيا والحقيقة الكاملة أمام الله وقداسة البابا وكل ما يتداول يدخل فى نطاق الشائعات لذا مرة أخرى اطمئنوا أبناءنا الأحباء واتركوا الأمر للمسئولين داخل الكنيسة).. وبيان المتحدث الرسمى هنا به الكثير من التناقضات وعلامات الاستفهام فعلى الرغم من أنه يؤكد صحة ما حصلنا عليه من معلومات من مصادرنا بأن البابا تواضروس تدخل بنفسه فى تلك القضية وأن قداسته هو قاضى تلك المحاكمة القادمة إلا أنه يؤكد أن ليس كل ما يشاع حقيقة دون أن يذكر لنا الحقيقة الكاملة ثم يعود وينفى كل ما يثار حول الكاهن «أبونا» ويعتبرها شائعات فإن كان الأمر حقاً شائعات فعلى ماذا يحاكم (كاهن السحر الأسود ببورسعيد) وأمام قداسة البابا شخصياً؟ والجدير بالذكر أن مجلة روزاليوسف فى عددها السابق قد نشرت تحقيقاً صحفياً بعنوان (كاهن السحر الأسود ببورسعيد) مفاده أن هناك أحد الكهنة بمطرانية بورسعيد يدعى (م.ف) دأب على مخالفة العقيدة والتقاليد الكنيسة وعلى رأس تلك المخالفات إفشاء سر الاعتراف المقدس لبعض من الفتيات والسيدات الأمر الذى أدى الى قيام زوج بقتل زوجته بعد أن أفشى له الكاهن أسرار اعترافات زوجته واتخذ ذلك مسلكاً له وسط شعبه الذى سيطر عليه بممارسة السحر الأسود وهو ما أدى الى إحالته إلى التحقيق إحدى عشر مرة بمعرفة أسقفه نيافة الأنبا تادرس إلا أنه مع تفاقم ممارسات الكاهن وشقه عصا الطاعة على أسقفه تمت إحالته إلى محاكمة كنسية بمعرفة الأنبا دانيال أسقف المعادى ورئيس المجلس الإكليريكى بالقاهرة. ∎