«اقلب تليفزيونك» فى رمضان أحدث حملة تواجهها مسلسلات رمضان الآن وانطلقت من أجل مقاطعتها، ورفضها للأعمال المتدنية التى تنشر الابتذال والإسفاف، على الطريقة السلفية، حيث أكد ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، فى خطبة الجمعة الماضية التى ألقاها بمسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة أبو سليمان (شرق الإسكندرية)، إن رمضان شهر القرآن والدعاء وليس المسلسلات، مطالبا الجميع بالدعاء لمصر بأن يحفظها من كل سوء. حملة «أقلب تليفزيونك» فى رمضان كما يقول مؤسسها طلال نصرالدين - مؤسس الحملة- أن هدف الحملة هو التركيز فى الشهر الفضيل على العبادات والأفعال الإيجابية والبعد عن أى شىء قد يأخذ المواطن بعيدا عن هدف هذا الشهر، ليس التليفزيون فقط بل كل العادات السيئة. طلال نصر مؤسس الحملة قال عبر صفحته على الفيس بوك إن الحملة قد تشكل أداة ضغط نحن كمشاهدين إذا ابتعدنا عن التليفزيون فى هذا الشهر تحديدا على شركات الإنتاج والفنانين وشركات الإعلانات فنحدث توازنا مؤثرا على هذه الصناعة وبالتأكيد سيعم الخير على الجميع. وصلت الحملة التى تم تدشينها عبر الفيس بوك وهاشتاج على تويتر ومواقع التواصل الاجتماعى تحت شعار #أقلب_تليفزيونك إلى أكثر من 5 ملايين مستخدم، وحصلت الحملة على أكثر من 40 ألف لايك و700 كومنت على نفس البوست وهذا رقم قياسى. تداول المعجبون على الصفحة آراءهم حول أسباب اقتناعهم ونشرهم للحملة، مؤكدين أن ما يحدث فى شهر رمضان «مسخرة» بكل المقاييس، وأنه لا يوجد مسلسل أصبح خاليا من العرى وتفوه الممثلين بكلمات وألفاظ نابية، فضلا عن الرقص وتناول المخدرات الذى أصبح سمة أساسية فى الحارة المصرية، التى لم يعهدها أحد من قبل فى أعمال نجيب محفوظ التى كانت تعبر عن الحارة الشعبية ولكن دون تقديم ذلك الإسفاف والفجور . أطلقت حملة «اقلب تليفزيونك فى رمضان» النقاش مع معجبيها حول من تقع عليه المسئولية فى استمرار هذا الإسفاف، واختلف الجميع فى تحميل المسئولية لأطراف عديدة منها المشاهدون أنفسهم الذين يشجعون استمرار هذه المسلسلات وصناعها على الإنتاج من خلال نسب المشاهدة العالية التى تحصل عليها المسلسلات ومن ثم تجلب المسلسلات الإعلانات التجارية الضخمة، بالإضافة إلى المنتجين، والفنانين، وشركات الدعاية والإعلان، وتراجع المحتوى الدينى وقلة الدعاة، وعدم وجود مواثيق دولية أو عربية لحماية تراثنا الفنى ووضع أصول للمهنة. وأكدت الحملة فى صفحتها أن مسلسلات رمضان مجرد لعبة اقتصادية إعلانية عملاقة، حيث وصل حجم صرف الإعلانات لموسم رمضان 2015 إلى مليار و600 مليون جنيه، وللأسف يكون هذا الإنفاق على مسخرة سنوية تعد كل سنة الأكبر فى مصر وهو عرض المسلسلات التى تحتوى على كم هائل من المشاهد الساخنة فى شهر رمضان الكريم، وما يحدث من عرض «مسلسلات إغراء» فى رمضان وتكدس الشهر بالمسلسلات يعد جريمة فى حق الوطن والعالم الإسلامى أجمع. لم تكن الصفحات النشيطة المطالبة على صفحات التواصل الاجتماعى لوحدها تحذر من ضياع الوقت فى الشهر الكريم وترفض وتهاجم الأعمال الفنية المذاعة وتتهمها بالإسفاف والفجور، بل حذرت الدكتورة عزة العشماوى الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة سابقا صناع الدراما أن يتجنبوا أى إساءة أو انتهاكات لحقوق الطفل فى الأعمال الدرامية المذاعة على قنوات التليفزيون سواء كانت الأرضية أو الفضائية خلال شهر رمضان المعظم، حيث إن أى ألفاظ خارجة تعد إساءة للأسرة المصرية بصفة عامة والطفل المصرى بصفة خاصة، وهو ما يخالف كل الأعراف والتقاليد المصرية الأصيلة ويتعين أن تتم مراعاة قواعد الحوار، حيث تشاهد هذه المسلسلات الملايين من الأسر المصرية خلال شهر رمضان. وقالت إنه يجب أن يعتمدوا على مناقشة القضايا الشائكة بالتلميح لا بالتصريح، خاصة فى قضايا العنف والبلطجة والإدمان، وأن يكون العنصر الفنى هو الأساس فى أى معالجة. وطالبت الأمين العام للمجلس بضرورة تفعيل اللجنة العليا التى تم تشكيلها بقرار من وزير الثقافة لمراجعة جميع الإجراءات القانونية والفنية لجميع الأفلام التى تعرض على الرقابة ومشاهدتها قبل التصريح لها بالعرض، كما نادت بعودة الدراما الاجتماعية والدينية والتاريخية، التى تتناسب مع طبيعة المجتمع، وطرح الواقع بطريقة راقية، والبعد عن الألفاظ المسيئة للطفل والابتعاد عن تمثيل الفئات الشاذة عن المجتمع بشكل يشجع الشباب والأطفال على تقليدها، فالمعالجة الدرامية تعمل على تنميط أشكال معينة كالقاتل، والبلطجى والنصاب على أنهم أبطال وضرورة قيام الفنانين بتقديم الأدوار التى تتناسب والنماذج الإيجابية فى المجتمع. وأشارت الدكتورة عزة العشماوى إلى المادة (87) بقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وهى أن تكفل الدولة إشباع حاجات الطفل الثقافية فى شتى مجالاتها من أدب وفنون ومعرفة وربطها بقيم المجتمع فى إطار التراث الإنسانى والتقدم العلمى الحديث، والمادة (90) التى تجرم أى إساءة أو عنف أو انتهاك تتناوله الدراما وحظر ما يعرض على الأطفال فى دور السينما والأماكن العامة المماثلة كل ما يكون محظورا لهم مشاهدته.∎