«عاوزين واحد مايكونش غشاش يحكم والانتخابات تكون بالمشاورة».. هذه الجملة لم تجر على لسان شاب فى مجتمع أغلبه يعانى من الجهل السياسى، بل على لسان أحد الأطفال المنتمين إلى مؤسسة «تحوت»، تلك المؤسسة غير الهادفة للربح التى أنشأتها ندى حبيب، فتاة فى العشرينيات أخذت على عاتقها تأهيل الأطفال سياسيا، البداية كانت مع أطفال مناطق السيدة زينب والخليفة والناصرية بتعليمهم كيفية دحر مفهومى الرشوة والفساد.عن طريق إدماجهم وإشراكهم فى عروض تفاعلية مسرحية هزلية. ندى طرقت أبواب بيوت هذه الأحياء وحثت الأهالى على إشراك أبنائهم بالمشروع، حتى استطاعت تكوين مجموعة من 40 طفلا. «بركة الضفادع» مسرحية مدتها 20 دقيقة تناولت مفهوم الانتخابات وتحكى عن وجود بركة من الضفادع ليس لديهم قائد تحتلهم مجموعة من التماسيح إلى أن يقرروا انتخاب قائد لهم. المسرحية كان يمثل بها 37 طفلا ورغم وجود 7 أبطال أساسيين للعرض بوجود جُمل حوارية لهم والباقى هم مجموعة تخدم على الأدوار بالحركة، لكن «ندى» كانت تستخدم أسلوب الثواب والعقاب فى التعامل معهم بإستخدام دورها كمخرج للعمل. «طفل المعبد» العرض المسرحى الذى يجرى التحضير والإعداد له حالياً ليعرض الصيف المقبل إما بمسرح بيت الأمة أو بالمقطم. العرض ارتجالى من حكى الأطفال المشاركين بالعرض والأسلوب نفسه استخدموه مع عرضى «بركة الضفادع» و«جنة البطريق»، أما «طفل المعبد» فهى رواية مأخوذة من قصيدة للشاعر أسامة الخياط عن «حدوتة» طفل المعبد «حابى» الذى وُلد بمعبد الكرنك، لم يكن له أصدقاء أو يهوى الحديث مع العامة وكان دائم العزلة إلا أن والدته تتندر عليه أنه ملك ولا يحكم دولته ثم تصحبه فى جولة لتريه آثار الدمار والفساد والخراب الذى لحق بمملكته. الورش التفاعلية التى يتجمع بها الأطفال لعمل مجموعات العمل الخاصة بالمسرحيات أضافت لهم الكثير وغيرت من ملامح شخصياتهم، فبعضهم كان منزويا وانطوائيا وآخرون كانوا عدوانيين ومنهم غيورون، وأكدت ندى مدير مؤسسة تحوت للتنمية الثقافية إن الأطفال تفاعلوا وأصبحوا يحلون المشاكل أفضل كثيراً من بالغين رغم كون أكبرهم 12 عاماً. حسن: بحلم أمسك البرلمان والانتخابات هتبقى بالمشاورة قام حسن والذى يبلغ 9 سنوات بدور الضفدع «فسدق» بعرض «بركة الضفادع» والذى قال عن العرض إنه «يحكى عن الانتخابات والبرلمان وإننا عاوزين واحد ما يكونش غشاش، بنقول فى الأغنية فى الآخر مش لازم نعمل انتخابات الانتخابات بعد كده هتبقى بالمشاورة اللى يشاوروا أكتر بيفوز». حسن يحلم أن يتولى رئاسة البرلمان ويحلم بأن يجعل موارد البلد المهدرة بلا طائل يتم الانتفاع بها «هخلى كل واحد مسئول عن اللى بيعمله وكل واحد غلبان يكون عنده بيت. جهاد: لو بقيت رئيس هسجن الغشاشين قام جهاد الذى يبلغ من العمر 11 عاماً بدور الضفدع «عنبر» بمسرحية بركة الضفادع والذى قال عن دوره «عنبر هو واحد سياسى كويس مش فاسد عملنا انتخابات وكنت مترشح ومعايا سيلكا وهو سياسى فاسد وكان معايا مؤيدين عملوا الحملة الانتخابية والأغانى، لكن سيلكا واللى معاه حاولوا يفضوا كل الأصوات اللى فى الصندوق بتاعى فى الصندوق بتاعه عشان يفوز فى الانتخابات وكسب، لكن الفراشة مرسال قالت لعنبر إن سيلكا زور الانتخابات وكان فى حكيم اسمه توت قالنا لازم ما نسكتش وكان فى 3 مسكوا سيلكا وفرزوا الأصوات اللى معاه وادونى التاج». آلاء: هخلى المدرس يهتم بالتلميذ أكتر من الفلوس طفلة قاهرية ابنة منطقة السيدة زينب ترى الانتخابات والسياسة من زاوية أخرى تحلم بالتمرد على التعليم والساسة الكسالى وعن دورها فى عرض «بركة الضفادع» قالت «كنت الفراشة مرسال الجاسوسة التى تنقل الأخبار إلى الضفدع «عنبر» لحمايته من خداع التمساح «كروكو» والضفدع «سيلكا» اللى بيخططوا إنه سيلكا يستولى على الانتخابات بالتزوير ويخسر عنبر ويفوز سيلكا». التربية السياسية وتعلم الحياة السياسية هى الشغل الشاغل ل«ندى» لكونها تخرجت فى كلية «رياض الأطفال» وتعمل على تحضير رسالة ماجيستير عن التربية السياسية للأطفال . العديد من الرحلات نظمتها «ندى» على نفقتها الخاصة لعدة معالم آثرية كالأهرامات والمتحف المصرى وخان الخليلى للتطبيق العملى لكل حقبة زمنية. «تحوت» هم مجموعة شباب فى العشرينيات عددهم 10 أفراد يجمعهم حلم واحد هو التنشئة السياسية والاجتماعية الصحيحة للأطفال اختاروا تسميتهم من الإله تحوت أو «توت» إله الحكمة والعلم الذى يمسك القلم ويعلم الكتابة ويصحب الإنسان للحياة الأخرى أمام الميزان. ندي أضافت: المؤسسة تعمل على التربية السياسية والاجتماعية للأطفال من خلال الورش والعروض المسرحية. نقدم مفاهيم المواطنة فى تجارب محاكية للمجتمعات الديموقراطية مثل مسرحية «غابة تل الحطاب» التى تتناول مفهوم التظاهر والقائد الصالح. وأكدت: «بنشتغل البروفات فى بيت سعد زغلول بيت الأمة وبنحضر عرض جديد اسمه «طفل المعبد» يتناول مفهوم الفساد وكيفية المشاركة بالانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية. .. وأكملت «نحن جيل لا يعرف المستحيل وقررنا تكوين فريق وبدأنا نشتغل فى مارس 2013 أخذنا مقر المؤسسة ولكنها مازالت تحت التأسيس». «تحوت» قامت من أجل خلق تمركز لمجموعات مختلفة تتعاون فى البناء وتقاسم المعرفة، وتعليم وتعلم مهارات اجتماعية مهمة كالمسئولية لتحقيق مزيد من التعاون. 5 آلاف جنيه هو الدعم الوحيد الذى تلقته «تحوت» من مؤسسة المورد الثقافى لإقامة عرض «بركة الضفادع»، كما قام قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بدعمهم فقط بتوفير مكان لهم ببيت الأمة لعمل البروفات لافتة أن 40 طفلا هم عدد المنضمين للمبادرة حتى الآن بطموح لدى ندى ومؤسسى «تحوت» أن يصل عددهم إلى 1000 فى نهاية العام الحالى.∎