البعض يستغرب تمسك جماعة «الإخوان» الإرهابية بتحويل منطقة المطرية إلى رابعة جديدة، ومن ثم زيادة عدد الضحايا، لتصبح أطلالا يبكون عليها فى وسائل الإعلام خاصة قناة الجزيرة. كل يوم جماعة «الإخوان» تدعو عناصرها من جميع أنحاء العاصمة والمحافظات القريبة للتجمع فى المطرية على أن يكون المجىء بدون تجمعات، فرد أو اثنان على أقصى تقدير وتعتبر المناطق التى تغذى الجماعة بعناصر بصفة مستمرة هى: المرج وعزبة النخل والعمرانية وتحديدًا من منطقة مسجد خاتم المرسلين. تتمتع منطقة المطرية بكثافة سكانية تقدر بأكثر من 3 ملايين نسمة، كما أنها تتمتع بموقع جغرافى حيوى شمالا حى المرج ومحافظة القليوبية جنوبا شارع الكابلات وحى الزيتون شرقا مترو الأنفاق من محطة حلمية الزيتون إلى محطة عزبة النخل وحى عين شمس غربا شارع بورسعيد «ترعة الإسماعيلية» بمحافظة القليوبية لذلك من السهل أن يجمع ميدان المطرية عددًا ضخمًا من المتظاهرين من المحافظات والمناطق المحيطة. وكانت المنطقة قد شهدت فى الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير العديد من الأحداث الدامية والعنف المفتعل، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا وصاحب ذلك تواجد مكثف لعناصر الجماعة الإرهابية للاعتصام بميدان المطرية لتحويله إلى رابعة جديدة، وبعد أن سيطر المتظاهرون على الميدان بالكامل لبعض الوقت مع تراجع من جانب قوات الأمن لأماكن الاشتباكات فى شارع التعاون بالمطرية. المشاركون فى أحداث المطرية يحاولون إشعالها بالفعل مرة أخرى فهم ليسوا من المنتمين للجماعة الإرهابية فقط، بل إن الكثير من أهالى المطرية أصبحوا يضعون فى اعتبارهم أن هناك ثأرًا بينهم وبين الداخلية بسبب سقوط أكثر من 54 ضحية من الأهالى فهناك مسيرات ترفع إشارات رابعة ومسيرات أخرى تسب الإخوان والثورة والفلول. يحاول البعض تفسير لماذا اختارت الجماعة المطرية تحديدا لتكون الوكر الجديد للجماعة، عناصر من هناك كشفت لنا السر، أولا أن المطرية مقصد للكثيرين منذ فترة والكل يعرف الطريق إليها من جميع الاتجاهات سواء قادمًا من وسط المدينة أو من رمسيس، وهو الاتجاه الخاص بالقادمين من الأقاليم، بالإضافة إلى القادمين من الطريق الدائرى ويستخدمه القادمون من الشروق والتجمع الخامس. كما أنه من ضمن الأسباب أن المطرية تعتبر أربع مناطق فى منطقة واحدة «4 *1» بالنسبة للجماعة فهى تضم حسب تصنيفهم ثوار المرج وعين شمس والمطرية والألف مسكن وكل له أساليبه فى الحشد، بالإضافة إلى أن اللعب على الوتر الدينى لا يزال قائما بقوة فى المطرية خصوصًا فى ظل كثرة المساجد التى يسيطر عليها عناصر من التنظيم وإن لم يكن العناصر المسيطرة على المسجد فهم رواد المسجد والذين يعرفون بعضهم البعض كالعائلة الواحدة. ومنها مساجد النور المحمدى والأنوار المحمدية والتعاون والرحمن الذى يشهد المسيرات الليلية. اختيار المطرية لم يأت من فراغ بل كان بدقة أولا حسب قيادات أولتراس نهضاوى بالمطرية التى كانت مكلفة خلال الفترة الماضية بالمسيرات الليلية فى شوارع التروللى وإبراهيم عبد الرازق والإنتاج والمطراوى. اختيار المطرية كان لأنها يسهل فيها الهروب فى أى اتجاه خاصة الحشد فى الميدان الذى يهرب منه العناصر الآن من خلال شارع «الصحة»، ولكن تصدى أهالى الشارع لهم بصفة دائمة بعدما نزل إليهم سكان منطقة «الليمون» تولوا تسليم الكثير من العناصر الإخوانية للشرطة، بالإضافة إلى شارع الكابلات الذى يعد الملاذ الآمن الآن بالنسبة للعناصر الإرهابية من الميدان التى تسعى إلى تحويله إلى ميدان رابعة جديدة. عناصر من داخل أولتراس نهضاوى كشفت لنا أن الألعاب النارية والشماريخ هى جزء من الأدوات التى يواجهون بها قوات الشرطة وستكون كلمة السر هى عناصر الإخوان القادمة من محافظتى القاهرة والفيوم، ويجلبون الشماريخ، والألعاب النارية والبمب والمولوتوف الذى يأتى تحديدًا من عزبة أبو حشيش وستكون مفاجآتهم هى: «البمب المحمل» أو «المونة»، وهو أحد أنواع البمب الذى يطلقه الأطفال فى الأعياد، إلا أن ذلك النوع مصنع بطريقة تختلف عن بمب الأطفال فقوة صوته تصل إلى حد طلقة البندقية ولا يستطيع التفرقة بينهما إلا خبير، بالإضافة إلى أن هناك عناصر مكلفة منهم باستخدامها بجوار محطات المترو خاصة المحطات الموجودة فوق سطح الأرض وبها سور منخفض يمكن إلقاء القنبلة أو البمبة من خلاله. كان من الطبيعى خلال الفترة الماضية أن تشهد المطرية ظهور حركات عنف تدعو إلى حمل السلاح وتعتبره وسيلة شرعية الآن من وجهة نظرهم ومنها حركة العقاب الثورى التى دعت أعضاءها إلى حمل ما يمكن حمله من السلاح، وهناك حملة «عاقبوهم»، التى أعلنت عن نشأتها يوم 26 يناير مدعية أنها تكونت بسبب ما شهدته المطرية من عنف. حركة أخرى تم تشكيل بعض عناصرها من أولتراس حلوان الذين جاءوا من حلوان ليساندوا ثوار المطرية حسب زعمهم وهى حركة أطلقت على نفسها اسم «التوك توك الثورى» تعتمد على الخطف ومعظم أفرادها يمتلكون «توك توك» يتحركون به وينقلون به المصابين لذلك أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم. معظم الحركات أنشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لتسهيل التواصل مع العناصر وإبلاغها بالتعليمات الجديدة بعدما اخترق بعض الأشخاص صفحات عين شمس، ومن المعلومات ضرورة الابتعاد عن أى شخص لا يعرفونه معرفة شخصية داخل المظاهرة، ومن ثم عدم الخروج من أى مظاهرة بصحبة أى شخص وعند الحضور إلى المطرية ضرورة تجنب الحضور بشنطة على الكتف نهائيا لأنها من مظاهر الأولتراس وبالتالى يقبض عليهم بسهولة. وظهرت خلال الأيام الأخيرة حركة «الإلكترونيين الثوريين»، وهى حركة إخوانية ظهرت على غرار الجيش المصرى الإلكترونى تهدف إلى مهاجمة المواقع الإخبارية وكل الصفحات المؤيدة للجيش والشرطة فيما رد عليهم آخرون باختراق صفحات لهم منها صفحة «اعتصام المطرية». حسن عبده أحد المتعاطفين مع جماعة الإخوان من سكان المطرية قال لنا انسحبت من المشاركة معهم لأننا لا نجنى غير المزيد من الدماء ومن فترة كبيرة كنا ننزل الشارع للتعبير عن رفضنا للواقع، ومؤخرا وجدنا أن هناك مواعيد تفرض علينا ولا يراعى أن لدينا عملاً وبيننا الكثير من الطلبة، وبعد ذلك وجدنا أيضا أن هناك هتافات بعينها تفرض علينا وشعارات داعش لم نكن نقترب منها أو نهتف بها نهائيا، إلا أننا نفاجأ فى المسيرات خاصة الليلية بمن يقود المسيرة يردد هتافات «أوه أوه داعش» ونحن كشباب مختلفون تماما مع داعش لذلك قررت ومعى عشرة من أصدقائى عدم الاشتراك فى أى مظاهرة أو مسيرة ليلية وأصبحت لا أرد على أحد من المسئولين- رفض ذكر اسم أى فرد منهم- وأخبرتهم عن طريق صديق لى مازال مستمرًا معهم أننى لن أذكر لأى شخص اسم أحد منهم مقابل أن يبتعدوا عنى نهائيا. محمود سالم أحد سكان شارع العشرين بعين شمس قال: هناك مناطق تمتلئ بعناصر «إخوان» وشوارع رئيسية أيضا ومنها شوارع: «محمود عزو» و«نور الإسلام» ومسجد التوحيد وما حوله والعشرين، وأن كثيرًا من سكان هذه الشوارع يخرجون إلى المسيرات وأطفالهم يرددون هتافات فى الشوارع كأنهم يسيرون فى مظاهرة. نقطة التجمع الآن لعناصر المطرية التى فقدت الاتصال بالمسئول عن التنظيم تكون فى ميدان الونش ليسهل منه الهروب فى جميع الاتجاهات ما بين الخروج عبر الشوارع الضيقة إلى شارع جسر السويس العمومى أو الهروب فى اتجاه عين شمس أو الرجوع إلى المطرية مرة أخرى. ويضيف «حسن . م» من منطقة التعاون بالمطرية أن متوسط أعمار المشاركين فى جميع المظاهرات بمنطقة المطرية يتروح من بين 18 و30 سنة، وأن أغلب هؤلاء الشباب يحملون ثأرا مع الداخلية. وأكد أن حى المطرية مليء بالسلاح ولكن لم يستخدم حتى الآن، ويتم التعامل مع الداخلية بالصواريخ والشماريخ «جميع الألعاب النارية» فقط.∎