رغم وجود بدائل مقنعة تعوض غياب مؤمن زكريا وهروب باتشيكو فإنها لن تخفف بسهولة صدمة جماهيره فى ليلة رأس السنة بعد إعلان تعاقد الأهلى مع «زكريا» وخلع البرتغالى للزمالك. فالضربتان موجعتان عمليًا بعد أن تحول مؤمن زكريا إلى اللاعب رقم «واحد» فى قائمة المختارين الأساسية منذ بداية الموسم وقيامه بمهام فعالة فى المباريات التى سبقت انتقاله، وظهور هلال الانسجام بين باتشيكو ونجوم الزمالك للدرجة التى دفعتهم للذهاب إليه بعد هزيمة مباراة إنبى وتوبيخ رئيس النادى له عقب الخسارة المفاجئة وهذه الزيارة تمثل أولى مقومات استمراره. النجم التكتيكى والكوتش الفاهم سوف يلقيان بظلالهما على نتيجة المباراة التى تقام اليوم السبت مع بتروجت، وهى أولى جولات الفريق للدفاع عن المركز الأول وصدارة الدورى وهو الحلم الذى يطارد عشاق القلعة البيضاء وأيضًا إدارته التى سعت بكل قوتها لتهيئة كل المقومات التى تحقق له البطولة الغائبة. والمفارقة أن الإدارة نفسها بقيادة رئيس النادى مرتضى منصور هى أيضًا وراء هذه الأزمات التى أدمنها هذا الكيان العريق سواء بإهمال تخليص اللاعب مبكرًا مع ناديه الأصلى بعد أن أغلق قائمته وصعوبة إيجاد البديل والانتظار حتى اللحظات الأخيرة وتجاهل إغراءات منافسه الأزلى للاعب واللجوء إلى طرق مقبولة لخطفه بسهولة أو استمرار غريزة التدخل فى الشئون الفنية وعمل الجهاز الفنى بقيادة باتشيكو والتجارب السابقة تؤكد أن الأجنبى لا يسمح بالتدخل والحساب الأسبوعى وفقًا لنتائج الفريق. إدارة النادى أخطأت فى فترة بسيطة أكثر من مرة فى حق النادى وجماهيره عندما أطاحت بميدو فى توقيت خاطئ بعد فوزه ببطولة الكأس وتحقيقه مكاسب بالجملة سواء من حيث تقديم عناصر جديدة وشابة وواعدة للفريق، أو السيطرة على كبار النجوم، وهى ميزات تحسب للمدير الفنى الواعد «ميدو» وهو الأكثر تحمسًا وغيرة وعشقًا للزمالك فضلاً عن ارتياح الجماهير له ووقوفهم بجواره طوال فترة توليه الإدارة الفنية. «مرتضى منصور» صاحب القذائف الشهيرة لم يترك «ميدو» واستجاب لآراء المحيطين الذين يرون أنه قليل الخبرة وغير موثوق فى إدارته الفنية رغم أنه ليس كذلك واستعان «بالتوأم» على خلفية نجاحه السابق ورغبته المحمومة فى تحقيق إنجاز زملكاوى يحسب له.. مرتضى لم يترك العميد حسام وشقيقه إبراهيم لإعادة ترتيب الأوراق وتحقيق الانسجام بين العناصر الجديدة التى اشتراها النادى وهى قوية ومؤثرة وعلى خلفية أزمات عابرة أقال المجلس جهاز العميد فجأة وجاء بالمدير الفنى البرتغالى باتشيكو والذى لحق نفسه ونفد بجلده بعد أن شعر بعدم الارتياح للإدارة من أول أزمة، فضلاً عن استجابته لنصائح المقربين له أن الإدارة تدبر له سيناريو الإطاحة به وأنه لن يعمل فى هدوء بعد مشهد اللوم والتوبيخ بعد هزيمة إنبى الغامضة. هروب باتشيكو وغياب مؤمن لن يدمرا استقرار الفريق إذا ما لجأت الإدارة إلى السياسة الحكيمة خصوصًا أن المباريات التى قادها «باتشيكو» كشفت ثغرات فنية مستمرة ومقلقة، وأن المباريات التى سبقت هروبه أدت إلى قلق جماهير الزمالك على مستقبل الفريق لإهماله عناصر مهمة فى الفريق ولغرابة خططه وتغييراته فى المباريات الماضية.. أما غياب مؤمن فأراه غير مؤثر لوجود أكثر من نجم فى الفريق قادر على القيام بدوره ربما بأسلوب أكثر فاعلية من مؤمن الذى يتسم أداؤه بالعشوائية وعدم الثبات الفنى رغم أنه هداف الفريق قبل طلبه حق اللجوء للقلعة الحمراء. فى المقابل على إدارة الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور تحكيم العقل خصوصًا أن البدائل ممكنة والابتعاد عن السريالية فى الاختيار خصوصًا أن البدائل متاحة سواءً فى ظل استعداد المدرب البرتغالى الناجح «فييرا» للعودة وفى حالة الاستقرار عليه فإن وجود طارق يحيى بجواره سيكون قرارًا ذكيًا أو إعادة «ميدو» لإدارة الفريق لأسباب عاطفية وجماهيرية لارتباط جماهير الزمالك به ولاقترابه من كل مشاكل الفريق. أما إذا صرفت الإدارة النظر عن فييرا وميدو ويحيى كما تردد بترشيح أسماء جديدة فهى بداية النهاية للفريق أو حتى التفكير فى المعلم حسن شحاتة وممارسة ضغوط عليه لترك المقاولون وهو مطلب غير رياضى فى هذا التوقيت. أخيرًا فإن الأنظار هذا الأسبوع تتجه إلى إدارة الزمالك وعلى رأسها المستشار مرتضى منصور من أجل القرار السليم فى الوقت السليم.. هذه الإدارة التى حققت إنجازات بالجملة رغم حداثة ولايتها للنادى.. إنجازات فى التعاقد مع نجوم سوبر أو الإنجازات الإنشائية العملاقة داخل النادى وكلها تؤكد أنها أعادت كتابة التاريخ بفضل بصماتها على النادى لكنها فى حاجة إلى اتخاذ قرار صائب ثم الابتعاد عن الفريق نهائيًا والتفرغ للإدارة والمستقبل بدون تدخلات فنية.. قبل فوات الأوان.∎