رصدت دار الإفتاء المصرية فى تقرير أصدرته أول أمس تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب فى الدول الإسلامية والمنطقة العربية وللأسف تصدرت مصر تلك الظاهرة وكانت الأعلى عربيا بعدد 866 ملحدا. ويعتبر هذا التقرير مؤشرا خطيرا على انحراف فكر بعض الشباب عن التعاليم الوسطية الصحيحة للدين الإسلامى الحنيف، ولا شك أن الأسرة والمؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية هم من يسألون عن الأفكار المنحرفة والمفاهيم المغلوطة التى ترسخت فى أذهان الشباب وتلك الظاهرة الضالة التى تزداد يوما بعد يوم.... ورغم أن دار الإفتاء المصرية أرجعت أسباب تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب إلى تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية لصورة الإسلام من خلال تطبيق مفهوم خاطئ له وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام واستخدام منهج الوحشية والترهيب والذبح باسم الدين وتأثير الخطاب الدينى المتشدد الذى تصدره التيارات الإسلامية المتزمتة على بعض الشباب ومواقع التواصل الاجتماعى المتعددة التى وفرت لهؤلاء الشباب المغرر بهم مساحات كبيرة من الحرية أكثر أمانا لهم للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم فى رفض الدين مما أدى إلى نفورهم من الإسلام ودفعهم إلى الإلحاد، إلا أن دار الإفتاء المصرية مسئولة مسئولية تضامنية مع مختلف المؤسسات الدينية والتعليمية والاجتماعية وغيرها عن تزايد تلك الظاهرة الخطيرة التى تهدد شبابنا وديننا ومجتمعنا.. فأين كانت تلك المؤسسات برجالها وعلمائها ومعلميها من هذا الخطاب الدينى المتشدد الذى أدى بالشباب إلى الإلحاد ولماذا لم يتصدوا بدينهم السمح وعلمهم الوسطى المعتدل لأفكار تلك الجماعات الإرهابية المتشددة فالإرهاب كان واضحا والأفكار المنحرفة والمتطرفة كانت قائمة، وكان يجب على تلك المؤسسات والقائمين عليها التعاون فيما بينها من أجل وضع خطة محكمة تحمى شبابنا وتقيهم شر الكفر والإلحاد.. لذلك على الجميع أن يعى أنه لن تتلاشى ظاهرة الإلحاد سوى بتكاتف جميع المؤسسات التى يعنيها الأمر وليست المؤسسات الدينية فقط فى التصدى لشبهات الملحدين وألا يتركوا أبناءنا فريسة للمتاجرين بالدين ولابد من سرعة العمل على تجديد الخطاب الدينى وربطه بالواقع العصرى وعمل جلسات حوارية بين المتخصصين من الأزهر وهؤلاء الشباب لمناقشة أفكارهم ومعرفة دوافعهم، أما الدعاة فيقع عليهم عبء كبير ومسئولية ضخمة، فالمسلمون إذا استطاعوا أن يملكوا لكل شىء جوابا منطقيا مقنعا نابعًا من الدين الوسطى وتعاليمه السمحة نستطيع أن نقضى على ظاهرة الإلحاد.∎