حصلت «روزاليوسف» على نص التحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس، بإشراف المستشار تامر الفرجانى مع محمد على بشر، القيادى الإخوانى المتهم بالتخابر مع أجهزة مخابرات أمريكا وتركيا وقطر، فعندما سأله المحقق عن اسمه وسنه وعنوانه أجاب المتهم أن اسمه محمد على إسماعيل بشر، من مواليد 14 فبراير 1951 مركز كفر المنشى- قويسنا- المنوفية، وذكر أنه كان وزيرًا للتنمية المحلية سابقا، وحاليًا أستاذ متفرغ بكلية الهندسة، جامعة المنوفية قسم الهندسة الكهربائية. ورفض المتهم والمحاميان عبدالمنعم عبدالمقصود ومحمد طوسون اللذان حضرا معه الإجابة اتهامه بالتخابر مع دول أجنبية منها الولاياتالمتحدة والنرويج، كما رفض المتهم الإجابة عن سؤال حول اتهامه بالإضرار بمركز مصر السياسى والاجتماعى والاقتصادى بعد التخابر مع هذه الدول، فضلاً عن جرائم التحريض على أعمال العنف والانضمام إلى تنظيم إرهابى، وقيادة جماعة الإخوان المسلمين. وعلمت روزاليوسف أن قطاع الأمن الوطنى، رصد وسجل أكثر من 20 مكالمة لبشر تدينه، وقد تصل به إلى المؤبد أو الإعدام، وأن النيابة واجهته بالاتصالات التى أجراها مع قيادات التنظيم الدولى للإخوان فى عدد من الدول، والهاربين خارج البلاد، ومن بينهم عمرو دراج، والتى تضمنت تحريضًا على العنف والاتفاق الجنائى على قلب نظام الحكم. كان بشر تلقى فى هذه المكالمة من عمرو دراج توجيهات صريحة بالخروج للتظاهر فى يوم 28 نوفمبر، فضلاً عن اتفاقات وتوجيهات كان يتلقاها بشر من أعضاء التنظيم الدولى بضرورة الاستمرار فى الخروج إلى التظاهر لقلب نظام الحكم وإثارة العنف فى الشوارع وتعطيل حركة المواصلات. انتابت بشر حالة من القلق واصفّر وجهه عند مواجهته بهذه المكالمة، وتلعثم فى الإجابة، والتى كانت بالنفى، مضيفًا بصوت خافت أنه كيف يتم استعمال هاتفه بهذه الطريقة، وهو يعلم أنه مراقب خصوصًا بعد 30 يونيو من السنة الماضية، ونفى أنه حرّض على العنف، وقال إن الدعوة التى أطلقها البعض للتظاهر فى يوم 28 نوفمبر الجارى لا تخصه ولا يؤيدها أو يرفضها ولم يعلق عليها، وهنا حاول المتهم التلاعب للخروج من التهمة وإبعاد الشبهات عنه، ولكن المكالمات التى رصدها الأمن الوطنى فضحت أمره. وقرر ممثل نيابة أمن الدولة العليا، منح المتهم محمد على بشر استراحة لمدة ربع الساعة، بعد أن أصابه التوتر والخوف، وارتعشت يداه، وطلب كوبًا من الماء ليأخذ قرص الدواء. وعاد المحقق ليسأله عن المسئول التركى الذى طلب منه فى مكالمة تم رصدها، توجيه أنصار الإخوان فى مصر بضرورة الخروج يوم 28 نوفمبر للتظاهر فى الشوارع، فصمت ولم يتحدث، وأثبتت النيابة صمته وصمت محاميه. وكشفت تحريات قطاع الأمن الوطنى أن بشر تلقى تعليمات صريحة ومباشرة وتوجيهات من مسئول قطرى بضرورة عقد مؤتمرات صحفية فى القاهرة، ودعوة وسائل إعلام أجنبية وقناة الجزيرة لتغطيته وإبراز أن ما يحدث فى مصر انقلاب عسكرى، وانتابت بشر حالة من الخوف وتعصب بشدة، ونفى هذه الاتهامات خوفًا من حبل الإعدام. كانت أهم المكالمات التى رصدتها الداخلية، هى التى جرت بين بشر وأحد قيادات التنظيم الدولى، وطلب فيها من بشر رفض المثول أمام لجنة تقصى الحقائق، وقال المسئول فى التنظيم الإرهابى لبشر خلال المكالمة إن مثوله أمام اللجنة يعد اعترافًا من قيادات الإخوان وأنصارهم بما يحدث فى البلاد، وتأييدًا وقبولاً بالأمر الواقع. وتضمنت مكالمة أخرى حديثًا بين بشر وعمرو دراج القيادى فى الجماعة الإرهابية، عن اتفاقهما على ضرورة حشد أنصار الإخوان فى أمريكا وقت زيارة الرئيس السيسى للأمم المتحدة، وفى هذه المكالمة قال بشر ل«دراج»: إن الضغط على السيسى لابد أن يكون من جهات خارجية، وإن الوضع داخل مصر لم يعد يمثل ضغطًا على الحكومة المصرية وهذا اعتراف صريح أن تظاهرات الإرهابية لم يعد لها أهمية، وأن الشعب أيقن أن الجماعة إرهابية ولن يقبل عودتها للحكم. واعترف بشر فى مكالمة أخرى بتراجع أعداد المتظاهرين، وشدد على أن هذا يمثل خطرًا على مستقبلها.∎