لا يريد التنظيم الدولى للإخوان المسلمين حتى الآن أن يعترف بالفشل الذريع، الذى يلاحق جميع مؤتمراته واجتماعاته السرية والعلنية فى اسطنبول، رغم تسهيلات الحكومة التركية، والإنفاق الكبير من قطر، لذا شكل المجلس الثورى المصرى بديلا لتحالف دعم الشرعية المحظور، وشارك فى تلك الاجتماعات مؤخرا بعض ممولى التنظيم وبعض أمراء قطر وأيمن نور وباسم خفاجى. الثابت والمؤكد أن التنظيم يتشبث بالفرصة تلو الأخرى، ويحاول جاهدا إثبات أنه لايزال يتمتع بالقوة من أجل الحفاظ على التماسك فى القاعدة الإخوانية فى مصر، والتحريض على إشعال الوضع ومحاولة إحداث الفوضى. ∎ «نور» المخادع يحاول التنظيم وتوابعه، إظهار أنه لايزال على قيد الحياة، وتشتيت أذهان القيادة فى مصر من خلال الرسائل المتضاربة، وتطبيق خطة مكشوفة للخداع، تقوم على توزيع أدوار بين بعض التوابع والمنتفعين، مثل أيمن نور، الذى عقد فى السابع والعشرين والثامن والعشرين من أكتوبر الماضى سلسلة لقاءات مع قيادات الإخوان والتحالف والمجلس الثورى لدراسة سيناريو إشعال مصر قبل حلول ذكرى 25 يناير، وبعد أن غادر اسطنبول خرج فى الرابع من نوفمبر الجارى ليعلن أنه لم يسافر إلى تركيا ولم يلتق قيادات الإخوان المسلمين هناك. وليس فى ذلك أية غرابة سواء بالنسبة لتنظيم الإخوان الإرهابى أو بالنسبة لأيمن نور صاحب فضائح التزوير الشهيرة، والجاهز دائما لتقديم الخدمات مدفوعة الأجر. نور قال إنه لايزال يقيم فى لبنان، وإنه لم يلتق أحدًا من الإخوان فى تركيا، لافتا إلى أنه يتواصل مع جميع الأطراف بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين، للتنسيق بشأن إعداد الكيان الثورى الجامع لكل القوى الثورية الفاعلة فى ثورة يناير، دون إقصاء لأى منها. وأشار إلى أن تشكيل الكيان لايزال فى بدايته، وأن التواصل مستمر لتقريب وجهات النظر بين الجميع، مؤكدا أن الأمر ليس باليسير ويحتاج لمزيد من الجهد، دون التعجل فى الإعلان عن الكيان الجديد، حتى تحقيق كل فرص النجاح والتنوع له، وعدم سيطرة أى اتجاه أو فصيل عليه، وعدم إقصاء أحد. وتؤكد «روزاليوسف» ما سبق أن نشرته الأسبوع الماضى حول اختراقها للاجتماعات السرية التى عقدها نور فى أحد الفنادق بوسط الشطر الأوروبى لإسطنبول، والتى كان من بينها لقاء مع الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية محمود حسين، الذى حضر من الدوحة ونقل لنور رسالة من التنظيم الدولى حول سيناريو إشعال الفوضى فى مصر وإسقاط مؤسسات الدولة فى ذكرى 25 يناير. ∎«باسم» الثورجى التقى نور فى اسطنبول باسم خفاجى، رئيس حزب التغيير والتنمية، تحت التأسيس، لكن لم يحدث اتفاق فى وجهات النظر على تقاسم قيادة حملة استرداد الثورة فى مصر، كما يسمونها، لأن كليهما يريد أن يكون زعيم الثورة الجديدة. وحتى لا يفقد خفاجى فرصته، فقد خرج بخطاب زعامة فى اسطنبول على موقع «يوتيوب»، ليعلن للمصريين، الذين يكاد 99٪ منهم لا يعرفه، عن انطلاق جبهة التحرير المصرية كمظلة جامعة للجهود الثورية الرامية لإسقاط ما أسماه بالانقلاب العسكرى فى مصر، واستعادة إرادة الشعب المصرى السياسية، وبالطبع بعد أن يقوم الشعب له بالثورة فى مصر سيعود هو من اسطنبول ليتسلم قيادة البلد. وقال «خفاجى» إنه حان الوقت لاستعادة ثورة يناير حراكها، داعيا إلى استكمال الثورة يوم 25 يناير 2015، موضحًا أن التنسيق يتم مع العديد من الحركات العاملة ميدانيًا فى ربوع مصر المختلفة. وأضاف: إن جبهة التحرير المصرية تعلن عن إطلاق قناة فضائية جديدة باسم «الثورة» تعبر عن أحلام الملايين من شعب مصر الذين لا يعرفونه ولا يسمعون عن قناته السابقة الشرق، الفاشلة بامتياز، حتى يتابع قناته الجديدة، التى تعد إحدى قنوات تصريف جزء من الأموال التى يحصل عليها من أمراء قطر. الزعيم خفاجى، المرفوض من جانب الإخوان المسلمين والذين لا يعتبرونه معبرا عنهم رغم خدماته لهم، قال إنه حان أوان أن يدفع القتلة ثمن جرائمهم، وأن يستعيد الجيش المصرى احترام الشعب بعد أن أصبح - للأسف بسبب فساد بعض قادته - جيشا يستخدمه هؤلاء القادة لقتل الشعب المصرى وترويعه وقهره.. لا لحمايته واحترام كرامته والدفاع عن مصالحه - على حد قوله. وكان خفاجى قد أعلن فى 30 سبتمبر الماضى تدشين ما يسمى ب «جبهة التحرير المصرية»، من أجل توحيد جهود القوى الوطنية. وقال: «لا ندعو اليوم بالضرورة إلى إنشاء تنظيم أو كيان جديد، فلسنا بحاجة إلى المزيد من الاجتماعات أو ورش العمل أو البيانات أو اللجان، مصر بحاجة إلى حراك حقيقى على الأرض يخطط لمستقبل أفضل». وقوبل بيان خفاجى باستهزاء كبير من جانب اللجان الإلكترونية للإخوان المسلمين فى اسطنبول، كما وصفه التنظيم الدولى بأنه شخص متهور يسىء إلى تحركات الإخوان، وقالت فصائل أخرى قريبة من الإخوان إنه يهوى الظهور الإعلامى. ∎ الترسانة الفاشلة قناة «الثورة» التى قدمها خفاجى للمصريين على أنها ستكون فتحا جديدا فى عالم الإعلام، وأنها ستكون لسانا للثورة، جزء من مشروع قنوات «الشرق»، التى بدأت بقناة الشرق، ويعمل بها معتز مطر، الذى انضم إليه لاحقا طارق عبدالجابر، لتبقى مجرد مشهد من مشاهد النشاز على اليوتيوب، وستضاف إلى شقيقتها الكبرى، حتى يتمكن خفاجى من حلب أمراء قطر، لأن قناته الأولى لم تكن مقنعة ولم تحدث الصدى المطلوب فأقنعهم أنه بحاجة للتوسع بتقديم نسخ مكررة وممسوخة. وستضاف هذه القناة إلى سلسلة قنوات الإخوان فى تركيا والممولة قطريا أيضا «رابعة» و«مكملين» و«مصر الآن»، التى لم تبدأ البث ولو تجريبيا إلى الآن، وكلها مشروعات بدائية تعتمد على مجموعة واحدة يتم تدويرها بين القنوات لتقديم نفس المحتوى الممجوج بأسلوب بدائى، مع إغلاق الباب أمام انضمام أى عناصر جديدة إلا بعد المرور بعملية الانتقاء من جانب التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، دون الرجوع للممولين القطريين، الذين يأخذون أوامرهم أيضا من التنظيم ويخضعون له. ∎