«قد يموت شخص، وقد تنهض الأمم أو تسقط، لكن الفكرة تستمر فى الحياة، فالأفكار لا تنتهى صلاحيتها» من أجمل ما قاله الرئيسى الأمريكى جون كينيدى والتى تمر هذا الشهر علينا الذكرى الحادية والخمسون لاغتيال الرئيس الأكثر شهرة وجاذبية فى تاريخ رؤساء الولاياتالمتحدة والذى استولى على قلب الأمريكيين هو وزوجته الجميلة جاكلين كينيدى باعتبارهما أصغر زوجين فى تاريخ البيت الأبيض وأكثرهما كاريزما وينتميان إلى عائلات ثرية. فى 8 نوفمبر 1960 فاز جون كينيدى السيناتور الديمقراطى على ريتشارد نيكسون الجمهورى، ليصبح الرئيس ال35 للولايات المتحدة وهو الرئيس الأمريكى الكاثوليكى الوحيد وأصغر رئيس أمريكى منتخب حيث كان عمره 43 عاماً عندما وصل إلى رئاسة الولاياتالمتحدة، وكان جون كينيدى أول رئيس يولد فى القرن العشرين، وفى كل ذكرى سنوية لاغتياله تطالعنا الصحف العالمية بأخبار وأسرار مثيرة جداً عن حياته واغتياله وتصدر الكثير من الكتب وتقام العديد من المزادات لعرض المقتنيات الخاصة به وبزوجته جاكلين كينيدى. وقد تولى الرئاسة فى فترة رهيبة وحرجة من الصراع فى الحرب الباردة، وكان من مواقفه اقتراحه بفرض ضرائب على أصحاب الثروات الخيالية وأدى ذلك إلى حالة من الغضب، كما ساند حركة الحقوق المدنية، مما أدى إلى غضب الولايات التى تقع فى الجنوب، وبعض السود شعروا بأنه معتدل زيادة عن اللزوم، وكان أمل الشباب والشابات وطموحاتهم، وكانت شهرته بين الشباب أكثر من غيرها، والتزم كينيدى ببرامج الجبهة الجديدة التى ترمى إلى تقليص الفقر والتمييز العنصرى، وإلى خلق المزيد من فرص العمل لأصحاب الأفكار المبتكرة، وكان من أهم الأحداث فى فترة ولايته عملية اقتحام خليج الخنازير وأزمة الصواريخ الكوبية، وبناء جدار برلين والإرهاصات الأولى لحرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية الأمريكية وسباق غزو الفضاء حيث إنه صاحب الوعد الشهير بإنزال إنسان على القمر، وقد ألف كينيدى كتباً عديدة من أشهرها لماذا نامت إنجلترا، وصورة عن الشجاعة، كما نال شرف جائزة بوليتزر. وتم اغتياله عندما كان فى زيارة رسمية لمدينة دالاس وذلك بإطلاق الرصاص عليه وهو مار فى الشارع بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدى كما كان يرافقه فى نفس السيارة حاكم ولاية تكساس جون كونالى الذى أصيب فى الحادث، وقد أدين لى هارفى أوزولد بارتكاب الجريمة، وقد قتل هو نفسه بعد يومين على يد اليهودى جاك روبى وذلك قبل انعقاد المحكمة، وقد توفى روبى فيما بعد عقب إصابته بسرطان الرئة بشكل اعتبره البعض غريباً وذلك قبل إعادة محاكمته هو الآخر، وتولى كينيدى الرئاسة خلفاً للرئيس دوايت أيزنهاور وقد خلفه نائبه ليندون جونسون الذى ولد فى 29 مايو 1917 فى بوسطن. جنس جماعى من أبرز المقتنيات التى تم الإعلان عن عرضها فى المزادات صور زفافه والنجاتيف الخاص بالحفل، وتم الإعلان عن عرض شريط فيديو يظهر فيه جون كينيدى وشقيقه روبرت وهما يمارسان الجنس الجماعى مع مارلين مونرو بحسب ما نشرته صحيفة الديلى ميل البريطانية، ولكن اللافت للنظر هو كتاب استثنائى جديد من تأليف ليو روكويل لبيل وشاركه فى تأليفه ريتشارد ليرتزمان، من المعروف أن وكالة المخابرات الأمريكية «CIA» تبدو متورطة فى اغتيال كينيدى بسبب كراهيته لليهود وإسرائيل وهو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى كان لا يكن أى تعاطف مع الكيان العبرى، وأيضاً بسبب علاقاته الودية مع السوفييت وغيرها من الأسباب وقد بقيت عملية الاغتيال مثار جدل على الدوام، ولاتزال تثار شكوك بأن وكالة المخابرات الأمريكية وراء اغتياله بإيعاز إسرائيلى خاصة بعد إصراره على تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلى والتأكد ما إذا كان يحتوى على قنابل ذرية أم لا، إلا أن الكتاب الجديد يسرد سبباً آخر وهو إدمان كينيدى لعقار به مادة «الميثامفيتامين». ورأى الكتاب أن وكالة المخابرات المركزية أدركت أن إدمان كينيدى للميثامفيتامين يمكن أن يكون له أبعاد خطيرة جداً، حيث تطور سلوك كينيدى إلى حالة من الهوس بشكل غير عادى. وقد بدأ فى تكثيف الجرعات وكان يتصرف تصرفات غريبة فكان يجرى عارياً، وعلى سبيل المثال شوهد فى فندق كارلايل وهو فى هذه الحالة وتلك المادة كانت تجعله يفرط فى الجنس ولذلك كان يدعو الكثير من العاهرات إلى البيت الأبيض، وكان يأخذ أيضاً عقار LSD وكان يأخذ أدوية أخرى، لذلك كانت وكالة المخابرات المركزية قلقة للغاية حول وجود الرئيس الأمريكى تحت تأثير هذه العقاقير التى تجعله يتصرف تصرفات غريبة. وقد تم التقاط «لقطات جنسية» لجون كينيدى وزوجته جاكى فى البيت الأبيض وهما تحت تأثير المخدر ومن أهم الأنواع التى كان يدخنها الماريجوانا، وتناول الكتاب أشهر عشيقات كينيدى وعلى رأسهن مارلين مونرو وهى الأكثر شهرة بينهن، وانتشرت العلاقة بينهما بسرعة البرق خاصة عندما غنت مونرو «عيد ميلاد سعيد سيدى الرئيس» فى ماديسون سكوير جاردن، وكما كان كينيدى على علاقة بالممثلة الأمريكية إنجى ديكنسون وجوديث كامبل إكسنر وكانت تحسب لزعماء المافيا سام جيانكانا وجون روسيلى، بالإضافة إلى علاقته مع الممثلة الأمريكية ذات الأصول الألمانية مارلين ديتريش، وعلاقته الجنسية مع الرسامة الأمريكية مريم ماير وكانت زوجة لضابط بوكالة الاستخبارات المركزية، بالإضافة إلى جيل كوين وكانت واحدة من العديد من المتدربات بالبيت الأبيض مثل مونيكا لوينسكى بالنسبة للرئيس الأمريكى بيل كلينتون، وكان كينيدى أيضاً على علاقة مع متدربة أخرى تدعى بريسيلا، وكانت باميلا ترنر السكرتيرة الصحفية لجاكلين كينيدى من ضمن عشيقات جون كينيدى، وتعد ميمى الفورد التى خدمت كمتدربة فى المكتب الصحفى للبيت الأبيض فى الفترة من 1962 إلى 1963 واحدة من عشيقاته أيضا، وجونيلا فون بوست والتى كانت عشيقته فقط بعد مرور بضعة أسابيع على زواجه من جاكلين كينيدى واستمرت علاقاتهما عامين بعد زواجه. وعلى سبيل الفانتازيا تساءل الإعلامى الأمريكى جيف جرينفيلد ماذا لو لم يتم اغتيال جون كينيدى؟ وبصرف النظر عن نظريات المؤامرة والمحاولات الكثيرة لدفن حقيقة الحادث الذى تم برصاص لى هارفى أوزوالد، فإن جرينفيلد يرى أن جون كينيدى لم يكن يورط الولاياتالمتحدة فى الصراعات الدولية، بالشكل الذى قام به من جاءوا بعده للبيت الأبيض. وكانت علاقته بمارلين مونرو ستصدم الأمريكيين بنفس الطريقة التى صدمتهم بها علاقة كلينتون مع مونيكا لوينسكى، وكان سيقوم بتحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدة وروسيا، ولكن كانت فضيحة علاقته بمونرو ستهدد بتقويض استمرار رئاسة جون كينيدى لفترة رئاسية أخرى. ورأى أن العلاقة كانت ستستمر وسيقوم بتطليق زوجته جاكى، وسوف تنتقل مونرو إلى البيت الأبيض باعتبارها السيدة الأولى. وتبنى جرينفيلد جدولاً زمنياً بديلاً إذا لم يتم اغتيال كينيدى على النحو التالى: ∎ إعادة انتخابه فى 3 نوفمبر 1964 وفوزه بفترة ولاية ثانية بأكثر من ثلثى الأصوات. ∎ اندلاع أعمال شغب عرقية فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة فى .1966 وسيقوم كينيدى بوضع قانون الحقوق المدنية لوضع حد للتمييز فى الولاياتالمتحدة ∎ سهولة حل التوترات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتى فى .1967 مع إحجام جون كينيدى عن المزيد من التورط فى فيتنام وتجنب الحرب مع فيتنام الشمالية تماماً، وستكون هناك مناقشات مفتوحة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى وتنتهى الحرب الباردة. ∎ جاكى كينيدى ستترك جون فى 5 نوفمبر 1968 بعد انتهاء فترة ولاية كينيدى الثانية ووصول ريتشارد نيكسون مكانه فى البيت الأبيض، ستشعر السيدة الأولى أنها فعلت واجبها وستنفصل عن زوجها غير المخلص بشكل غير رسمى. ∎ وفاة كينيدى فى 1978وهو فى حالة صحية سيئة وسيموت بعد عشر سنوات من تركه منصبه. ورأى تقرير مثير للجدل بالتزامن مع ذكرى اغتيال جون كينيدى، أن الرئيس الأمريكى أوباما مهدد أيضاً أن يلقى نفس مصير كينيدى على يد المخابرات الأمريكية خاصة بعد سلسلة من الإخفاقات الأمنية، ففى الأسبوع الماضى اضطرت مديرة الأمن لأوباما جوليا بيرسون إلى الاستقالة وسط حالة من البكاء فى البيت الأبيض بشأن عدد من الأخطاء، حيث أكد رئيس مجلس النواب جون بوينر أن الخدمة السرية لأوباما تعانى من ثقافة التراخى وعدم الكفاءة، وهذا الأسبوع كشفت واشنطن بوست الأمريكية معلومات خطيرة توضح تورط مساعدى البيت الأبيض فى التستر على فضائح جنسية وجلب أكثر من 20 فردا من فريق الأمن الرئاسى ولم تتم معاقبتهم على الحفلات التى تتم إقامتها فى أحد الفنادق، بالإضافة إلى الإفصاحات الأخيرة من الانتهاكات الأخرى فى أمن الرئيس أوباما الشخصى، ووفقا لمحلل وكالة المخابرات المركزية السابق راى ماكجفرن، فإن أوباما يمكن أن يكون موضع خطر من قبل خصومه السياسيين داخل حكومته، وصرحت زوجته ميشيل أوباما إلى احتمال اغتيال زوجها، وقد شعر جون كينيدى أيضاً فى الأسابيع التى سبقت اغتياله فى دالاس فى 22 نوفمبر 1963 بأن الخدمة السرية الخاصة به تقوم بالتآمر ضده، وعرف كينيدى جيدا أن وزارة الدفاع الأمريكى «البنتاجون» كان بها عدد كبير من المحرضين على اغتياله بسبب معارضته لطموحاتهم المتشددة تجاه كوباوفيتنام والاتحاد السوفيتى.