كشفت مستندات حصلت عليها «روزاليوسف» وقائع إهدار أموال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وذلك بقيام بطريركية الإسكندرية فى التصرف فى وقف تابع للبطريركية بمنطقة محرم بك بالإسكندرية تبلغ مساحته 1070 مترا مربعا ببيعه بسعر 14 مليون جنيه مصرى و17000 جنيه وحصلت روزاليوسف على عقد البيع الذى يتضمن عدة مخالفات جسيمة أولها بيع وقف، وثانيها سعر البيع وثالثها إهدار أموال البيع. البداية حينما وضع الحزب الوطنى يده على الأرض واستغلها لتكون مقراً للحزب بمحرم بك ولم تتمكن البطريركية من استعادة الأرض. وبعد ثورة 25 يناير وحرق جميع مقار الحزب الوطنى بأنحاء الجمهورية ترك الحزب الأرض. ورغم أن الأرض وقف خيرى على البطريركية. إلا أن البطريركية بددت أملاك الأقباط وباعت الأرض بالمبلغ المذكور رغم أن سعر المتر فى هذه المنطقة يتراوح بين 19 - 20 ألف جنيه مصرى، أى أن سعر الأرض يزيد على 20 مليون جنيه مصرى. وحسب تصريحات أحد أعضاء مجلس الكنيسة المرقسية أن عشرة ملايين جنيه من أموال البيع تم وضعها للترميمات التى تتم فى المدرسة المرقسية بالإسكندرية التى كان قد بناها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 (توفى عام 1927) ثم صارت بعد ذلك ديوانا بطريركيا، وتعليقا على هذه الدوامة المتتالية من المخالفات يقول المؤرخ الدكتور مينا بديع عبدالملك: إن بيع وقف للبطريركية يعد كارثة كبرى لا ندرى كيف وافق عليها البابا تواضروس الثانى. وطالب بإعادة تشكيل هيئة الأوقاف القبطية على أن تكون خالية من رجال الدين وتضم فى عضويتها مجموعة من المستشارين الأتقياء أصحاب الضمائر الحية ويقولون كلمة الحق بلا خوف.. وأضاف دكتور مينا : أما عن صرف عشرة ملايين على مدرسة المرقسية فهذا يعيدنا إلى قصة المدرسة المرقسية التى بدأت منذ منتصف تسعينات القرن الماضى فى حبرية البابا شنودة الثالث عندما أراد أن يهدم المقر البابوى الأثرى والتاريخى بالإسكندرية والذى أقام فيه البابوات (108 - 117) وكان فى الأصل ديراً. وأضاف: لكى يتمكن من ذلك قام بتحويل المدرسة المرقسية الثانوية التى كان قد أقامها البابا كيرلس الخامس فى أوائل عشرينات القرن الماضى - وكانت من أوائل المدارس بالإسكندرية - إلى مقر بابوى مؤقت، وفى فنائها تم بناء مدرسة أخرى ضعيفة. وبعد بناء المقر البابوى الجديد - والذى سعى فى بنائه أعضاء المجلس الملى السكندرى لمصالح شخصية ولنوال رضا البابا - حسب ما قاله مينا - هذا الموضوع كان سبب نزاع شديد بينى وبين البابا شنودة. وفى عام 1997 - بعد أن حصل على الموافقة، جلس معى يوم السبت 17 مارس 1997 لمدة 3 ساعات واستمع لوجهة نظرى وأدرك تماماً أننى ليس لدى خلاف شخصى ولا مجرد معارضة، لكن كان الهدم قد تم!! وقد ساعد فى إيجاد هذا الخلاف أحد الأساقفة الذى كان مندوبا بابويا بالإسكندرية. وبعد أن تم بناء المقر البابوى الجديد بتكاليف باهظة - وهذه يُدان فيها جميع أعضاء المجلس الملى السكندرى - انتقل البابا إلى المقر الجديد وتحولت المدرسة المرقسية العريقة إلى ديوان بطريركى لإنهاء الأمور الإدارية. حال المبنى رائع وبه العديد من الفصول المؤسسة تأسيساً جيداً والشبابيك بحالة طيبة والمبنى تاريخى وأثرى، ربما كان يحتاج لبعض الترميمات أو التشطيبات البسيطة. ومؤخرا انتزعت شبابيك المبنى وبيعت بأسعار زهيدة، تم الإعداد لتركيب أجهزة تكييف خارجية تشوه صورة المبنى بما كان عليه من زخارف، كما أسندت عملية المقاولات لأحد أعضاء مجلس الكنيسة المرقسية بالأمر المباشر وهو المجلس الذى أبدى موافقته على هذا العمل، اللافت للنظر حينما علق مساعد وكيل البطريركية على هذا الأمر بأنه طبيعى ما دفعنا للتقدم برسالة للبطريرك لكنه لم يهتم بالرد.∎