للمرة الثانية تكرر نفس السيناريو وانفجرت قنبلة فى نفس مكان استشهاد العميد طارق المرجاوى رئيس قطاع الغرب، ولكن هذه المرة كان المستهدف مدير أمن الجيزة اللواء كمال الدالى واللواء مجدى عبدالعال نائب مدير المباحث وتصادف وجودهما فى نفس مكان الانفجار قبل 14 دقيقة من وقوعه والقنبلة التى انفجرت بدائية الصنع زرعها إرهابى وكأن الداخلية لم تتعلم، رغم تحذيرات الأمن الوطنى من الإرهابيين بعد أحداث العنف فى جامعة الأزهر وجامعة القاهرة وهذا ما انفردت به «روزاليوسف» فى العدد الماضى حيث نشرنا أن وزير الداخلية مستاء من انفجار مولد السيد البدوى ووبخ مدير الأمن حيث تم زرع قنبلة بجوار نقطة تجمع قيادات الشرطة ثم انفجارها وتحصد مصابين وبعدها تتوالى التصريحات بأنها قنبلة «بدائية الصنع» فأى قنبلة بدائية تحصد هذا العدد من المصابين ولماذا لم تتعلم الداخلية من تكرار الحوادث؟. عقارب الساعة كانت تشير إلى الثالثة وفجأة توقفت سيارة جيب وخلفها حراسة مشددة ثم نزل منها اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة واتجه إلى القوات للاطمئنان على الحالة الأمنية ثم تقدم نحوه اللواء جمال حمدان نائب مدير الأمن لقطاع الغرب وقال له «كله تمام يافندم» ثم اقترب اللواء مجدى عبدالعال نائب مدير المباحث وبدأ السير معه ويتفقد القوات بعدها بدقائق يصل الدالى إلى نفس مكان انفجار قنبلة الشهيد العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع الغرب وكان لسان حاله يقول هنا استشهد أفضل وأمهر ضباط الداخلية ثم تلقى تقريرا مختصرا عن الحالة الأمنية وتظاهر طلاب الإرهابية ووقف أكثر من نصف ساعة ثم أعطى بعض التعليمات الأمنية وانصرف لمعاينة مكان آخر بعد مغادرة مدير الأمن ونائب مدير المباحث ب 14دقيقة انفجرت قنبلة ميدان النهضة وأصيب فيها نائب مدير الأمن اللواء جمال حمدان وضابط أمن مركزى و4 آخرين من قوات النظام بمديرية أمن الجيزة. الرعب سيطر على المكان وحدثت حالة هياج وعدم اتزان واتجهت القوات نحو الضباط لإسعافهم بينما اتجه آخرون نحو صراخ سيدة وبعض المواطنين الذين أصيبوا جراء انفجار القنبلة «بدائية الصنع» حمل مجند أمن مركزى المرأة المصابة فى إحدى قدميها وتكاد لا ترى الإصابة من شدة تهتك قدمها إلى سيارة الإسعاف وتم نقلها إلى مستشفى قصر العينى وتم نقل الضباط ونائب مدير أمن الجيزة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة وبعضهم فى حالة خطرة. معاينة المعمل الجنائى وصل ضباط المعمل الجنائى والأدلة الجنائية وتم إجراء المعاينة بصحبة ضباط المفرقعات بالجيزة وعثر على مسامير مسنونة وبلى حديد وهو أيضا نفس مكونات قنبلة طنطا ودار القضاء العالى، وهذا ما يدل أن مجموعة التصنيع واحدة وطريقة الصنع أيضا واحدة ولكنها تسبب دمارا حسب كمية المواد المتفجرة ومادة الانفجار المعروفة ب tnt وخلال مطاردة قوات الأمن لأشخاص مشتبه فيهم صعد عقيد ومقدم من قطاع الأمن الوطنى إلى غرفة مراقبة الكاميرات بجامعة القاهرة وتحفظا على الكاميرات لفحصها خصوصا كاميرات البوابة الرئيسة التى تكشف الإرهابى الذى وضع القنبلة وقد رجح فريق البحث أن الإرهابى قام بوضع القنبلة أثناء تواجد مدير الأمن بهذه المنطقة عن طريق إيقاف سيارة وسط زحام المنطقة وأنه ألقى بها بيده فى مكان الانفجار رجح ذلك أن المنطقة آمنة تماما من وجود متفجرات قبل وصول مدير الأمن. الكلب سيمبا استعانت أجهزة الأمن بالجيزة بالكلب «سيمبا» أحد أذكى كلاب الإدارة العامة للمفرقعات والذى يتعدى عمره 7 سنوات ويعمل فى مجال المتفجرات منذ 6 سنوات حيث تم إغلاق الطريق ووضع كردون أمنى وظل سيمبا يجوب محيط الانفجار والسيارات المشتبه فيها بينما باقى أفراد ضباط المفرقعات يستخدمون أجهزة حديثة لمعرفة نوع الانفجار وتحديد الموجة الانفجارية وقطرها وحدودها للوقوف على الكميات المستخدمة فى الانفجار. ووسط حالة الرعب جلس الكلب سيمبا بجوار سيارة كان يفحصها فسادت حالة من التوتر وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالسيارة وأسرع ضباط المفرقعات نحو السيارة وتم الكشف عليها وجاء رد اللواء مجدى عز الدين مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة بأن السيارة ليس مبلغ بسرقتها وملك مواطن يقطن بالجيزة وبعد 15 دقيقة من التركيز والتوتر تبين أن البلاغ سلبى. علمت «رواليوسف» أن أجهزة الأمن بإشراف العميد على عامر رئيس مباحث الغرب طاردت 3 أشخاص مشتبه بهم وتم القبض عليهم واقتيادهم إلى ديوان مديرية أمن الجيزة وجار التحقيق معهم بالأمن الوطنى وأكد مصدر أمنى أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن ضبط الإرهابيين الذين وضعوا القنبلة ومن الممكن أن يكون المقبوض عليهم أبرياء. وأكد اللواء كمال الدالى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة «لروزاليوسف» أنه مستعد للشهادة فداء للوطن وأن الداخلية فى حرب حقيقة مع تنظيم إرهابى مدعوم من جهات خارجية. بينما قال اللواء مجدى عبدالعال نائب مدير المباحث أن محاولات الاغتيال لم ترعبه ونحن جميعا فداء لمصر وأننا نخرج من منازلنا ويمكن ألا نعود لعائلتنا مرة أخرى ولن نترك البلد للإرهابيين.∎