فى الوقت الذى يحاول فيه المجتمع الدولى إيجاد كل الوسائل الممكنة والضرورية لهزيمة الوباء المتمثل فى داعش وفى الوقت الذى اجتمع فيه أكثر من 40 دولة فى باريس لمناقشة تلك السبل، كان هناك اجتماع من جانب آخر بين قطروتركيا القطبين الرائدين والداعمين لجماعة الإخوان المسلمين فى الشرق الأوسط، حيث تقوم كلتا الدولتين بإيجاد تحالف استراتيجى خاص بهما، وهو الأمر الذى أوضحته الزيارات المتكررة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان للدوحة منذ توليه الرئاسة الشهر الماضى، وكانت ثالث استضافة له من الأمير تميم أمير قطر منذ أيام قليلة. ووفقا لصحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية الاستخباراتية، فإن محاولات قطر لتهدئة دول الخليج بطردها لأكثر من 200 عنصر من الإخوان ربما تكون لعبة مزدوجة ومتفقا عليها مع تركيا، التى رحبت باستقبالهم فور إعلان الدوحة طردهم، واللافت للنظر أنه فى أثناء الاجتماع الذى عقد فى باريس الأسبوع الماضى لمناقشة كابوس داعش، أرسل أردوغان وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو الذى اعترض على حرب داعش، كان أردوغان فى محادثات مغلقة مع تميم، وبالنسبة لتركيا فهى أكثر الدول التى يريحها ظهور تنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام وهو الحل الوحيد للمشكلة المزمنة لأنقرة التى يبلغ عمرها 40 عاما مع حزب العمل الكردستانى، وأيضا هو الحل لحربها مع بشار الأسد وإيران، ووفقا للصحيفة، فإن كلاً من قطروتركيا جنبا إلى جنب تقومان بتنمية الجماعات المتطرفة مثل تنظيم جبهة النصرة وداعش والقاعدة. وبحسب الصحيفة، فإن تركيا رفضت تماما الاشتراك فى عمل عسكرى ضد داعش رغم أنها لو قامت بإثبات حسن النية لأعطت الفرصة لأنقرة لفتح صفحة جديدة فى العلاقات مع دول الخليج ومصر، ومع ذلك فالحكومة التركية مازالت تؤوى الإخوان وتدعم داعش، وهو الأمر الذى لن يؤدى إلا إلى زيادة توسيع الفجوة بين تركيا والدول العربية بل ويؤكد تعاطف القيادة التركية مع الحركات الإسلامية المتطرفة فى الشرق الأوسط، وقد كشفت التقارير الاستخباراتية أنه تم تجنيد عدد كبير من المواطنين الأتراك من قبل ما يسمى بالدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» وقد اعترف مسئولون فى البرلمان التركى أن الآلاف من الأتراك يقاتلون مع داعش فى العراقوسوريا، وذكروا أيضا انه تم تجنيد الأتراك برواتب مجزية فى المساجد والمدارس لنشر الفكر الداعشى، وبحسب التقارير فإنه يتم تجنيد العديد من قوات الأمن التركى، بالإضافة إلى أن داعش تقوم بتجنيد المواطنين فى جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى أن الأراضى التركية تستخدم لتجنيد الأفراد المنضمين لداعش وتدريبهم ونقلت المعارضة أشرطة الفيديو التى أظهرت مقاتلى داعش فى احتفال بالقرب من اسطنبول فى أواخر الشهر الماضى، ولطالما عرف عن تركيا التواصل مع داعش كجزء من الجهود التى تقوم بها لاستمرار الحرب فى سوريا، وقالت مصادر فى المعارضة إن المخابرات التركية سهلت توريد المقاتلين والأسلحة لداعش من إيران عبر تركياوسوريا، وحتى الآن، فإن الحكومة لم تستجب لمطالب المعارضة فى الكشف عن الأنشطة التى يقوم بها الناتو وداعش وأماكن وجودهم فى تركيا. وبحسب موقع بريتبارت الاستخباراتى، فإن محاولات أنقرة لإنكار دعمها لداعش واهية، وقد ذكر الصحفى التركى أورهان كمال جنكيز أن الدعم الحيوى للجهاديين فى الدخول والخروج من تركيا ووجود معاقل لداعش داخلها وعلى الحدود التركية أيضا فى الواقع لا يتم من قبيل الصدفة بل يؤكد دعم الحكومة لمثل تلك الاجراءات، بالإضافة إلى عبور أكثر من 3000 تركى للحدود والانضمام إلى داعش، من جانبه أكد قدرى جورسيل الصحفى التركى أن تلك الأنشطة تنطوى على مساعدات نشطة من المخابرات التركية، وهم لا يقدمون فقط سهولة عبور الحدود ولكن الأموال والدعم اللوجستى والتدريب والأسلحة، حتى إن سكان القرى التركية التى تقع بالقرب من الحدود السورية يقولون إن سيارات الإسعاف التركية تنقل جرحى تنظيم داعش من مناطق القتال إلى المستشفيات التركية.∎