فن خلق الشخصية الدرامية على الشاشة والإغراء والإثارة وحتى الجمال أصبح صناعة يقف وراءها مبدعون حقيقيون فى عصر يعتمد على «المناظر». وبعد أن كانت مهمة فنانى المكياج فى الغرف المغلقة وخلف الكاميرا وفى كواليس الأعمال ومجرد جنود مجهولين فى الأعمال الفنية تحولوا إلى أبطال حقيقيين فأصبح ظهورهم أمراً مهماً. المفاجأة التى كشفناها أثناء حوارنا مع خبير المكياچ الشاب محمود الدكتور أن فن صناعة الشخصية «الكاركتر» ليس مقصورا على الأعمال الفنية والمساهمة فى خلق شخصيات مكتوبة على الورق أمام الشاشة بل إن الفنانين يلجأون لصانع النجوم فى حياتهم الشخصية. فى حديثنا مع «الدكتور» يكشف الستار لنا عن أسرار ربما لم تنشر من قبل عن أبرز الشخصيات التى ارتبطت مع الجمهور وعاشت معهم بل إنهم قلدوها على أرض الواقع كما يفسر لنا «الدكتور» الأخطاء التى يرصدها المشاهد فى بعض الأعمال والتى تأتى على حد قوله بسبب عدم انسجام فريق العمل وتوافقهم وأسرارا أخرى يتحدث عنها خبير المكياچ «محمود الدكتور» وتلخص مشوار 7 سنوات. ∎ سألناه عن بدايته فى عالم الماكيير؟ - قبل أى شىء أقول إن أخى الأكبر «مصطفى»، ويعمل «ماكيير سينمائى» من أكثر من 17 عاما، لكن بدايتى تبدو غريبة ومثيرة فى نفس الوقت، فأنا بطبيعتى أحب الرسم ولكن فى يوم من الأيام كان أخى يحضر حقيبة المكياج الخاصة به إلا أن الهرة الخاصة بشقيقتى بدأت تلعب بهذه الحقيبة لأفاجأ بوجهها وبه بعض المكياج وقتها قررت أن أعمل مكياج للهرة وبالفعل رسمت لها عينيها بالكحل ووضعت لها رموشا وأحمر خدود بالإضافة إلى أحمر الشفاة وتفاجأت أسرتى بذلك وبدأ أخى فى مساعدتى.. إلا أننى أردت أن أقوى موهبتى بالدراسة وبالفعل سافرت إلى لبنان وفرنسا بدأت فى تلقى كورسات فى كل فنون التجميل سواء فى العناية بالبشرة أو العناية بالشعر. ∎ ما أول عمل شاركت فيه؟ - منذ حوالى 4 سنوات كنت أعمل مساعدا ل «أحمد عفيفى» و«شريف هلال» و«مصطفى معوض»، و«صبرى عبد الدايم»، وتعلمت منهم الكثير ولكن أولى تجاربى كانت مع «محمد هنيدى» فى فيلم «مبروك أبوالعلمين حمودة» وأنا أراها من التجارب القوية خاصة وأن فنانا مثل «محمد هنيدى» له ثقل كبير خاصة وأنه كان يثق فيما أقوم به معه. ∎ من «هنيدى» إلى الراقصة الأرمينية «صافيناز» كيف؟ - أنا لم أتعامل مع راقصة من قبل و«صافيناز» كانت الراقصة الأولى التى أقوم بعمل مكياج لها.. اللقاء الأول الذى جمعنى بها منذ 4 سنوات تقريباً أثناء تصوير فيلم «عنتر وبيسة» - فعلى الرغم من أن الفيلم تم عرضه فى موسم عيد الفطر فإنه قد بدأ تصويره قبل 4 سنوات - ووقتها تلقيت اتصالا هاتفيا من المنتج «أحمد السبكى» للاتفاق معى على العمل وحضرت الاستديو وذهب أحد الزملاء لعمل مكياج لها إلا أنها رفضت بشدة وأصرت على عمل مكياجها بنفسها قائلة «لم أر ماكيير أو كوافير شاطر فى مصر» وهذا ما استفزنى ودفعنى للذهاب لها وبدأت فى نحت وجهها ومن ثم أبدت سعادتها بالمكياج وتعاملت معها فى عدد من الأعمال وسافرت معها إلى أوربا. ∎ هل «صافيناز» تملك عيوبا بوجهها؟ - مشكلتى مع «صافيناز» تتلخص فى أنفها وخدودها فهذا ما يحتاج لنحت شديد لإبراز جمال وجهها، أما عن مساحة عينها ورسمة شفايفها فهى لا تواجه أزمة.. أما عن شعرها فلم أر فى جماله فهو ناعم مثل الحرير ولا يحتاج إلى تركيب شعر مستعار ولكن حين ترغب فى تغييره إلى «كيرلى» يتطلب ذلك مكواة تعمل ببخار الثلج. ∎ ما السبب الذى منعك من استكمال مسيرتك معها وتبديلك بماكيير آخر فى فيلمها الجديد؟ - بسبب قلة الأجر الذى اتفقت فيه مع المنتج «محمد السبكى» خاصة وأنه رفض أى مفاوضات على ذلك فانسحبت على الفور دون أى تراجع منى ولكننى حريص على التعامل مع «صافيناز» وعدم خسارتها، خاصة أن هناك صداقة قوية تجمعنى بها رشحت لها الماكيير النقابى «تامر دهب». ∎ ما العمل الذى تقدمه «صافيناز»؟ فيلم «عمرو وسلوى» وهو الفيلم الذى قرر عرضه «محمد السبكى» فى آخر لحظة ليضرب به موسم عيد الأضحى فى ذلك تواجد نجوم كبار مثل «أحمد السقا» و«منى زكى» و«محمد رمضان» أما عن «صافيناز» فلن تظهر راقصة فى هذا الفيلم بل تمثل للمرة الأولى من خلال قصة راقصة أجنبية تأتى إلى مصر وتحترف الرقص الشرقى. ∎ هل ترفض تدخل المخرج فى عملك؟ - بالعكس فلابد من تدخل المخرج فى عملى خاصة وأن خيال المخرج بالإضافة إلى قراءتى للسيناريو ترسم الخطوط العريضة للشخصية وتجعلنى أتامل فيها بشكل أعمق. ∎ هل واجهت صعوبات مع بعض الفنانين؟ - فى بعض الأحيان ولكننى مازلت أتذكر تجربتى مع الفنانة «روبى» فى فيلمها «الحفلة» مع «أحمد عز» فطبيعة الشخصية التى تجسدها لامرأة تم قتلها مخنوقة وتم العثور على الجثة بعد 4 أيام وهى ملقاة على البحر، فكان لابد من وضع مكياج يتناسب مع هذا الحدث مثل ارتداء لينسيس مقعر أبيض لأنه من المفترض أن حالة القتل التى تحدث عن طريق الخنق تكون فيها العين مفتوحة كما أن الجثة من المفترض ملقاة على شط البحر ل 4 أيام فكان من الطبيعى أن يكون لون الشفاة أزرق وهناك بعض العروق البارزة على الرقبة والوجه ولون بشرتها باهت، إلا أن كل هذا لم يحدث بعد أن رفضت «روبى» أن تظهر بهذا الشكل وقالت لىً «أنت ليه عايز تطلعنى وحشة» مما جعلنى أتعجب من الأمر، فأنا لا أضع مكياجاً للسهرة أنا أقوم بعمل مكياج لشخصية مقتولة، إلا أننى نفذت رغبتها وبالطبع كان هناك العديد من الانتقادات على المكياج الذى ظهرت به «روبى» فى الفيلم. كما واجهت مشكلة كبيرة مع الفنان «محمد رمضان» أثناء تصوير فيلم «قلب الأسد» بعد أن هاجمه الأسد وأدى ذلك إلى فتح حاجبه ليعالجه ب 8 غرز فكان هذا يتطلب إخفاء تلك المنطقة بالمكياج ولكن بسبب بعض المشاهد التى كان يظهر فيها رمضان وهو يغسل وجهه أو ما شابه ذلك كان يجعلنى أعيد عمل المكياج مرة أخرى. ∎ «محمد رمضان» يواجه سيلاً من النقد بسبب الأعمال التى يقدمها عن البلطجية والتى دفعت كثيراً من الشباب لتقليده وتقليد شكله أيضاً هل تشعر بالانزعاج من ذلك؟ - على الإطلاق، فعلى سبيل المثال فى فيلم «عبده موته» كان التصوير فى منطقة «الحطابة»، وكان بالفعل هناك مجموعة من البلطجية، ويمكن أن أستمد الشخصية التى يجسدها «رمضان» من خلال هذه الوجوه التى رأيتها، أما فى فيلم «قلب الأسد» فكان الأمر مختلفا بعض الشىء لأن شخصية «فارس» التى جسدها «محمد رمضان» شخصية شاب يقلد قصة شعر وذقن بطريقة أمريكية ولما ظهر شباب بنفس الاستايل شعرت أننى نجحت لأننى فى نهاية الأمر أنتمى إلى تلك المناطق الشعبية وأرى وجوها كثيرة فى الحقيقة ظهرت على شاشات السينما كما هى دون تجميل. ∎ ما الأعمال التى تشارك فيها الآن؟ - هناك 4 أعمال أشارك فيها ففى مسلسل «الصندوق الأسود» ل «رانيا يوسف» أقوم بعمل ماكيير للفنان «خالد سرحان» بشخصية بلطجى وبسبب المكياج الذى ظهر به دفعه ذلك فى نقل نفس الكاركتر إلى مسلسل «الشهرة» ل «عمرو دياب»، هذا بالإضافة إلى فيلم عيد الأضحى «سكر مر» الذى أقوم فيه بعمل مكياج ل «هيثم أحمد زكى» الذى يطرأ عليه بعض التغييرات من شخصية رجل سلفى إلى شخصية عامل بملهى ليلى وستكون مفاجأة. وأشارك أيضاً مع الفنان «حسن يوسف» بعملين الأول «جرح عمرى» والثانى سيكون مفاجأة كبيرة حيث يظهر فيه «حسن» بقالب جديد لم يظهر به من قبل.