على الرغم من أن تغيير النظام فى ليبيا بالقوة ومن خلال تدخل مباشر من حلف الناتو، لم تتحرك الدول العربية بل سهلت الجامعة العربية ذلك.. اليوم القتال يأخذ وضعا وتوجها خطيرا حيث تمكنت خلال السنوات الثلاث قوى التطرف والإرهاب من السيطرة على عدد من المدن والمناطق الليبية منها: 1 - مدينة درنة شرق ليبيا 300 كم من الحدود مع مصر، تحت سيطرة تنظيم أنصار الشريعة وقد أعلنت إمارة إسلامية منذ حرب الناتو. 2- مدينة بنغازى تتقاسم التيارات الدينية والتكفيرية السيطرة على مدينة بنغازى ويحاولون إعلان إمارة إسلامية بها. 3- مدينة مصراتة القاعدة والقيادة للاتجاه المتأسلم المتطرف والعنصرى. 4- مدينة الزاوية غرب طرابلس 40 كم. 5- مدينة صبراتة غرب طرابلس 70كم. إن هذه الوقائع والأحداث تؤثر على دول الجوار مصر وتونس والجزائر على الأخص لأن التنظيمات مرتبطة بالتنظيم الدولى للإخوان.. وبالحركات المتطرفة القاعدة فى «المغرب العربى» وتنظيم أنصار الشريعة وشهدت العاصمة الليبية طرابلس أخطر صراع مسلح وهاجمها متطرفون «قوات الدروع» من مدينة مصراتة وهم مناصرون للاتجاه الإسلامى ويحتلون شرق المدينة ويقصفون بقية الأحياء بالصواريخ والدبابات وخصومهم فى الميدان مقاتلى الجيش الوطنى الذى تقوده قبيلة الزنتان وللأسف هاجمت قوات مصراتة مطار طرابلس وألحقت به أضرارا فادحة ودمرت حسب إعلان الحكومة حوالى 13 طائرة مدنية وكذلك تم تدمير خزانات الوقود الخاصة بالمدينة وكذلك المطار. طبول المعارك تدق الآن وقد انضمت لها قوات الجيش الوطنى بقيادة قبيلة ورشفانه..القتلي بالمئات والجرحى بالآلاف.. المدينة منكوبة وتعانى الشح فى مواد التموين والأدوية والوقود. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة أن حوالى 2 مليون فى غرب ليبيا يواجهون خطر الجوع وهذه مسئولية المنظمات العربية والدولية لتقديم الإغاثة والعمل على وقف إطلاق النار من طرابلس إلى بنغازى. وكانت مدينة بنغازى قد شهدت للمفارقة موجة من قتل الكوادر والقيادات بمختلف ولاءتها وعلى المستويات السياسية والعسكرية والثقافية، والواضح أن الأمر يستهدف إعاقة إعادة بناء الدولة المدنية الديمقراطية،حيث قتل حوالى 550 قيادة مدنية وعسكرية وإعلامية من قيادة المدينة التى كانت منطلق أحداث عام 2011 واستغل اللواء خليفة حفتر هذا المشهد وأعلن إعادة تأسيس الجيش الوطنى لمواجهة التطرف والإرهاب وحماية سكان بنغازى ولكن الحرب أوسع من قدرته. طبول الحرب تدق الآن بين حفتر وأنصار الشريعة الذين يقودهم الشيخ محمد الزهاوى والذين يتخذون من درنة مقرا وإمارة لهم يتلقون دعما قويا من جهات عدة وللأسف تلعب السودان دورا خطيرا ومكملا للدور التركى القطرى وقد أدخلت قوات وأسلحة إلى ليبيا واعترف الرئيس عمر البشير بذلك إبان إسقاط نظام القذافى، وتؤكد المعلومات أن هناك معسكرا لتدريب المعارضة الليبية فى أم درمان وجبل الأولياء بالخرطوم وقد أميط اللثام خلال الأيام الثلاثة الماضية عن أن قوة تقدر ب1500 جندى و160 دبابة عبرت الحدود السودانية إلى ليبيا. إن هذه المخاطر على الأمن الوطنى الليبى تنعكس على الأمن المصرى لدور التنظيم الدولى والمخطط الذى تقوده كل من قطر وتركيا وتنفذه السودان بقيادة الترابى - البشير.. هذه الأوضاع تحتاج إلى سرعة المعالجة السياسية بأن تقف مصر ودول الجوار إلى جانب الشعب الليبى وبتبنى الحوار والمصالحة الوطنية وتشجيع مؤتمر القبائل والمدن الليبية، ومجلس النواب بتشكيل لجنة مشتركة للحوار لحل الصراع سلميا.. ومن جهة أخرى أن يتم مواجهة الدول المتدخلة فى الصراع باعتباره يمس مصر ودول الجوار. كذلك الاستعانة بالمجتمع الدولى والأممالمتحدة لرفع يد الدول المعتدية و أن توضح الأمور للرأى العام المصرى والعربى والدولى وأن العلاج سياسى وليس عسكريا ومع ذلك فإن مصر تمتلك حرية حماية أمنها.