فيما كانت الكوادر والكفاءات النادرة والمهمة فى مؤسسات الدولة- خاصة القيادات المصرفية- تهرب من السفينة التى تواجه اضطرابات حادة عقب الثورة، وافق هشام رامز المصرفى البارز- فى موقف شديد الوطنية والالتزام- على تولى مسئولية محافظ البنك المركزى خلفًا ل«فاروق العقدة». وتعد مسئولية البنك المركزى باعتباره أبا البنوك ورأسها وعقلها، وصاحب السياسات النقدية فى البلاد أحد أخطر وأكبر التحديات.. والتى قبل الرجل «مسئوليتها» فى شجاعة.
لم تمنعه الظروف الضاغطة التى يمر بها الاقتصاد، ولم يعطله المناخ الاقتصادى والسياسى المضطرب وقبل المخاطرة، وكان تعبيره للمقربين منه أن «مصر منحتنا الكثير، وتستحق أن نبذل من أجلها كل ما نستطيع».
وقد وفَّى الرجل الذى يعد أحد الكفاءات المصرفية البارزة دوليًا والمشهود له بالكفاءة والمهنية بعهده لمصر.
حافظ «رامز»- الذى يواجه تحديات كثيرة فى اختيار القيادات المصرفية، وفى إقناع الكفاءات منها بالاستمرار خاصة مع تطبيق الحد الأقصى للأجور، حافظ على سياسة نقدية قوية، وكفؤة فى مواجهة أجواء مضطربة وتحديات خانقة يعانيها سعر صرف الجنيه.
شغل «رامز» العديد من المناصب المؤثرة قبيل توليه موقع محافظ المركزى، فقد شغل موقع نائب المحافظ لسنوات طويلة، قبلها شغل العديد من المناصب منها نائب رئيس مجلس إدارة البنك التجارى الدولى ورئيس مجلس إدارة البنك العربى الدولى.
أنجز «رامز» عدة مهام صعبة خلال الأزمة المالية العالمية، وحقق أرباحًا كبيرة لمصر فى إدارة سلة العملات المكونة للاحتياطى النقدى الأجنبى.
أنقذ «رامز» بمهنيته العالية فى إدارة «سلة العملات» القطاع المصرفى من مخاطر الانهيار التى تعرضت لها اقتصادات كبيرة وراسخة، وفشلت مصارف عالمية فى الصمود.
يذكر أن «رامز» أحد أبرز جيل المصرفيين الجدد الذى جاءوا إلى مصر من أكبر البنوك العالمية يحملون خبرات ومهنية دولية، وتاريخًا مشرفًا فى بنك «أوف أمريكا».
فى 1996 جاء إلى مصر حيث أدار بنكين صغيرين هما المصرى الخليجى وقناة السويس، حقق البنكان خلال رئاسته أرباحًا لفتت نظر المسئولين فى مصر، وتقرر الاستفادة منه فى «المركزى».
يرى الرجل أن مصر تستحق منه الكثير.. ويعمل على أن يحقق لها ما يستطيع، ويبذل طاقاته لضبط السياسات النقدية، والحفاظ على سعر صرف الجنيه، وتحقيق استقراره وسط مناخ مضطرب. بقى أن يواجه التحدى الأكبر فى سبتمبر المقبل حيث يتعين إجراء تغييرات وتعديلات فى قيادات المصارف الكبيرة، ويبقى الأمل فى أن ينجح.