القاهرة عمرها أكثر من 1000 سنة، وتاريخياً كان يوجد فى نفس مكان القاهرة عاصمة لمصر فى أغلب فترات التاريخ الممتد لأكثر من 50 قرناً، ويرى البعض أن القاهرة كانت العاصمة سنة 98 م بعد بناء حصن بابليون الموجودة بقاياه حتى الآن. زحمة يا «مِن نِفر» زحمة!
بدأ تكوين الدولة فى مصر عندما قام مينا بتوحيدها 3200 ق.م، ووصلت للقوة والازدهار فى عصر الأسرة الرابعة وبدأ الضعف وانهارت الدولة القديمة، ثم عاد الازدهار فى عصر الأسرة الثانية عشرة، ثم انهارت الدولة الوسطى، لتبدأ بعدها الدولة الحديثة.
ويرى البعض أن اسم القاهرة جاء من اللغة المصرية القديمة وأصله «كاهى رع» ومعناها أرض إله الشمس رع.
والقاهرة تعتبر عاصمة مصر الموحدة لفترات زمنية مختلفة، وكان اسمها «مِن نفر» وتعنى الميناء الجميلة، ومن ضواحيها «أون» وتعنى مدينة الشمس، وبالإغريقية هليوبوليس.
أنشأ جوهر الصقلى مدينة القاهرة 969م شمال عواصم مصر الثلاث «الفسطاط والعساكر والقطائع»، وبنى سورا لها ليصبح الدخول إليها عن طريق 8 أبواب وبتصريح خاص، إلا إذا كان من جند الفاطميين أو من كبار موظفى الدولة.
ويرى البعض أن أصل اسم القاهرة جاء من قصة ملخصها أن جوهر الصقلى اعتمد على المنجمين لاختيار طالع سعيد لتأسيس العاصمة، وتم وضع أسس الجدران مثبتة فيها قوائم مربوطة بحبال علقت عليها أجراس لتعطى الإشارة بالبدء فى العمل، فوقع غراب على الحبال فدقت الأجراس فبدأ البناء، وكان كوكب المريخ فى الطالع ويطلق عليه قاهر الفلك فسميت القاهرة.
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس
وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد.
صلاح الدين غيّر مفهوم القاهرة الفاطمية التى كانت تسكنها الأسرة الحاكمة وكبار موظفى الدولة، ولا يسكنها المصريون وإنما يدخلونها للبيع والشراء فقط، فقام بهدم السور الجنوبى لتمتد مدينة القاهرة وتشمل العواصم الثلاث السابقة، وبنى سورا ضم العواصم الأربع الفسطاط والعساكر والقطائع والقاهرة.
نتج عن توسعته للقاهرة ارتفاع كثافتها السكانية من المصريين، وإنشاء حى لغير المصريين من الأسرى الصليبيين الذين رفضوا العودة إلى بلادهم، وقام بإنشاء القلعة شرق القاهرة وجعلهاً مقراً للحكم، كما قام بنقل خطبة الجمعة والصلاة الجامعة من الأزهر إلى جامع الحاكم.
قاهرة المماليك!
فى عصر الظاهر بيبرس أنشأ مدرسته الظاهرية بشارع المعز، وأنشأ مسجد الظاهر فى شمال القاهرة خارج أسوارها، وفى عهده أصبح اسم القاهرة هو الاسم الرسمى للعاصمة بدلاً من أسماء باقى عواصم مصر التاريخية.
واهتم سلاطين المماليك بالعمارة منها قيام المنصور قلاوون ببناء مسجد ومدرسة ومستشفى باسمه بشارع المعز، وبعده قام السلطان حسن ببناء مسجد ومدرسة باسمه بالقرب من القلعة.
كما تم بناء الحمامات الشعبية، وكانت المبانى فى القاهرة تبنى بالأحجار والأخشاب، وكانت أرضيات الشوارع من البلاطات الحجرية وتضاء بالفوانيس الفخارية والمشكاوات الزجاجية.
تعقيب:
عدد المدن التى اسمها القاهرة فى العالم 18 مدينة، منها 13 فى الولاياتالمتحدة، 2 فى كندا، 2 فى إيطاليا، 1 فى فرنسا، وأول مدينة سميت بالقاهرة هى عاصمة مصر، ومن الأسماء الشهيرة للقاهرة: مدينة الألف مئذنة وقاهرة المعز ومصر المحروسة، قال تعالى: (.. وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ..) يوسف ,99 وعن النبى عليه الصلاة والسلام: «إنكم ستفتحون مصر، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً».