الإلحاد قضية شخصية أقرت به السماء، حيث قال الله فى كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» صدق الله العظيم، ولكن اللافت للنظر الهجمة الشرسة لإعلان الملحدين فى مصر عن أنفسهم بهذا القبح والتبجح والجرأة فى هذا التوقيت الحساس الذى تمر به مصر، وللأسف الشديد لا أعرف بقصد أو بدون قصد يتبارى مقدمو برامج التوك شو باستضافتهم.. فلم تكن استضافة ريهام سعيد لملحدة هى الظهور الأول للملحدين على الفضائيات المصرية، ولكن سبقها ظهورهم على قناة مصر 25 الذراع الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية فى عام 2013، مما يثير كثيرا من الشكوك، حيث أجرت القناة مناظرة مع أشهر ملحد عربى فى برنامج بعد الصلاة، ومن بعدها ظهرت الإعلامية ريهام السهلى مقدمة برنامج «90 دقيقة» على قناة المحور - آنذاك - واستضافت ملحدا، وفى نهاية الحلقة قامت بطرده على الهواء أيضاً كما فعلت ريهام سعيد فى أسلوب وسيناريو درامى ردىء، ثم بعد ذلك وفى الأسبوع الماضى ظهرت مذيعة غير معروفة تدعى ياسمين شاهين فى برنامج «الباب المفتوح» على قناة دريم لتستضيف شابا ملحدا يتحدث فى وجود شيخ من الأزهر ضعيف غير مؤهل للتعامل مع مثل هذا الشاب الملحد الذى كان يتحدث بكل فخر عن إنكاره لوجود الله، الأمر الذى يؤكد أن هؤلاء المذيعات يبحثن عن الشهرة حتى لو كانت على جسد الدولة خاصة ونحن شعب مؤمن وفكرة الإلحاد فشلت فى اختراق مجتمعنا الذى يتميز بإعلاء مصلحة الجماعة على مصلحة أو قناعات الفرد. وإذا كانت الحرية هى الظهور بعلانية تحت الأضواء لاستقطاب آخرين فى مجتمع مازال يحبو على طريق الحرية.. فلن ننزعج خلال الأيام القادمة إلى ظهور من يدعو إلى الزواج المثلى وإلى الدعوة إلى حرية ممارسة الشذوذ الجنسى! فهل نحن أمام سياسات وتكتيكات ومؤامرات جديدة تحقق استراتيجية نسف بنية القيم المصرية بعد نجاح ثورة 30 يونيو فى إقصاء تيار الإخوان الإرهابى، وبعد محاولات متكررة فاشلة لتدمير أخلاقيات هذا المجتمع المتماسك والمتدين بطبيعته؟
إن فكرة وجود ملحدين فى هذا الوطن لا تزعج المسلم الحق، ولكن الجديد هو الظهور الإعلامى بعلانية وكبر.. انتبهوا لما هو قادم فى هذا الاتجاه؟