تحظى حوارات المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى بمتابعة واسعة، واهتمام بالغ فى السعودية على الصعيدين الرسمى والشعبى، حتى تداول السعوديون على صفحات التواصل الاجتماعى المقطع الذى أشاد فيه السيسى بخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووصفه بكبير العرب، وتنبيهه السعوديين بقوله «خلوا بالكم من بلادكم، الله يحفظ بلادكم» إذ علق الكاتب الصحفى محمد الطاير على كلمة السيسى بأن كتب على صفحته على الفيسبوك، «الله يحفظ مصر، وأهل مصر الأوفياء، ولنتمعن كثيرا فى كلام السيسى عندما قال: خلوا بالكم من بلادكم.. هو كسياسى وقائد عسكرى يعلم ما يحاك ضد المملكة، وهاهو ينبهنا بطريقة غير مباشرة.. الله يحفظ «نصف العرب» مصر. تزامن ذلك مع المشاركة المصرية اللافتة فى المناورات العسكرية التى جرت مؤخرا فى المملكة تحت اسم «سيف عبدالله» وصفت بأنها الأكبر حجما فى تاريخ المناورات التى نفذتها المملكة على ثلاثة مسارح عمليات فى وقت واحد لأول مرة فى المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية، والتى وصفت ب«صراع قوة» ورسائل متبادلة بين المملكة ومعها دول الخليج ومصر من جانب، وإيران من جانب آخر، مفادها «وجود قوة خليجية وعربية قادرة على حماية الخليج وثرواته النفطية»، كما أنها رسالة أيضاً لطهران بأنها ليست اللاعب الوحيد فى المنطقة.
لم تأت إشادة السيسى بالملك عبدالله بن عبدالعزيز على سبيل المجاملة أو العلاقات العامة ، فالمملكة قدمت بالفعل لمصر 30 يونيو دعما سياسيا، واقتصاديا، ولوجيستيا هائلا، وتدخلها كان حاسما فى صد ووقف الطوفان الغربى المتآمر الذى كان يتأهب للإضرار بالشعب المصرى، وإفشال ثورته التى قامت ضد الثالوث الذى تمثله جماعة الإخوان الإرهابية من رجعية وفاشية وعمالة، فالمملكة ومنذ ثورة 30 يونيو تعكف وباستمرار لا ينقطع على تقديم الدعم بجميع أشكاله وطرائقه إلى الشعب المصرى، وكان لمجلة «روزاليوسف» السبق بعد أن حققت انفرادا صحفيا قبل نحو شهر وبالتحديد فى عددها رقم 4478 الصادر فى 12 أبريل الماضى تطرقت فيه بالتفصيل إلى الدعم الخليجى لمصر بعد الانتخابات، وقبل أن يتناوله المرشح عبدالفتاح السيسى فى حواره الأسبوع الماضى، كتبت «روزاليوسف» تحت عنوان «24 مليار دولار دعم خليجى لمصر بعد الانتخابات الرئاسية»!، فى حالة فوز المشير عبدالفتاح السيسى بالانتخابات الرئاسية، وهذا هو الأرجح وفقا لاتجاهات الرأى العام المصرى وتوقعات جميع الدوائر العربية والدولية، فإن الاقتصاد المصرى سوف يشهد تحسنًا ملحوظا بفعل ضخ دول الخليج العربية، خصوصا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت مساعدات اقتصادية غير مسبوقة فى شرايين الاقتصاد المصرى تقدرها بعض الدوائر الخليجية بنحو مليارى دولار شهريا، (جزء منها على صورة منح لا ترد)، من شأنها إعادة الحيوية إلى الاقتصاد المصرى والمساهمة فى إعادة دوران عجلة الاقتصاد، وخفض عجز الموازنة فى العام المالى الجديد، وزيادة نمو الناتج المحلى إلى نحو 5٪ مع نهاية العام الحالى، بالإضافة إلى دعم احتياطى النقد الأجنبى، بما يعكس تحسن الأداء الكلى للاقتصاد المصرى.
وأردفت روزاليوسف: إذن من خلال المعطيات الراهنة فإن عبدالفتاح السيسى وحده، والذى سبق له العمل ملحقا عسكريا لمصر فى العاصمة السعودية الرياض فى مطلع العقد الماضى، ويرتبط بعلاقات متينة مع دوائر نافذة فى المملكة، هو الذى سيحظى فى حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية المرتقبة بالدعم الاقتصادى الخليجى فى هذه المرحلة التى تحتاج فيها مصر إلى مساعدات اقتصادية كبيرة لضخ الزخم فى الاقتصاد المصرى المتعثّر، وتعزيز موقعه فى مواجهة الإخوان والغرب المتآمر معهم ضد الشعب المصرى.
يقينا أن الدعم السعودى والخليجى المرتقب سوف يعطى الاقتصاد المصرى زخما وانتعاشة تجعله قادرا على الاستفاقة، ونفض تراكمات وترهلات السنوات الثلاث الماضية، وتخفيف الضغوط والتحديات التى تواجه السيسى إذا ما وصل إلى سدة الرئاسة، وانتقل إلى قصر الاتحادية، حتى يتسنى له تحقيق الاستقرار فى مصر والمرور بها من النقطة الحرجة، والتى تقدرها بعض الدوائر هنا بستة (5) أشهر، أو (9) أشهر على أقصى تقدير، المعلومات تشير إلى أن الدعم الخليجى غير المسبوق سوف يكون حاسما فى تحقيق حالة من الرضا العام يشعر بها الشعب المصرى، لأن غير ذلك يمثل تهديدا مباشرا على الأمن القومى العربى، ونذيرا بانتهاء حقبة عامرة من التاريخ العربى، وربما زوال دول عربية يمثل استقرار مصر بالنسبة لها طوق نجاة، خصوصا أن حالة التماسك التى عليها الشعب المصرى هى أكبر ضمانة على تعافى الجسد العربى واستطاعته قهر القوى التى تهاجمه من على الأطراف.
المؤكد أن دول الخليج لا تبغى ولا تريد من وراء هذا الدعم سوى أن تعود مصر إلى مكانتها، وتؤدى دورها العربى والإقليمى والدولى، لتشكل مع المملكة العربية السعودية قوة إقليمية مهابة، ورادعة للثالوث الإقليمى المتربص بالأمة، الرابض على حدودها إيران، تركيا، إسرائيل، هذه الدول التى تتحين الفرصة للانقضاض علينا، وقضم أجزاء من أراضينا، وتقطيع أوصالنا، وحياكة ألوان شتى من المؤامرات بالتواطؤ مع إسرائيل والغرب، حالة من الإدراك والوعى تسيطر على دول الخليج وهى أن العاصم من كل هذا، هو فى التلاحم المصرى السعودى الذى يشكل رعبا إقليميا، ورادعا دوليا، فالدولتان تمتلكان أقوى الأسلحة وأفتكها، تمتلكان القوة العسكرية، والاقتصادية، والثروات النفطية، والبشرية والطبيعية، والممرات المائية، والعلاقات النافذة، تشكلان قوة عظمى يمكنها الذود عن أمتها ومواجهة أعتى القوى المعادية، لكن فى المقابل على الدولتين فى مصر والسعودية التخلص أولا وبسرعة من العدو الداخلى الذى يعد أكثر فتكا وإيلاما، آخر هذه الجهود هو تمكن السلطات السعودية من ضبط تنظيم إرهابى يضم 62 إرهابيا متورطا فى التخطيط لعمليات إجرامية استهدفت منشآت حكومية ومصالح أجنبية واغتيالات لرجال أمن وشخصيات دينية وحكومية.
وجاء إعلان السلطات الأمنية السعودية عن التنظيم الإرهابى قبيل إجراء التصويت على الانتخابات الرئاسية المصرية للمصريين العاملين فى الخارج التى تنطلق الخميس المقبل 15 مايو وتستمر حتى الأحد 18 مايو، وفى حالة الإعادة يكون التصويت بها من 6 يونيو وحتى 9 يونيو المقبل، وصرح السفير عفيفى عبدالوهاب سفير مصر لدى السعودية بأن السفارة لن تسمح بتعكير صفو العملية الانتخابية وأنها بالتعاون والتنسيق مع السلطات السعودية المعنية ستواجه أى خروج على القانون بكل حزم وحسم فورى دون تهاون، خصوصا بعد صدور الأمر الملكى بحظر جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة إرهابية ضمن منظمات أخرى، وتجريم هذه الجماعات والمتعاطفين معها أو مساندتها معنويا أو ماديا.
وأهاب السفير عبدالوهاب بالمصريين الالتزام حرفيا بما يقضى به القانون السعودى، لافتا أن الجالية المصرية بطبيعتها منضبطة وملتزمة، وأن المصريين عموما يحرصون على تطبيق القوانين السعودية والالتزام بها.
وأشار إلى أن السفارة فى الرياض والقنصلية فى جدة قد أتمتا استعداداتهما لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم بكل يسر وسهولة وحيادية، وأن الأطقم الإدارية والدبلوماسية سوف تكون على أهبة الاستعداد بدءا من الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس المقبل وحتى نهاية الانتخابات، مشددا على الالتزام بالشروط والقوانين التى وضعتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وهى ضرورة إحضار أصل الإقامة، أو أصل جواز السفر المميكن، وأن يكون الناخب قد استخرج بطاقة الرقم القومى قبل أول مارس الماضى كشرط لممارسة حقه الانتخابى، متوقعا أن تحظى الانتخابات الرئاسية الحالية بنسبة تصويت عالية مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة لانتفاء شرط التسجيل فى قوائم اللجنة العليا للانتخابات، فضلا عن حالة الإجماع الشعبى الذى يحظى بها أحد المرشحين.
وأشار السفير عفيفى عبدالوهاب إلى أن السفارة المصرية بالرياض والقنصلية العامة بجدة اتخذتا عدة إجراءات للوقاية من فيروس «كورونا»، وذلك لتوفير بيئة صحية آمنة للناخبين من أبناء الجالية المصرية الذين سيترددون مع بدء تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية، اعتبارا من الخميس المقبل.
وأضاف السفير عادل الألفى القنصل المصرى العام فى جدة أن القنصلية، وبالتعاون مع أبناء الجالية ممن يعملون فى كبرى الشركات الطبية بالمملكة، أطلقت حملة توعوية لأبناء الجالية للوقاية من فيروس كورونا، والتأكيد على أهمية النظافة الشخصية فى هذا الإطار، وسوف تستمر هذه الحملة لمدة شهر.
وأضاف السفير الألفى أنه فى إطار الحملة، تم وضع أربعة أحواض متنقلة ومزودة بمادة معقمة داخل مبنى القنصلية، بحيث يستقبل القائمون عليها المواطنين لتعريفهم بطريقة استخدام المعقم، كما تشمل الحملة كذلك توزيع 50 ألف «ورقة إرشادية» تحتوى على جميع المعلومات الأساسية المتعلقة بالفيروس وطرق الوقاية منه.
وعن الاستعدادات للتعامل مع آلاف المواطنين المتوقع تدفقهم على القنصلية للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، أوضح الألفى أن الحملة تشمل فى هذا السياق توزيع كمامات على المواطنين، للقضاء على أى إمكانية لانتقال العدوى، فضلا عن تزويد مرافق القنصلية بالمواد المعقمة بدلا من «الصابون العادى».
وعلى صعيد متصل دعا صلاح يوسف المنسق العام للجاليات المصرية بالخارج والمتحدث الإعلامى الرسمى بحملة الاتحاد العام للمصريين بالخارج لدعم المرشح عبدالفتاح السيسى كل المصريين المقيمين فى جميع أنحاء المملكة للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، معلنا عن إقامة فعاليات تحت عنوان «فى حب مصر» تشمل عددا من الخدمات للتسهيل على الناخبين المشاركة والإدلاء بأصواتهم مثل توفير وسائل مواصلات لنقل الناخبين من مختلف مدن المملكة إلى مقار اللجان فى جدةوالرياض.
تجهيز العديد من الخدمات ووسائل الراحة للناخبين مثل خيمة ضيافة مكيفة وخدمات صحية وقائية ومساعدة لكبار السن وفريق من شباب الحملة المتطوعين لتقديم المساعده وتيسير العقبات طوال فترة الانتخابات.
مضيفا أن استطلاعات الرأى التى أجرتها الحملة تشير إلى أن المرشح حمدين صباحى سوف يحصل على أصوات المناصرين لجماعة الإخوان وبعض الحركات الأخرى التى لا تؤيد خارطة الطريق.
وأشار إلى حالة القلق من فيروس كورونا، لافتا أن هناك فريقا طبيا سيتواجد بمقار اللجان طوال مدة الاقتراع مزودا بأدوات التطهير والتعقيم والعناية الشخصية التى ستوزع على كل الناخبين حال وصولهم لمقار اللجان، بالإضافة إلى سيارة إسعاف مجهزة لحالات الطوارئ ورعاية خاصة لكبار السن والمعوقين وذلك حرصاً منا على ضمان سلامة الناخبين.
