جامعة المنيا تفوز بثلاثة مراكز مُتقدمة على مستوى الجامعات المصرية - تعرف عليها    مقترح برلماني لإلغاء درجات "الحافز الرياضي" لطلاب الثانوية    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الأحد 2 يونيو 2024.. البطاطس ب10.5 جنيه    وزارة التموين: انتظام صرف الخبز المدعم ل71 مليون مواطن    «الإسكان» تدرس شبكات المرافق في المناطق الجاري تقنين أوضاعها بالعبور الجديدة    «النقل»: تنفيذ 18.5% من الحواجز بمشروعات ميناء الإسكندرية الكبير    العليا للحج والعمرة: انتظام أعمال تفويج حجاج السياحة وتكاتف لإنجاح الموسم    المانجا طابت على الشجر.. حصاد مبكر لمحصول المانجو بجنوب سيناء    بعد إعلانه ترشحه للرئاسة.. من هو الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد؟    مسبار صيني يهبط على الجانب البعيد من القمر    جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ غارات على أهداف في لبنان    كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدينان الاستقزازات الأخيرة لكوريا الشمالية    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا حيويا في إيلات بإسرائيل    وزير الخارجية يتوجه لإسبانيا للتشاور حول مستجدات القضية الفلسطينية ومتابعة مسار العلاقات الثنائية    موعد مباراة حرس الحدود ضد سبورتنج والقنوات الناقلة    السولية: نهائي القرن أمام الزمالك هو اللقب الأصعب مع الأهلي    بالأسماء الأهلي يفاوض 3 لاعبين.. شوبير يكشف التفاصيل    احمد مجاهد يكشف حقيقة ترشحه لرئاسة اتحاد الكرة    موجة حر شديدة تجتاح عدة مناطق في مصر: توقعات بدرجات حرارة تصل إلى 45 درجة    شاومينج يزعم تداول أسئلة امتحانات الدبلومات الفنية 2024 عبر تليجرام    تحديد أولى جلسات استئناف الفنان أحمد عبدالقوي على حكم حبسه    هربا من مشاجرة.. التحقيق في واقعة قفز شاب من الطابق الرابع بأكتوبر    بحضور البابا تواضروس.. احتفالية "أم الدنيا" في عيد دخول السيد المسيح أرض مصر    مى عز الدين تطلب من جمهورها الدعاء لوالدتها بالشفاء العاجل    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    هل يجوز أن اعتمر عن نفسي واحج عن غيري؟.. الإفتاء توضح    شروط الأضحية الصحيحة في الشرع.. الإفتاء توضح    طريقة عمل الكيكة الباردة بدون فرن في خطوات سريعة.. «أفضل حل بالصيف»    جامعة حلوان تحصد العديد من الجوائز في مهرجان إبداع    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    مواعيد قطارات عيد الأضحى المقرر تشغيلها لتخفيف الزحام    منحة عيد الأضحى 2024 للموظفين.. اعرف قيمتها وموعد صرفها    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    «الإفتاء» توضح حكم التصوير أثناء الحج والعمرة.. مشروط    خبير سياسي: الاجتماع المصري الأمريكي الإسرائيلي سيخفف معاناة الفلسطينيين    بسبب سيجارة.. اندلاع حريق فى حي طرة يودى بحياة مواطن    وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    وزير خارجية الإمارات: مقترحات «بايدن» بشأن غزة «بناءة وواقعية وقابلة للتطبيق»    سعر الريال السعودي اليوم الأحد 2 يونيو 2024 في بنك الأهلي والقاهرة ومصر (التحديث الصباحي)    إحالة تشكيل عصابي للمحاكمة بتهمة سرقة الدراجات النارية بالقطامية    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    "الأهلي يظهر".. كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا؟    الزمالك يكشف حقيقة التفاوض مع أشرف بن شرقي    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوال السعداوى: الحكومة.. مجموعة مليونيرات يتركون الناس للإخوان يقتلونهم!

صدمتنا بتراجعها وتغييرها نص إجاباتها في ردها على أسئلتنا عن فاروق الباز وهيكل وأبوالغار وزويل وحتى السبكية، والذى وصفته بالتعديلات.. وكله موثق ومسجل.. إنها المفكرة الكبيرة نوال السعداوى التى جعلتنا ننفرد بحوار مطول معها فى العديد من القضايا الملحة، رغم بعدها الطويل عن الحوارات الورقية وطقوسها المعقدة فى إجراء الحوارات، وكانت آراؤها مثيرة كالعادة، لكننا فوجئنا بأنها تطلب تعديل بعض الإجابات بعدما نشرنا الأسبوع الماضى عددا من عناوين الحوار معها فى إعلان استباقى لاهتمامنا به! لذا لزم التنويه قبل قراءة هذا الحوار المهم الذى أصبح ملك الرأى العام منذ تسجيله وإرساله بالإيميل ونشر عناوينه فى «برومو» الحوار!

∎ آخر تكريم لك هو حصولك على أعلى وسام للجمهورية الفرنسية يقدمه رئيس الدولة.. كيف ترين هذا التكريم فى ظل غياب تكريمك محليا؟

- بالطبع يسعدنى تقدير أى شعب من شعوب العالم لأعمالى الأدبية والفكرية، التى يقرأها الشعب بلغته المحلية، بعد ترجمتها من اللغة العربية، عندى الملايين من القراء والقارئات فى جميع البلاد الذين يرشحوننى للجوائز الأدبية والفكرية، وقد تعودت على هذا التكريم من بلاد العالم، شرقا وغربا، إلا مصر، رغم أن الملايين من الشعب المصرى يقرأون كتاباتى ويقدرونها ويتأثرون بها، ويتواصلون معى عبر الإنترنت، لكن الشعب المصرى ليس الحكومة المصرية التى تمنح جوائز الدولة للمطيعين لها والمطيعات، وبالطبع لست منهم، لكن سيأتى يوم بعد مائة عام أو أكثر لتكريمى فى مصر، هذا هو التاريخ.

∎ فى أحد مقالاتك كتبت «الثورة تبدأ فى العقل».. بعد ثلاث سنوات كيف تقرئين الأوضاع فى مصر.. وهل الثورة حققت أهدافها؟

- نعم الثورة تبدأ فى العقل، ومن هنا دور الرائدات والرواد من المفكرين والمفكرات، فى جميع الثورات فى التاريخ، الثورة المصرية منذ يناير 2011 حققت الكثير، ومنها كسر حجاب العقل الذى كان مفروضا على الشعب المصرى، وبالتالى كسر حجاب الخوف من نار الدنيا والآخرة، وقد نجحت التيارات الدينية السلفية المدعومة من الحكومات المصرية وحكومات الاستعمار الخارجى، منذ السبعينيات من القرن العشرين فى تخويف الشعب المصرى وإرهابه فكريا أولا ثم بالسلاح والقتل كما يحدث اليوم فى مصر، لكن أهداف الثورة من حيث العدالة والحرية والكرامة تحتاج إلى مزيد من النضال والاستمرار فى العمل والأمل.
∎ البعض يرى أن الثورة سرقت.. ما رأيك؟

- إحنا ثرنا ثم استخبينا فى البيوت، إحنا مكملناش الثورة، وأجهضت والذين سرقوا الثورة هم الموجودون الآن حول المستشار عدلى منصور، والمشير السيسى، وهؤلاء الذين سرقوها هم أنفسهم الذين كانوا حول طنطاوى، هذه القوى السياسية أو التى تسمى نفسها بأحزاب جديدة كالبرادعى وأبوالغار وأسامة الغزالى حرب وغيرهم، كانوا يتركوننا فى ميدان التحرير نضرب بالقنابل وهم كانوا يذهبون يعقدون الصفقات مع طنطاوى.

∎ بمناسبة الجوائز أيضا هناك حملة تم تدشينها على الفيس بوك لترشيحك للحصول على جائزة نوبل؟.. ما هو رأيك؟

- الترشيحات لجائزة نوبل للكثيرين ومنهم أنا، بعضها وهم وبعضها حقيقة، وهى جائزة سياسية، لن أحظى بها بسبب عدائى التاريخى للنظام الرأسمالى الأبوى الدينى الاستبدادى، الذى يتحكم فى العالم أدبيا واقتصاديا وكل شىء.

∎ الطبيبة.. الناقدة.. الكاتبة.. الناشطة النسوية.. أى من هذه الألقاب تفضلين؟

- أنا كاتبة روائية مبدعة أكتب القصة منذ الطفولة، وطبيبة نفسية بحكم المهنة والدراسة، ومفكرة بحكم الكثير من مؤلفاتى عن القضايا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، ولا أميل إلى لقب ناشط سياسى لأنه لقب غامض، أما ناشطة نسوية فهذا لقب أكثر غموضا ولا أحبه.

∎ دائما كتاباتك فيها ثورة على رجال الدين.. لماذا.. وما هى أوجه الشبه بينهم وبين التيار الإسلامى الذى حكم البلد لمدة عام؟؟؟ ومن وضعك على قوائم الموت للجماعات الإسلامية؟

- قوائم الموت للمفكرين والمفكرات ظهرت فى مصر منذ عصر السادات، الرئيس المؤمن، الذى شجع مع نظيره الأمريكى «رونالد ريجان» التيارات الإسلامية واليهودية والمسيحية، من أجل تفتيت قوة الشعوب بالفتن الطائفية، وأنا ضد الدولة الدينية فى أى بلد، سواء كانت دولة يهودية «إسرائيل» أو مسيحية «الولايات المتحدة الأمريكية» أو إسلامية، تحت حكم الإخوان أو السلفيين أو غيرهم، التجارة بالدين فى السياسة من أخطر الأسلحة الفتاكة.

∎ هل توقعت وصول الإخوان للحكم.. وسقوطهم بهذه السرعة؟

- نعم توقعت ذلك منذ دخولى سجن السادات عام 1981 وتابعت عهد مبارك وبوش الأب والابن، وكنت أتوقع سيطرة التيارات الدينية الإرهابية على بلادنا، دائما كنت أقول هذه العبارة جورج بوش وبن لادن توءم، يعملان معا فى السر ثم يتشاجران فى الصحف، وقد انكشف الرباط غير المقدس بين الإخوان والأمريكان فى هذه السنين الأخيرة.

∎ لماذا قلت أنك تخشين على السيسى من المنافقين ليفسدوه؟

- المشير السيسى مدعوم بقوة الشعب المصرى للقضاء على الإرهاب الدينى الداخلى والاستعمار الخارجى، وقوة السيسى تأتى أنه يرأس القوة الوطنية «الجيش المصرى» وأنه لم يخضع للإخوان وتهديدات الأمريكان، وقد انتخبه الشعب من قبل دون صناديق الانتخاب، فلماذا «والدماء تغرق البلد» أن نضيع الوقت والجهد والأموال فى الانتخابات؟ الانتخابات ليست إلا وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها، ونحن أحرار فى اختيار أصلح الوسائل لنا للتخلص من الإرهاب الحالى.

∎ اتهمت البرادعى بأنه مثل طنطاوى والجنزورى وعصام شرف.. ماذا تقصدين بهذا التشبيه؟

- لم أتهم أحدا منهم، فأنا لا أوجه اتهامات دون أدلة، ولكنى قلت إننى غير مقتنعة بشخصية البرادعى منذ البداية، منذ هبوطه بالطائرة إلى مطار القاهرة وهرولة بعض القوى السياسية إليه انتهازا للفرص، وهو موظف دولى يصلح للتحكيمات الدولية لكنه ليس ثوريا ولا يمكن أن يفجر أى ثورة كما أشاعوا عنه، وقد ثبت أن المجلس العسكرى برئاسة المشير طنطاوى لعب دورا فى إجهاض ثورة يناير، وواصلت الحكومات المتعاقبة بعد الثورة برئاسة عصام شرف والجنزورى وحتى الببلاوى عملية الإجهاض ونترقب اليوم ما تفعله حكومة محلب، هل تكون مثل غيرها أم لا؟

∎ ما رأيك فى دعوات المصالحة مع الإخوان، وكيف يمكن أن تتخلص مصر من هؤلاء الإرهابيين؟

- أعتقد أن أجهزة مخابرات الدولة المصرية ذات الكفاءة العالية، منذ ناصر والسادات ومبارك ومرسى، تعرف كل فرد فى الإخوان وغيرهم من الجماعات والأحزاب السرية والعلنية، وتعرف الإرهابيين الحقيقيين فى الداخل والخارج، ودعوات المصالحة بينهم لا تكف رغم الدماء، بل إن الدماء جزء من المساومات لرفع الثمن فى المفاوضات والمصالحات يمكن التخلص بسهولة من الإرهاب بالاستغناء تماما عن المعونات الخارجية من الغرب والشرق والعرب، وأن ننتج ونطعم أنفسنا بأنفسنا، ولا نخضع لأى قوة إلا الشعب المصرى الصامد الكادح الحزين، نحن دولة كبيرة ولا يصح أن نحنى رءوسنا للآخرين من أجل معونة من أى نوع.

∎ كيف ترين شعارات وهتافات يسقط حكم العسكر؟

- هذا الشعار مغرض، لأن الجيش يحمى الشعب الآن.

∎ كيف ترين دور حزب النور فى هذه المرحلة.. وهل يبحث عن دور سياسى أبعد مما هو عليه الآن؟

- لا أدرى كيف تروج الصحافة والإعلام لهذا الحزب الغريب جدا عن الشعب المصرى!

∎ إلى متى تستمر حوادث العنف والانفجارات بشوارعنا؟

- الحكومة عارفة الإخوان وعارفة مين إللى بيضرب القنبلة قبل ما تضرب، الحكومة تريد إرهاب الشعب.

∎ ولماذا تريد الحكومة إخافتنا؟

- الحكومة خايفة من الشعب، وعليكم أن تسألوا هؤلاء الذين يتولون السلطة، فهم مجموعة من رجال الأعمال المليونيرات يتركون الشعب يموت بالشوارع، لا أستطيع أن أتخيل أن الشرطة عاجزة على الإمساك بهؤلاء الإرهابيين، فهى تريد بقاءهم حتى لا يقوم الشعب بثورة جديدة، وليس جديدا على الحكومة أن تعقد صفقات سرية مع الطرف الآخر لخدمة مصالحها، كما حدث قبل ثورة 1952 عقد سراج الدين باشا وزير الداخلية المصرى صفقة مع الإنجليز دفع شباب الجامعة لمحاربة الإنجليز وكان من بينهم زوجى أحمد حلمى، ثم قامت الحكومة بنفسها بإلقاء الطلاب بالسجون، مثلما فعل طنطاوى بمجلسه العسكرى وحكومة عصام شرف، حيث عقد صفقة مع القوى السياسية الانتهازية لضرب الشباب بالميدان.

∎ هل تعتقدين أن مصر أصبحت مهيئة إلى التقسيم العرقى والطائفى والقبلى.. فى ضوء الأحاديث الأخيرة بظهور الأمازيغ بمصر على خلفية أزمة أسوان ومطالبتهم بحقوقهم كأقليات؟

- فى الحقيقة الموضوع أكبر من حادث أسوان، فله جذوره البعيدة التى يجب قراءة الحادث فى ضوئها، الفتنة الطائفية صنعتها الحكومة المصرية منذ زمن طويل ولكن نبدأ بعصر السادات الذى زرع الفتنة الطائفية بمصر، بالتعاون مع الإخوان والأمريكان، وهذا الكلام عندما قلته فى الماضى اتهمونى بالباطل بأننى شيوعية، فالسادات عقد صفقة مع ريجان وحصل بناء عليها على المعونة الأمريكية التى خربت مصر، والتى كانت تستهدف تقسيم مصر طائفيا وزرع الفتن بها، وتطبيق سياسة «فرق تسد الاستعمارية» وتعيش مصر على الاستيراد والتصدير فقط، فالسادات قتل الإنتاج الزراعى والصناعى والثقافى، وأصبحنا مستعمرة أمريكية منذ ذلك الوقت، والفتنة ماشية من أيام السادات، أسوان جزء من القصة والفتنة الكبيرة.

∎ ولكن ألم ترى أن هناك تطورا أكثر خطورة، حيث أصبح التقسيم عرقيا ما بين قبائل عربية وأخرى نوبية وثالثة أمازيغية؟

- لا إنها الهوية الحكومة تريد مسح ذاكرة الشعب، لا نستطيع أن نعرف ما حدث بأسوان دون معرفة التاريخ، السادات تحدث عن هوية البلد، وأنها إسلامية، وهو من وضع المادة الثانية فى الدستور، ثم انتشرت النعرات القبلية والطائفية والعرقية تظهر على السطح، وبدأنا نسمع النوبة والأمريكان والإنجليز كأى مستعمرين يلعبون على الأقليات وأنهم يشتغلون على النوبة ويمدونها بالدولارات ويدفعونهم للحديث عن هوية وثقافة النوبة ويبدأ الحديث عن فصل النوبة واستقلالها عن مصر، فالنعرة القبلية جزء من النعرة الإسلامية والدينية، وإذا لم يستطع الشعب المصرى الربط بين الأحداث وهذا يحتاج دراية بالتاريخ ولكن للأسف الحكومة تغيب الوعى المصرى.

∎ هل نستطيع أن نرى من كلامك أن هناك تسطيحاً للتحليلات الخاصة بتورط الإخوان فى إشعال فتنة أسوان؟

- لا أبرئ الإخوان، فهم موجودون فى الصورة بل هم ضالعون فى مخطط تقسيم مصر دينيا وطائفيا منذ بدايته ولكن لا أريد التركيز على الإخوان فقط، فهناك مسئولون آخرون أبرزهم السادات الذى أحضر الإخوان، وحتى اليوم هناك رجال أعمال يدافعون عن السادات وكنا نسميهم «القطط السمان» الذين اغتنوا أيام الانفتاح مثلما طال هذا الثراء الإخوان المسلمين أيضا جعلهم يتوحشون فلا يمكن أن نفصل بين السادات والإخوان ومبارك ، حتى وصلنا لمرسى، وإلى الآن لا أرى أن الحكومة الحالية مختلفة عن سابقتها.

∎ كيف تحللين دور «محمد حسنين هيكل» فى المشهد السياسى الحالى، وعلاقته بقطر ودفاعه عنها؟

- تساءلت من الذى يفرد الصفحات لهيكل الحكومة هى التى تدعم هيكل فهو جزء من النظام الثورة نجحت فى إزالة رأس النظام، مرسى ومبارك، ولكن النظام لم يتغير بعد، بل ساء وهذا السوء قادم من الخداع، أما عن علاقة هيكل بقطر فلا أستطيع التعقيب عليها لأننى لم أهتم بقراءته ومتابعة تنظيراته، وموضوع قطر والإمارات والسعودية، فكل بلاد الخليج تابعة لأمريكا، دول الخليج ليست دولا حقيقية، والتركيز الآن على قطر، وموقفها من مصر، وغدا سيكون على الإمارات والسعودية، ولكن لم يناقش أحد منهم السياسة الأمريكية فى المنطقة، أمريكا وإسرائيل تلعب علينا كلنا، وفى نفس الوقت كل دول الخليج لديها صفقات مع إسرائيل وأمريكا، قطر ما هى إلا ظاهرة قطرة فى بحر.

∎ ما رأيك فى أزمة زويل الأخيرة مع جامعة النيل؟

- زويل جاء من أمريكا منذ 4 سنوات قبل الثورة، فى 10 يناير 2010 كتب تصريحا فى الصحف قائلا: «أنا مبعوث باراك أوباما لتطوير العلم والتعليم فى مصر وسوف أكتب تقريرا وأعود به إلى أوباما فى الحقيقة اندهشت من هذا التصريح من عالم محترم الذى من المفترض أنه حاصل على جائزة نوبل أنه يقبل على نفسه أن يكون مندوبا لزعيم الاستعمار كأنه لا توجد دولة مصرية على الإطلاق، وإذ به يمسح بهذا الكلام بكرامة مصر الأرض، وبعد ذلك يزور جميع رؤساء الوزارات منذ أحمد نظيف ويفتحون له أبوابهم لبناء جامعته، ومع ذلك يسهلوا له الاستيلاء على أرض جامعة النيل ويبرطع فى مصر 3 سنوات وطلاب الجامعة المتضررون يرفعون قضية ضده ويحصلون على حكم بعودة جامعتهم، ويرفض زويل تنفيذ الحكم القضائى.. ما هذا الجبروت الذى يفعله زويل؟ ما سر قوة زويل؟؟؟ ولكنى أعلمه.. إنه جبروت أوباما.

∎ وماذا عن العالم فاروق الباز ودعمه لموقف إثيوبيا فى بناء سد النهضة لإنقاذ شعبها؟

- بضحكة ساخرة يعنى من حق إثيوبيا تحافظ على حياة شعبها وتموت الشعب المصرى؟؟ لن أعقب على كلامه، ولكن بالبديهة هناك اتفاقيات دولية بين المنبع والمصب، مثل جميع الأنهار فى كل البلاد تحدد حقوق ونصيب كل دولة من المياه بشكل لا يجور على الأخرى.

∎ بما تفسر الكاتبة والطبيبة النفسية ارتفاع معدلات التحرش الجنسى بمصر.. ومدى فاعلية القانون الذى يجهزه مجلس الوزراء لهذه الظاهرة؟

- قبل انتهاء السؤال ردت طبيعى جدا أبحثى عن جذور الظاهرة نحن فى مجتمع طبقى أبوى مزدوج الأخلاق يشجع على اغتصاب المرأة فالزواج اغتصاب والطلاق اغتصاب، الأمومة اغتصاب والأبوة اغتصاب القيم كلها قائمة على الاغتصاب فى بلادنا، قانون الغابة هو الذى يحكم الرجل يغتصب البنت وتحمل فى الشارع ولا تستطيع الحصول على حقها على الإطلاق، القانون لا يلزم الأب بعمل تحليل DNA لإثبات نسب الأطفال، فالأب له مطلق الحرية يفعل أى شىء فى أولاده والزوج يطلق زوجته فى الشارع فى أى وقت دون أن يحاسبه القانون، انظرى إلى انتشار زواج القاصرات وما يفعله أبناء الخليج ببناتنا فى الصيف، ليكون زواجا موسميا من فتاة عمرها 10 سنوات، وكل ذلك يتم تحت سمع وبصر القانون والحكومة لا تغير شيئا، الخطأ الأكبر فى الدولة المصرية وقوانينها المزدوجة وعدم وجود أخلاق أتعجب من هؤلاء الذين يستنكرون اليوم ظاهرة التحرش الجنسى وهى نتيجة طبيعية لكل ذلك العوار القانونى والمجتمعى، فالتحرش موجود طوال الوقت، لأنه لا يريد المجتمع أن يتحدث ويواجه جذور المشكلة، عندما تحدثت نوال السعداوى عن قضايا كالشرف والأخلاق يتهموننى بأنى «ست مش كويسة» وهذا دليل على أننى استطعت ضرب عمق المجتمع منذ 60 عاما واتهمونى بفساد الأخلاق حتى يغطوا على الفساد الحقيقى الموجود بالمجتمع، وفى الحقيقة كويس أن التحرش الجنسى ظهر على السطح الآن، فهو كمثل كرة الثلج ففى الأسفل ما هو أخطر.

∎ ماذا عن خلطة السبكية فى أفلامهم من رقص وإسفاف.. وكيف ترين شخصيات كصافيناز وسما المصرى؟

- الحكومة هى التى تشجع السبكى على انتشار أفلامه، الحكومة من مصلحتها تشجيع الأفلام الهابطة لإلهاء الناس عن القضايا الحقيقية ابنى عاطف حتاتة قدم فيلما فى التسعينيات اسمه «الأبواب المغلقة» ومن وقتها لم يخرجه غيره، لأنهم ناس مش بيسرقوا ولا ماشيين مع العصابات، فهم يدفعون ثمن مواقفى بالإضافة إلى مواقفهم الواضحة القوية من الفساد والجهل، وليسوا على استعداد أن يبيعوا أنفسهم فى السوق، لذلك لا نحصل على حقنا فى البلد، ولا سنحصل عليه طالما النظام فاسد، إذا لم تتغير جذور هذا النظام فى التعليم والثقافة وقوانين الزواج والأحوال الشخصية والشرف والأخلاق فلم نتغير.

∎ ثلاث نساء رشحن أنفسهن لانتخابات رئاسة الجمهورية.. كيف تقيمين هذه المشاركة؟

- شو إعلامى، وأنا لا أؤيد أى امرأة، لأنها امرأة، ف«تاتشر» و«إنجلينا ميركل» و«كونداليزا رايس» وغيرهن نساء وبرامجهن تدعم النظام الطبقى الأبوى الدينى العسكرى، ومن ثم إذا كانت برامجهن مثل الآخرين من الرجال فلا داعى لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.