فنيا هناك العديد من روايات صاحب رواية (أين الله) أهم من هذا العمل، لكن (أين الله) أصبحت الأشهر لاتهامها بازدراء الأديان والحكم المؤيد على مؤلفها بالسجن 5 سنوات وغرامة ألف جنيه، وطبيعى أن يتهم الكل هذا المؤلف غير المعروف بالبحث عن الشهرة بطرق مفضوحة، لكن من غير الطبيعى أن تصل عقوبته إلى هذا الحد بلا رجعة، خاصة أنه أكد أنه يسب فى روايته (الشيطان) ولا يتطاول على الذات الإلهية كما تصور البعض، ونطق الشهادتين وشدد على إيمانه بالله !
∎ كيف ترى تأييد الحكم بحبسك؟
- نعيش فى مشهد عبثى بلد يموت فيه الآلاف بسبب نقص الأدوية وينتحر شباب لا يجدون العمل ويعانى خريجو الجامعة من صعوبة القراءة والكتابة السليمة وتعشعش العشوائيات فى وسط كل هذا الظلام تعد مهنة الكتابة عملا انتحاريا، حيث تحرك عقولنا قرون من التخلف، لذلك ليس غريبا أن يحبس كاتب لأنه جلس إلى الورقة والقلم والتقط تساؤلات الأبرياء المتداولة حول الظلم الذى يغلف حياتهم.
∎ وما هى ملابسات كتابتك لقصص أين الله؟
- المجموعة تضم 11 قصة كان الشغل الشاغل لى وأنا أكتب الناس البسطاء الذين يعانون الأمرين فى الحياة وتخرج من أفواههم أسئلة تلقائية بريئة. وكلنا فى حياتنا عندما نتعرض للظلم أو يموت لنا غالٍ نتساءل أسئلة مشابهة دون أن يكفرنا أحد أو يتهمنا بالإلحاد أو الشيعوية - تخيل لسه فيه تهمة شيوعى دلوقتى - رصدت المجموعة فى بحثها عن السلام والحب والبراح ومهاجمتها لمظاهر التدنى الغاشة وتوظيف الدين فى السياسة بل واستخدامه لقهر البعض هذه الأسئلة التى تبحث عن معنى العدالة.
∎ ولكنك أثرت قضايا تعد من الخطوط الحمراء مثل ميراث المرأة فى الإسلام فى قصة (عواطف) ؟
- أنا لم أكتب بحثا أو دراسة فقهية فى المواريث أنا كتبت قصة مواطنة مصرية ضحت كثيرا من أجل أخواتها وفوجئت باستخدامهم للدين فى ظلمها، وأسئلتها تعبر عن هذه المرأة غير المتعلمة وغير الفاهمة للمواريث. أبطالى بمراحلهم العمرية والفكرية والثقافية هم الذين يتحدثون فكيف أحاكم لأنى أعبر عن البسطاء، وهل يعرف كل الجهلاء والبسطاء كل الشرائع والقواعد الفقهية. هى قصص وليست دراسات تقدم نماذج بشرية محدودة ولا تعبر عن كل المسلمين.
∎ ولكن هناك سطور فهمها البعض أنها تمس الذات الإلهية وخاصة التى جاءت فى قصة (معروف)؟
- أرد عليك بنطقى الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هذا الفهم يقوم به البعض بعد بتر جزء من الكلام على طريقة ولا تقربوا الصلاة فيدعون ويتداولون نصف سطر من فقرة متكاملة لابد أن تقرأ على بعضها والفقرة تقول (فى اليوم الذى ماتت جاموسته بالساقية وحاول الفلاحون جرها لتخرج حية ولكنها أبت أن تعيش فنظر للناحية الغربية من السماء وحلف بالطلاق بأنه لا يحزن لموتها وقال ناظرا للسماء: انزل يا.. أنا عملت لك حاجة علشان تؤذينى وترمى جاموستى بالساقية. غيرت منها أكمنى بأكلها وبحميها وبعلفها كل يوم وأنت مش لاقى حد تسرقه أو تعذبه أنت عارف أنى سايب أتباعك يسرقونى ويأخذون شقا العيال علشان تتردع عن شرك وفى الآخر ترمى الجاموسة بالساقية وترفض خروجها سليمة لتحلب لنا العشاء.. وبصق على الأرض ناحية غروب الشمس وصرخ غور فى داهية واشبع بظلمك ثم نظر للجاموسة الفطسانة وقال شوفى مين هيكفنك ويغسلك ارتحت منك يا زوجة الشيطان) هذه هى الفقرة التى أثارت ضجة ولكنها كاملة.
∎ فكرة التساؤلات والبحث عن العدالة ظاهرة ليست جديدة على الأدب لماذا فى رأيك رفضت عندما طرحتها فى قصصك؟.
- نعم هناك قصص كثيرة بل وفى كتب التراث تساؤلات عديدة وعندما تقرأ (مزامير داود النبى) تجده يتساءل عن سر نجاح الأشرار فى الحياة ويقول: لماذا تنجح يا رب طرق الأشرار؟ وعندما يتعرض إلى مشكلة يصرخ قائلا: إلى متى تنسانى يا رب. وغيرها.. أما فى الأدب فهناك العديد من الروايات والقصص التى طرحت مثل تلك الأسئلة فيتساءل (يوسف السباعى) عن الموت وسره فى روايته (السقا مات) وعن غياب العدل فى روايته (نائب عزرائيل) وعن معنى الحياة الحقيقية وهناك روايات نجيب محفوظ (الطريق) و(الشحاذ) و(دنيا الله).
∎ هل كتبت مؤخرا قصصاً جديدة ؟
- نعم انتهيت من رواية بعنوان (المرتد) ولكنى أؤجل نشرها حتى تنتهى الأزمة.