طالبت المؤسسات الصحفية القومية مجلس الوزراء بسرعة التدخل لإنقاذها من الإخوان، فى الوقت الذى تحرك فيه عدد من المؤسسات للبدء فى إجراءات التقاضى ضد وزارة التربية والتعليم المتسببة فى الأزمة. بدأت القصة بعدما تقدمت 98 مطبعة - من بينها مطابع تابعة للمؤسسات الصحفية القومية - إلى المناقصة العامة التى أقرتها وزارة التربية والتعليم لطبع الكتب، وهى أحد المصادر المهمة لتشغيل المؤسسات، حيث إنها تعتمد فى إيراداتها على نسبة 70٪ فى طبع كتب الوزارة للعام .2015 - 2014 وكانت 70 مطبعة تقدمت بأسعار تتناسب مع الزيادة المستمرة فى أسعار الخامات والأجور، وكانت كراسة الشروط التى فرضتها وزارة التربية والتعليم أكدت فى أحد بنودها على الالتزام بأقل الأسعار المقدمة حتى لو كانت غير مناسبة لإمكانياتها وضار بمصالحها، وهو ما انطبق على مطبعتين فقط، مما يعنى القبول بما تقدمت به، والإضرار بالمطابع التابعة للمؤسسات الصحفية القومية، وهو ما سيؤدى إلى خلق حالة من عدم الاستقرار للمؤسسات، قد تصل إلى الإفلاس وتشريد العاملين بها!
المؤسسات الصحفية القومية هكذا تواجه مأزقاً حاداً، فهى لا تستطيع الاعتذار عن قبول السعر، كما أنها فى حاجة إلى القبول به لأن الامتناع عن طبع كتب الوزارة لهذا العام، سيؤدى إلى الخسارة والاستبعاد من مناقصات الوزارة القادمة!
البيان المقدم إلى مجلس الوزراء من المؤسسات تضمن: «على الرغم من الارتفاع الهائل فى أسعار الخامات الضرورية اللازمة للطباعة، وكذلك ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار للماكينات، فضلاً عن الزيادة الحتمية فى أجور العاملين، وتحمل المؤسسات للعلاوات الدورية، ومراعاة الظروف العامة التى يمر بها الاقتصاد المصرى والموازنة العامة للدولة، فقد حرصت المؤسسات على المشاركة بنفس أسعار العام الماضى، على الرغم من التغييرات العالمية فى سعر الدولار، إلا أننا فوجئنا بأن المطابع الخاصة والمطابع الأميرية تقدمت بأسعار ضئيلة للغاية لا تتناسب مع الزيادة الحتمية فى أسعار الخامات والأجور والدولار، ولهذا نطالبكم بسرعة التدخل لإنقاذنا، وخاصةً أننا مؤسسات مملوكة للدولة بحكم القانون، للخروج من مأزقها فى الوقت الحالى».
فى الوقت الذى اعترف فيه «د. محمود أبو النصر» وزير التربية والتعليم بأن جماعة الإخوان متمركزة فى موقع طباعة الكتب - بعدما تم استبعادهم من موقع وضع المناهج الدراسية - مما سيؤدى إلى المزيد من محاولات إفشال الوزارة على حد قوله، خاصة بعدما لوحظ أن المطابع الإخوانية هى التى فازت بمناقصة الكتب المدرسية، مما يضر مؤسسات الصحف القومية ويضعها فى موقف حرج.