اشتعل الصراع بين كيانات اتحادات المصريين بالسعودية فى الآونة الأخيرة خصوصا بعد أحداث 25 يناير بشكل لافت، الأمر الذى بات يهدد استقرار الجالية المصرية التى طالما أشادت بها السلطات السعودية فى كل المناسبات. الواقع يقول إن أصحاب دكاكين هذه الكيانات الورقية الهشة التى يبحث مؤسسوها من وراء رفعهم شعارات خدمة الجالية عن مصالح فى أغلبها خاصة، يتطلعون إلى القفز على عضوية برلمانية مرتقبة لتمثيل مصرفى الخارج فى مجلس الشعب المقبل، أو التربح من أراض وغنائم تخصصها الدولة للمصريين فى الخارج، أو تصدر للمشهد فى صور تجمعهم مع المسئولين، الأمر فيما يبدو لا يعدو أكثر من شو إعلامى، أو بحث عن شهرة لاتتسق مع شخوص تفتقد للكاريزما، أو القدرة الحقيقية للتصدى للعمل العام ومجابهة تحدياته.
لقد أطلقت هذه الاتحادات الكرتونية طوال السنوات الثلاث الماضية عبر وسائل الإعلام مشروعات ضخمة يتجاوز حجمها المليارات لم نلحظ لها وجودا ملموسا على أرض الواقع، بالرغم من أنها احتلت حيزا إعلاميا كبيرا شغلت به الرأى العام المصرى فى الخارج والداخل طوال الفترة الماضية، فلم نشاهد تدشينا لمصنع، أو افتتاحا لمتجر، أو غرسا لفسيلة قمح فى الصحراء أو الوادى، إنها اتحادات لا تعدو أكثر من لافتات يبحث أصحابها عن موطئ لقدم فى ظل حالة السيولة والفيضان التى تضرب أطناب الشارع المصرى، شأن هذه الاتحادات وإن اختلفت المهام هو صندوق رعاية المصريين الذى يحوى عناصر الإخوان الذين يتأهبون للانقضاض على ثورة 30 يونيو، بعدما ساهموا فى تزوير جارف لإرادة المصريين فى الانتخابات الرئاسية عام 2102م، وشوهوا صورة أبناء الجالية المصرية الذين يؤمنون بالدولة الوطنية.
البعض للأسف امتهن الاتجار بآلام وآمال المصريين فى بلاد الغربة، استمر الانقضاض على واقع مترهل فى الداخل، واقع يحاول لملمة أطرافه لتعود مصر إلى سابق عهدها دولة قوية كما كانت تلفظ دعاة الانتهازية والمصالح الضيقة ولو على أكتاف الغلابة، هم والإخوان سواء بسواء يتاجرون بأقوات ودماء ومعاناة المصريين، لم يدركوا أن مصر بعد 30 يونيو قذفت بحجر واحد كلا من تجار الدين والدم ومحترفى التسلق والانتهازية، على الدولة بعد أن تنتفض من كبوتها أن تقطع الحبل السرى والصرى الذى يغذى ضروع البعض بالخيانة والنذالة، على الدولة بعد أن تستتب أركانها أن تنهى مهازل الكيانات الهشة التى نصبت نفسها للتحدث نيابة عن المصريين فى الخارج.
السفير عفيفى عبدالوهاب سفير مصر لدى السعودية والذى يبحر بحكمته بأبناء الجالية المصرية فى السعودية (التى يتجاوز عددها كل دول الخليج باستثناء المملكة) وسط أمواج عاتية قال ل«روزاليوسف» أن السفارة والقنصلية ليست طرفا فى هذه الخلافات، وأنها تلتزم بالتعليمات الواردة من وزارة الخارجية المصرية التى جاءت فى خطاب مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية بتقديم الدعم والمساندة للاتحاد العام للمصريين فى الخارج فرع السعودية، مشددا على أن السفارة وقنصليتيها فى الرياضوجدة لاتلتفت إلى أية كيانات غير قانونية لم تستطع توفيق أوضاعها طبقا للشروط المنظمة لذلك، رغم تقديم السفارة للمشورة والدعم القانونى واللوجيستى حتى يتمكن الجميع من العمل فى إطار قانونى،و أن أبواب العمل التطوعى والخيرى مشروعة أمام الجميع من أبناء الجالية وعلى كل من يجد فى نفسه الكفاءة فليبادر، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.