«فهلوي».. كلمة مأخوذة من اللغة الفارسية القديمة تستعمل للدلالة على الخبرة والمعرفة، أما فى مصر الفهلوى فهو الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، فهم الذين تتناقض تصريحاتهم وشهاداتهم مروراً بالحكواتى الذي فضح ما حدث داخل القصر الرئاسي فى 52 يناير ومنهم صاحب نظريات «ولع النور»، و«طرطرة فوق النيل»، وصاحب نظرية تزغيط البط وقائد حديث المصاطب، وصاحب تسريبات النشطاء، إلى الذى اتهم مبارك ثم برأه وإلى الممسكين بالعصا من المنتصف وإلى صاحب التهديد الأشهر هسجنك يا فاهيتا. ∎ «محمد الجوادى» و«الجزيرة»
لا تجده سوى فى قناة «الجزيرة»- القناة الفهلوية على الطريقة القطرية هذه المرة! - وكأنه معتكف بها!.. واضعاً قدماً على قدم، ماداً شفتيه، وبنظرة فيها نوع من التعالى، يستمع لآراء الآخرين، دون أن يعيرها أى اهتمام فى الحقيقة!.. ثم يفاجئنا بعدها برده الألمعى من نوعية: «الإخوان يخطفون العقل والعسكر يغيبونه»!.. وبمجرد البحث فى الشبكة العنكبوتية عن تصريحاته، تجد أنك وسط منجم «إيفيهات» لا تعرف كيف لم يلجأ إليه فنانو الكوميديا حتى الآن!.. وخاصةً أن «التصريحات- الإيفيهات» من الممكن أن تترك فى المطلق كما هى، حتى بدون أن توضع فى إطار عمل فنى، لأنها ستثير «الضحكات المجلجلة» دون مجهود يذكر، فعينة من تصريحاته ك: «مرسى أكثر الرؤساء دهاءً، عودة مرسى ممكنة!
سيناريو هوجو شافيز هو الأقرب فى مصر» وغيرها!.. تجعلك تعتقد بأن مطلقها قد ضل طريقه، فبدلاً من أن يكون أحد رواد كتابة الأعمال الكوميدية فى مصر، أصبح مؤرخاً بل وكاتباً سياسياً أيضاً، وقبلها طبيباً!
∎ «أحمد سبايدر» و«فاهيتا»:
«أنا هسجنك يا فاهيتا والله لأسجنك»! .. هو التصريح الذى لم يفت 2013 أن تذكره وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة .. ليس للتاريخ فقط.. لكن وللمضحكين الجدد أيضاً! .. فهو الخبير فى فك شفرات اللغة الإعلانية- إن جاز أن نسميها كذلك- بجانب خبرته بالطبع «فى شئون الماسونية»، التى أنكرها على نفسه فى مواجهته الشهيرة مع الدمية «فاهيتا»!.. الكثيرون يرونه «غاوى شهرة».
∎ سامح «أبو عرايس» و«عمرو مصطفى»
يصف نفسه على ال Facebook :«أنا واحد كبير بكثير، والحمد لله واحد معروف جداً فى البورصة، وحاصل على شهادات دولية، وبطلع فى الفضائيات من زمان، يعنى مش عيل بادور على شهرة» .. كان قد سبق «أحمد سبايدر» - كما قال- فى تحليلاته الألمعية فى فك شفرات إعلان «أبلة فاهيتا» الشهير، وادعى بعدها أن «سبايدر» سرقها منه!.. الحديث يطول عن تحليلاته الألمعية فى تفسير الإعلانات لا تسمح مساحتنا القليلة لفردها بل وللحديث عنها.. لا يختلف عنه فى هذا «عمرو مصطفى»، صاحب نظرية «الفوتوشوب» الشهيرة، الذى يسير منذ فترة على ذات الدرب، إلا أن متابعى صفحته من الفريقين- المؤيد والمعارض- وعادةً يترك المعارضين حتى «يتسلى شوية»- كما قال! - وهو يصر على الحديث وإقحام نفسه فى «السياسة»، أشبه فى ذلك ب«خالد يوسف»، لكن على «مطرب وملحن»، على مواقع التواصل الإجتماعى، على عكس «خالد يوسف» فى الفضائيات!.. فلنكتفى ب«لا تعليق»!
∎ «إبراهيم عيسى» والشهادة:
شهادته الأخيرة حول «قتل المتظاهرين» وأنه يشك فى أن «مبارك» أمر بهذا وضعته فى القائمة، خاصةً وأنه كان معروفاً بمعارضته الشديدة ل«مبارك»، لدرجة أوصلته إلى السجن فى عهد مبارك!.. الجدل الدائر حوله الآن، بين كونه قدم شهادة للتاريخ وللضمير فى «مبارك» كرئيس سابق، وبين كونه أحد أشهر المهاجمين له بل ولكل من ينتمى للمؤسسة العسكرية، ويكفى مانشيت جريدة «التحرير»- التى كان يرأس تحريرها- وقت أحداث مجلس الشعب الشهيرة وحادث تعرية الفتاة بأن «العسكر كاذبون»!.. هو الآن أصبح فى معسكر خاص به، فالإخوان يريدون ذبحه من جهة، والثوار يريدون ذبحه من جهة أخرى، والشعب منقسم حوله، وهو وضع فريد للغاية إذا تأملنا فيه!.. «نحن فى زمن اليويو»، هذا ما وصفه به الكاتب «بلال فضل» على موقع Twitterبعد شهادته عن «مبارك».. بالتأكيد «بلال فضل» نفسه ليس بعيداً عن الوصف ذاته!.. لكن سواء لم تستطع الاقتناع ب«فهلوية إبراهيم عيسى»، فيكفى أن تعرف بأنه يعلم «من أين تؤكل الكتف».
∎ «عبد الرحمن يوسف» و«مصطفى النجار» و«أسماء محفوظ» و«وائل غنيم» وباقى النشطاء: الأول مكالمته الشهيرة مع السياسى والناشط الحقوقى وعضو مجلس الشعب السابق د.«مصطفى النجار»، لم تضعه فى القائمة، بل ما وضعه هى تناقضاته الفريدة من نوعها، فهو ابن لمن يلقبونه بالشيخ «يوسف القرضاوى»، المهاجم لمصر والمدافع عن الإخوان، وهو ذاته الإعلامى الشهير الذى يدافع عن مصر ضد كل من يحرض عليها، وهو ذاته الذى يوجه رسالة «ود» لداعمى «السيسى»، وهو ذاته صاحب تصريح : «أفيقوا، فلن يغفروا لكم لكرهكم الإخوان»! .. هو ابن «الشيخ»، وهو نفسه صاحب العلاقات النسائية المشبوهة- كما تردد - يتفوق فى هذا كله «مصطفى النجار»، الذى أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه «حامى حمى الأسرار ومالك مفاتيح خزائنها»، والمدهش أنه أكثر من سربت مكالماته، بل الأكثر انطلاقاً فى الحديث عن معلومات سرية فى هذه المكالمات، تصريحاته من عينة «هانجيب البرادعى رئيس وربنا يسامحنا، مصر بتتفشخ يا وائل، سرقنا ملفاتك يا كبير»، تجعلنا نتذكر صورته الشهيرة فى مجلس الشعب لأول مرة وتعليق الإعلامى «محمود سعد» عليها ب: «جه اليوم اللى نشوف فيه الشباب بيواجهوا الكبار فى المجلس»، ولنتذكر أن هذا الشاب- أى «مصطفى النجار»- قال بعد التشهير بمكالماته: «لقد اغتالونى معنوياً»! .. وإذا ذكرنا «وائل غنيم»، سنتذكر ترحيبه بالابتعاد عن السياسة والتشكيك فى أن «أمريكا» لا تسعى للمؤامرة علينا وأننا فقط نخدع أنفسنا، ولنتذكر صورته الأولى وهو يبكى أمام «منى الشاذلى» على أرواح الشهداء!.. وإذا ذكرنا «أسماء محفوظ»، فلنتذكر «سوكة / ملفات أمن الدولة/ مفيش حد نظيف فى البلد دى»، ولنتذكر صورتها مع خطيبها «محمد سوكة» و«الشعبطة» لل BMWوجائزة «سخاروف»، وفى الوقت ذاته تدافع عن الفقراء والمعدمين والمهمشين فى وسائل الإعلام! .. «محمد عادل».. «أحمد ماهر».. «وائل عباس».. والقائمة تطول وتحلى!
∎ عمرو حمزاوى» و«خالد على»
يحاول «خالد على» أن يتصدر المشهد مجدداً، بعدما نادى هو وأنصاره فى حفل تأبين الشاعر الراحل «أحمد فؤاد نجم» الأخير فى الأوبرا ب«يسقط حكم العسكر»، متناسياً أن «نجم» ذاته كان محباً لل«عسكر» فى شخص الزعيم الراحل «جمال عبد الناصر»!.. هذا ليس غريباً على من وصف ثورة 30 يونيو بأنها نصف ثورة ونصف انقلاب، وكان الوحيد الذى دافع عن حق «حازم أبوإسماعيل» فى الترشح للرئاسة، رافضاً الاعتراف بجنسية والدته الأمريكية فى وسائل الإعلام! .. ظهوره الإعلامى الصادم، ليس مختلفاً مع شقيقه فى الآراء «عمرو حمزاوى»، والذى ظهر فى الإعلام ليصف 30 يونيو بأنه «انقلاب ناعم» وتصريحات أخرى متتالية، مما دفع الكاتب والإعلامى «د. منتصر الزيات» للرد عليه فى مقال شهير، وأصبح لقبه «مستر حمزاوى»!
∎ «مصطفى بكرى» و«عادل حمودة»
يجتمع الاثنان فى لقب «المحكواتى»، فالأول- أى «بكرى»- لقبه الأشهر «بكرى مان»، بعدما فضح فى الإعلام ما حدث داخل القصر الرئاسى فى 25 يناير، وبعدها تحالف مع الإخوان، لينقلب عليهم إعلامياً بالحديث بفخر عن الجيش .. أما الثانى - أى «حمودة»- فلقبه الأشهر «صاحب النظرية»، فهو صاحب عدة نظريات ك«ولع النور/ طرطرة فوق النيل.. إلخ»! .. يتصادف أن الاثنين «كتاب رأى، بل رؤساء تحرير، بل مقدمو برامج»، إلا أنه لا أحد ينكر مدى شبق الجمهور فى معرفة المعلومات منهما، سواء أكان ذلك حقيقياً أم لا، ف«حكاوى قبل النوم» لابد أن يكون لها مكان فى قنواتنا.
يجتمع الأربعة فى لقب «الإعلامى الأمنجى»، فالأول- أى «عكاشة» - انتقلت شهرته من الحديث عن «تزغيط البط» إلى تقديم معلومات يجمع الكثيرون على أن نسبة صحتها 90٪، رغم طريقته الكوميدية، فى تقديمها، وهو يرى نفسه قائد ثورة 30 يونيو منقذ مصر وأنتج لنفسه فيلماً بعنوان «الرجلان» يتحدث عنه وعن الفريق السيسي، وأنه لولاه ما سقط الإخوان ويتحدث فيه عن أن أمريكا لا ترغب فى أن يكون عكاشة رئيسًا أو نائبًا للرئيس، وهو قائد «حديث المصاطب» أيضاً! .. وهو السبَّاق فى اكتشافه لمواهب يندر أن تجدها فى قناة أخرى، و«حياة الدرديرى» أكبر دليل!.. سبقه فى هذا المشوار، «مرتضى منصور» وعبارته الشهيرة «سيديهاتك معايا»، إلا أن ظهور «مرتضى منصور» كمقدم برامج على قناة «الفراعين» كلفه الكثير، فرغم اتجاهه للحديث بنفس طريقة «عكاشة» تقريباً، إلا أنه كان يكيل بالحديث بطريقة فاقت «عكاشة» ذاته، فى موضوعات شتى ك«فضائح أمير قطر الجنسية، محمد أبو تريكة ومرسى،نبيل نعيم الحارس السابق لبن لادن»، مما جعل من الصعب ألا يتقدم أحد ببلاغ لغلق برنامجه! .. يعتبر «عبد الرحيم على» بصندوقه الأسود و«أحمد موسى» هما النسخ المعدلة من «عكاشة» و«منصور»، ففى حين تحول «على» من ضيف للبرامج لكشف الوثائق، إلى مذيع شهير بتسريب مكالمات النشطاء، بل وصل الأمر لمطالبته بتفويض من الشعب لفضح النشطاء، وهو ما ينافسه فيه بعض الشىء «أحمد موسى»، فلا أحد ينسى حلقته الشهيرة مع «مرتضى منصور»، اللذين تحدثا فيها عن الألقاب النسائية للإخوان فى السجن!
∎ «محمود سعد» و«منى الشاذلى»
يشترك الاثنان فى محاولة «مسك العصا من المنتصف»، بل يشتركان أيضاً فى ضحالة معلوماتهما فى الشأن المصرى والخارجى، لدرجة أنك تشعر بأنه لولا الإعداد، فكيف يخرج الاثنان ليتحدثا للمشاهد؟!.. «السقوط» هو العنوان الأمثل للحالتين الإعلاميتين.
∎ «عمرو أديب» و«لميس الحديدى» و«خيرى رمضان»
يشترك الثلاثة بطريقتهم اللاذعة فى الحديث، فالزوجان «أديب» و«الحديدى» على طريقة الفيلم الأمريكى الشهير Mr. & Mrs. Smith، فالزوج «أديب» يفتح النار فى كلماته ك«هنزل التحرير ملط، يعنى إيه أديك فى السقف؟! هيدى له إيه ؟ وفين ؟ .. إلخ»! .. والزوجة «الحديدى» تفتح النار هى الأخرى على طريقة «مابتهددش، يا روح ما بعدك روح .. إلخ».. النظر إلى حالة الزوجين العصبية فى حديثهما، يختلف معهما فى- الأسلوب لا الطريقة - «خيرى رمضان» بحديثه الملىء بالشجن والحب و«طبطبة الإيد على الإيد»! .. والأكثر «حنية» هو «عماد أديب»، بطريقته الهادئة أكثر من اللازم، وإن كان بعد 30 يونيو بدأ مرحلة الاختلاف بعض الشىء، فى الانتقال من حالة الزوجين «أديب والحديدى» إلى حالة «خيرى رمضان»، ثم الرجوع لحالته الأصلية!.
القائمة تطول ب«رولا خرسا» التى جاءت تصريحاتها المتناقضة عن 25 يناير قبل وبعد 30 يونيو ليتم وصفها ب«الإعلامية الفوتوشوب»، كذلك «ريم ماجد» التى لا تعرف إن كان دورها الإعلامى هو أنها تظهر كمناضلة سياسية أم كمحللة أم ماذا؟! .. كذلك «باسم يوسف»، الذى كانت «أراجوزيته»- كما يراها البعض- طريقة أخرى لل«فهلوة»، وأما «أحمد المسلمانى» وشبيهه «يسرى فودة» لم يسلما من الوصف نفسه، فآخرها حديث «المسلمانى» عن ترشيح «أحمد زويل» كرئيس- الذى نفاه بعدها!- ثم حديث «فودة» الأقرب لحالة «اللا طعم واللا لون واللا رائحة»! .. لهذا مهما تعددت الطرق، تبقى «الفهلوة الإعلامية المصرية» واحدة!.