الفنانون هم أكثر وعيا وعمقا فى فهم قضايا وأوجاع المجتمع والأكثر حرصاً على كبريائه، فهم عندما يقدمون إبداعاتهم على الشاشة ولا ينفصلون عن الواقع والأحداث.. من هنا خرج لقاء لجنة الحوار المجتمعى فى جلسة الاستماع مع عدد من النجوم وممثلى النقابات الفنية داخل مطبخ لجنة الخمسين لوضع الدستور للتعرف على مقترحاتهم بشأن التعديل الدستورى. لجنة الحوار التى أدارها سامح عاشور نقيب المحامين جمعت عددا كبيرا من نجوم الفن والإبداع من كل الأجيال فى مقدمتهم ليلى علوى وإلهام شاهين وهانى سلامة ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوى وأحمد بدير، إلى جانب الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن وسميرة عبدالعزيز وسهير المرشدى والمخرج محمد فاضل وفردوس عبدالحميد وعزت العلايلى والشاعر جمال بخيت والموسيقار هانى مهنى إلى جانب نجوم أوبريت «تسلم الأيادى» مصطفى كامل وهشام عباس وإيهاب توفيق ومعهم مدحت صالح.
اللقاء يأتى ضمن سلسلة جلسات داخل لجنة الخمسين للوقوف على مطالب ومقترحات أطياف المجتمع من أجل خروج دستور يليق بالثورة المصرية وتجاوز مطبات الدساتير المسلوقة التى لاقت اعتراض الغالبية من أبناء مصر كان آخرها دستور «الغريانى» ود. مرسى المعزول ومواد ونصوصه المريبة والموضوعة على ذوق ومزاج جماعة الإخوان المسلمين.
المؤسف أن هذه الجلسة كانت مادة للسخرية فى المنتديات والمواقع المتأسلمة على مدار الأسبوع الماضى.. خصوصا على مقترحات كبار النجوم أمثال ليلى علوى وإلهام شاهين وأحمد بدير ومدحت صالح رغم ما قدموه من أفكار وآراء ومقترحات جديرة بالاهتمام والرعاية.
إلهام شاهين طالبت بأن تلتزم الدولة بالمحافظة على التراث الثقافى والحضارى والوطنى والعمل على نشر الخدمات الثقافية وضرورة أن تدعم الدولة الإنتاج الفنى والثقافى لتقديم أعمال ذات قيمة وأن تلتزم وزارة الثقافة بتقديم إمكانياتها من آثار وقصور للتصوير فيها، وبالتالى فإن المردود سيكون رائعا لخدمة الثقافة والسياحة معا باعتبار أن لمصر حضارة فنية عريقة.
إلهام قدمت هذه المقترحات لدعم المادة 49 الخاصة بالتزام الدولة بالتراث الثقافى والحضارى من أجل نهوض صناعة السينما وتأدية دورها المأمول.. أما ليلى علوى فقد شددت على مدنية الدولة وعلى حدودها الطبيعية، وتحدثت عن مشكلة التعليم وقالت إنها وراء كل أزمات المجتمع المصرى، وأشارت تحديداً إلى منهج الصف السادس الذى تطرق إلى «الجماعة» - الإخوان المسلمين- وإهمال «الوطن» وطالبت بمراجعة المواد المغلوطة وتصحيح التاريخ وتسهيل مناهج التعليم والمطالبة بحقوق الفنانين والمبدعين وتحديد معنى الخائن للوطن وإصدار تشريع رادع له.
حدود مصر والحفاظ على وضعها الجغرافى كانت محور الكلمات التى أطلقها أحمد بدير خصوصا حلايب وشلاتين والالتزام بعدم المساس بحدود مصر.
مدحت صالح تحدث عن حقوق الملكية الفكرية والمادة الثانية التى تقول إن «الإسلام دين دولة»، لما يقول إن الإسلام دين الدولة قد لايفهم المواطن العادى هذا المعنى، فالدولة تتضمن العديد من الأركان والمؤسسات.
المتأسلمون اعتبروا أن مدحت صالح يطالب بالتخلص من كون أن الإسلام دين للدولة رغم أنه متخرج فى أحد معاهد شبرا الأزهرية ولم يدركوا المعنى الذى يقصده صالح وأن قضية الديانة تخص المواطنين المقيمين فى الدولة وليس لأشياء أخرى وجمادات لا يمكن أن تخضع للأديان.
نجوم الشعب ومبدعوهم الحقيقيون تحدثوا عن الفن ودوره فى تأصيل قضايا وأوجاع المجتمع، ولم يكتفوا بتوجيه انتباه القائمين على وضع الدستور لقضايا مهمة مثل التعليم والقضاء على الأمية وتعديل مناهج التعليم لتكون فى خدمة أبناء مصر إلى جانب الحفاظ على حدود مصر الطبيعية التى ساوم النظام المعزول للتفريط فيها واستغلال الثقافة والفن المصرى العريق كمرآة للمجتمع والاهتمام بصناعة أهملتها الأنظمة الساقطة.
مشاركة نجوم مصر فى وضع الدستور إشارة صريحة على تصميم القائمين على وضعه بخروج دستور يليق بأبناء هذا الشعب العريق يلقى قبول كل المصريين بجميع طوائفهم للشطب نهائيا على ددستور 2102? المشبوه الذى جاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح نصوصه وبناء دولة مصر المستقبل.