البابا شنودة كان رجل علم ودين مستنير، فكيف يحتفل به البعض فى ذكرى وفاته الأولى بادعاء أنه صانع معجزات؟! رغم أن تعريف المعجزة أمر ثابت فى الكنيسة الأرثوذكسية كما أكد عليه الأنبا «رافائيل» الرجل الثانى بها الآن وسكرتير المجمع المقدس بقوله إن المعجزة هى كل أمر يفوق الطبيعة ويعجز البشر عن إتيانه إلا أن تجار الدين لا يضيعون أى فرصة تجلب المكاسب إلا ويستغلونها حتى لو كانت تحمل إساءة لشخص مهم كالبابا شنودة.. يحاولون أن يوهموا الناس بتكريمهم له.. باختلاق قصص وهمية وحكايات تافهة لا ترقى لمستوى حواديت المصاطب غرضها الأول والأخير هو الربح فقط!
وعلى تعدد المتاجرين بالبابا شنودة منذ رحيله لدرجة أن صدر عنه فى عام واحد 100 كتاب وبلغت الجراءة بالبعض أن يعيد نشر مقالات البابا وأشعاره وأقواله لكى يربحوا من تعلق الأقباط به أما قصة المعجزات الوهمية، فيقودها شاعر حاصل على عدة جوائز عربية قام بإصدار سبعة أجزاء من كتب تحمل عنوان «معجزات البابا شنودة»، أما قراءة هذه المعجزات فيجعل القارئ يشد فى شعره من مستوى غياب الروحانية والعدد الأكبر منها منقول من الإنترنت دون فحص أو مراعاة أبسط الروحانيات المسيحية، أى معجزة تحتاج إلى لجنة كنسية لإثبات صحتها لكن صاحب الكتاب نقل عن الإنترنت مواقف غير موثقة مضمونها أن أحد الفنانين التشكيليين المشهورين كان يستهزئ دائما بحزن الناس الشديد على قداسة البابا شنودة عقب نياحته ويستنكر الضجة الإعلامية التى صاحبت انتقاله وتشييع جثمانه، هذا الرسام - لم يذكر الموقع اسمه - عندما كان يرسم إحدى اللوحات الفنية كانت تختفى وتظهر صورة البابا شنودة وتكرر هذا أكثر من مرة، وفى النهاية أخذ الفنان اللوحة وطلاها باللون الأحمر ووضعها فى الشرفة وفى صباح اليوم التالى فوجئ بصورة البابا شنودة تظهر بوضوح شديد، وقرر بعد ذلك الذهاب لزيارة مزار البابا شنودة بدير الأنبا بيشوي!. أما المعجزة الخارقة فهى ما يذكره الشاعر صفحة 34 كما يلي: الصبية «باكينام شاكر» ذات حسن ملائكى وكل من يراها يقول لها أنت شبه ممثلة عالمية، ويكمل الغزل أما روحها فأجمل، وصلت لسن الثلاثين ولم تتزوج كانت مقتنعة بمقولة تزوجى زواجا صحيحا أو لا تتزوجى مطلقا، إلا أنى حين وجدتها ترفض خطابا على مستوى عال فى مناحٍ متعددة همست لها أود أن أردد على مسامعك تساؤل الشاعر القديم: من ذا الذى تصفو سجاياه كلها؟ فى كل واحد عيب ما ولكن شوفى هل يمكنك احتمال هذا العيب أو التكيف معه أم لا؟! والذى حدث بعد ذلك جاءها عريس شاب لم يصل بعد إلى سن الأربعين ويعيش بولاية نيوجيرسى الأمريكية فوافقت ولكن أمها قلقة ومتوجسة، فقالت الفتاة التى كانت تعشق البابا شنودة ونادرا ما تفوتها محاضرة له وتقتنى معظم كتبه وكثيرا ما صدر عنه من كتب وصور وسيديهات فراحت تتشفع ليضع الأمر أمام الرب ليكون قرارها موفقا حتى لا تندم وقتما لا ينفع الندم وراحت تقول للبابا: أنا عايزة عريس زيك يا سيدنا ثم ذهبت مع أمها لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون باكرا جدا، حيث لم يكن قداس ولا شعب وراحت تصلى للعذراء مريم وتتشفع بالبابا شنودة ثم خرجتا من الكنيسة وتوجهتا مباشرة لزيارة مزار البابا بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وهناك صلتا وتشفعتا وخرجتا من المزار وتوجهتا مباشرة لدير السريان واتصلتا براهب من عائلة أبيها الراحل فجاءها من قلايته وجلس معهما بالمضيفة وطرحتا الأمر عليه فقال لهما: أكيد البابا شنودة هايعمل حاجة تهديكم لقرار سليم وأنا هاصلى وربنا بنعمته هايدبر الأمر للخير، وذهبتا بعد ذلك لدير البراموس وعادتا وخلدتا للنوم فجاء البابا شنودة للصبية فى المنام وقال لها: ما تتجوزيهوش.. وأعطاها صليبا وقال لها مادتهوش لحد! قامت البنت من النوم وأخبرت أمها أنها قررت أن ترفض العريس فظهر الارتياح على وجه أمها.. والذى حدث بعد ذلك مدهش جدا. 1- تقدم لخطبتها هذه الأيام شاب كامل الأوصاف «أذكركم أنها كانت تصلى وتقول إنها تريد عريسا قريب الشبه من البابا» 2- جاءتها إحدى قريباتها فيما بعد وأخبرتها أن عريس أمريكا كان متزوجا وربما ذلك يفسر قول البابا: مادتهوش لحد قبل كده!! وعن المعجزات الوهمية التى لا تتوقف،هناك أيضا معجزة مفادها: خابرتنى هاتفيا إحدى السيدات الفضليات «د. سهام» مصرية تقيم بكندا وسردت بعض الوقائع المعجزية. 1- البابا شنودة رغم متاعب الكلى التى وصل مداها إلى الحد الذى جعل الأطباء الألمان يرفضون إجراء جراحة له خوفا من العواقب كان حريصا على الأصوام والصلوات باستثناء أوقات النظام الغذائى العلاجى الصارم - وكان يترك الأمور بيد الله. -2 السيدة العذراء ظهرت له أكثر من مرة وحدثت معه معجزات شفاء وصار مبرأ من أى علة ولكن الرب أراد أن يريحه من متاعب الجسد بعد أن أكمل رسالته على أكمل وجه وآن لروحه الطاهرة أن تنعم بين أحضان حبيبه المسيح، ويكفى أنه كان يعرف وقت سفره للسماء.. «هل يعرف شفيع القديس بالظن». ومن جملة ما قالته الدكتورة الكريمة: وأجب أقولك كمان أن الأم إيرينى تنبأت للأنبا شنودة بالبابوية حينما كان أسقفا للتعليم وقالت له بالحرف الواحد «هاتكون بطرك» حيث رأت البابا كيرلس فى رؤيا وهو يسلم عصا الرعاية له فى وجود السيدة العذراء وأن حمامة حلقت وحطت على رأسه! ومن السودان معجزة أخرى روتها الشاعرة السودانية «ميرى عزيز أندراوس» من كنيسة الشهيدين بالعمارات - الخرطوم وفيها خابرتنى من القاهرة ذات صباح وقالت لى والدموع تترقرق وتنهمر من عينيها بغزارة أنها تنتظر معجزة بشفاعة الست العدرا والبابا شنودة فهى سيدة أعمال جاءت للقاهرة قادمة من الخرطوم لإنهاء بعض الأعمال ثم تعود مرة أخرى كانت تود أن تحصل على تأكيد لتذكرة العودة، ولكنها لم تتمكن من الحصول على «الأوكيه» حيث قالوا لها بعد أكثر من أسبوعين فراحت تصلى للرب وتتشفع بالسيدة العذراء والبابا شنودة فقلت لها: أكيد ربنا بشفاعة أمنا العذراء والبابا شنودة سيستجيب لهذه الدموع الإيمانية والإنسانية أنا أثق أنك ستكلمينى غدا وتخبرينى أنك حصلت على تأكيد للحجز فى اليوم الذى تريدينه فراحت تهمس باكية: يارب يا عدرا يا أم النور يا بابا شنودة. والذى حدث هو أنه بالفعل فى صباح اليوم التالى خابرتنى بسعادة غامرة وفرح طفولى وأخبرتنى أنها حصلت على «الأوكيه» وستسافر بعد يومين عائدة إلى الخرطوم. ويعلق الكثير من المسيحيين محبى البابا شنودة بمطالبة البابا تواضروس الحارس الوفى على تراث البابا شنودة بضرورة التدخل لإنقاذه من وضعه إلى جانب تلك القصص الفارغة! ومن المعجزات المضروبة التى يسردها الكتاب قصة السيدة نعمة ناجى جورج مترى «من المنصورة ومتزوجة بالقاهرة» قالت لى إنها ابتعدت عن الصلاة وبعد فترة عادت تصلى فجاءها القديس البابا شنودة فى نفس الليلة فى حلم مبتسما ابتسامته الفريدة وراح يلوح لها بيده كأنه يشجعها ويحييها ويطمئنها أنه فى مكان بديع وأنها يمكن أن تصل إليه إذا واظبت على الصلوات والأصوام والأسرار المقدسة وكل وسائط النعمة. نوع آخر من التعلق بالغيبيات يظهر بوضوح فيما يسمى بمعجزات البابا ضد الإخوان المسلمين، حيث لا يخفى على أحد قلق الأقباط من جماعة الإخوان المسلمين والذى يزداد يوما بعد آخر، وخاصة بعد رحيل البابا شنودة الذى كان الأقباط يعتبرونه حائط صد، وهو ما يجعل الإنسان يخرج من الواقع إلى الخيال، لذلك كان من الطبيعى تداول بعض الحكايات التى يعتبرونها معجزات للبابا الراحل فى الانتصار على الإخوان المسلمين. القصة الأولى تحكى أن فتاة كانت ذاهبة لحضور اجتماع البابا شنودة ولكنها لم تكن تعلم مكان الكاتدرائية فسألت سيدة تسير فى الطريق فأخبرتها أنها هى الأخرى ذاهبة لحضور الاجتماع.. ولكنها أخذتها معها شقتها لإحضار شيء.. وذهبت الفتاة معها وكان بالشقة العديد من الرجال وكانوا أصحاب لحى وينتمون للإخوان وأرادت هذه السيدة بذلك أذيتها - فاستنجدت الفتاة بالبابا شنودة وفجأة ظهر البابا أمامها وأخذها واختفوا من الشقة لتجد نفسها واقفة فى الكاتدرائية بجوار قاعة اجتماعات البابا شنودة. القصة الثانية: فتاة كانت تقوم بخدمة أبناء التربية الكنيسية فى منازلهم.. حين أخطأت أحد العناوين وطرقت على باب شقة رجل من الإخوان بالخطأ فما أن علم أنها خادمة مسيحية جذبها من يدها بعنف إلى الداخل وفوجئت أن معه عددا من أصدقائه السنيين أيضا.. فجذبها إلى حجرة النوم بعنف - فأرادت أن تستنجد بأحد القديسين فأخطأت القول وقالت «يا بابا شنودة أنجدنى» فإذا بجرس الباب يدق فذهب الرجل ليفتح الباب ففوجئ بالبابا شنودة الثالث يقف أمامه ووجدت الفتاة نفسها فى الكاتدرائية.. وكان يوم الأربعاء - يوم اجتماع البابا شنودة التى اعتادت تلك الخادمة على المواظبة على حضوره.