لقاء الرئيس بالرياضيين يوم الأحد الماضى كان بمثابة لقاء المصالح، فقد كان يهدف الرئيس مرسى من لقائه بالرياضيين الاستعانة بهم فى محاولة لنبذ العنف من الشارع المصرى، وأن تأخذ الرياضة دورا فى تهدئة الرأى العام وإلهاء الشعب عما يحدث فى الشارع، وكان الرياضيون يهدفون إلى استخلاص موافقته كل فيما يهمه فقط من مصالح، ومن حضر اجتماع الرئيس بالرياضيين فهم ذلك جيدا، خاصة أن كل طرف كان له هدف محدد فكر فيه قبل حضوره هذا اللقاء.. كما أن الرئيس مرسى نفسه كان يهدف لكسب شعبية وتأييد الرياضيين بعد أن خسر الكثير من أرضيته فى الشارع المصرى بعد الأحداث السياسية والدموية الأخيرة. ومثلما فكرت مؤسسة الرئاسة فى هذا الاجتماع وفى كيفية إدارة دفته لصالحها، وكذا وزارة الرياضة أو تحديدا وزير الرياضة الذى لعب دورا كبيرا فى التخطيط لهذا اللقاء وفى كيفية توصيل رسالة نبذ العنف واستعادة الهدوء إلى الملاعب المصرية لينشغل «ويتلهى» الشعب بالرياضة وبالكرة تحديدا كوسيلة مهمة لم يلتفت إليها أحد طوال الفترة الماضية، خاصة أن التاريخ أكد أن الرياضة لعبت دورا كبيرا فى تهدئة الصراعات والخلافات السياسية بين الدول، وقد كانت بداية العودة الطبيعية للعلاقات الأمريكية الصينية بمباراة فى تنس الطاولة بين أبطال البلدين، كما عادت العلاقات المصرية العراقية بزيارة وفد رياضى كبير بمناسبة احتفالات العراق بعيد ميلاد صدام حسين وكان ذلك فى عام ,1983 وشاركت مصر بخمس ألعاب هى الملاكمة والمصارعة والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم، وحضر كبار نقاد مصر ومعلقوها الرياضيون فى مقدمتهم محمد لطيف ونجيب المستكاوى وعبدالمجيد نعمان وناصف سليم ومحمود معروف وماجد نوار والعبد لله وكنت أنا وماجد نوار أصغر ناقدين رياضيين آنذاك وكان الهدف من هذه الزيارة عودة العلاقات الرسمية بين مصر والعراق لإنهاء المقاطعة العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد والتى قادتها العراق وفلسطين.
ولهذا فكرت مؤسسة الرئاسة المصرية بالتنسيق مع وزير الرياضة العامرى فاروق فى أن الحل لعودة الهدوء للشارع المصرى ولانشغال الرأى العام عن السياسة والأحداث السياسية هو سلاح الرياضة وأن يقوم قادة الرياضة والإعلام بهذا الدور، ولكن للأسف أن أحدا أيضا ممن حضروا اللقاء فهم الغرض منه وإلى ما تهدف إليه مؤسسة الرئاسة وانشغل كل منهم بمصلحته والهدف الذى سعى إلى تحقيقه. فلم تكن مفاجأة فى أن يخرج حسن حمدى رئيس النادى الأهلى مطالبا بقانون للرياضة يتفق مع الميثاق الأوليمبى والقوانين الدولية وهى فرصة أخيرة له لكى يستعيد أمله فى خوض انتخابات الرئاسة بالنادى الأهلى بإلغاء بند الثمانى سنوات، ونسى أن هذا البند تم تطبيقه على اللجنة الأوليمبية نفسها والتى جرت انتخاباتها مؤخرا، وكانت بالطبع المطالبة بالقانون الجديد بالتنسيق مع العامرى فاروق وزير الرياضة الذى لجأ إلى المطالبة بتنفيذ مشروع النشاط المدرسى بعد أن استعرض النجاحات التى تحققت والبطولات والميداليات التى فازت مصر بها، وبالتأكيد ليس له يد فيها لأنها جاءت ثمرة عمل غيره، ولكنها نسبت إليه أو نسبها إليه ليدعم موقفه أمام الرئيس مرسى، خاصة أن أى بطولة معروفا لكى تتحقق تحتاج لإعداد يستغرق سنوات. وكما كان يغنى كل من وزير الرياضة ورئيس النادى الأهلى على ليلاه، كان أيضا ممدوح عباس يغنى على ليلاه الذى تحدث عن الديون التى تعانى منها الأندية، خاصة أنه نفض يده عن الزمالك وقرر عدم دعمه بأى مليم، رغم أن أعضاء النادى انتخبوه كى يدعم النادى، ولكنه دفع قدر وصوله لكرسى الرئاسة وأغرق النادى فى ديون يجب محاسبته عليها. فى الوقت الذى كانت كلمات الدكتور كمال درويش رئيس نادى الزمالك الأسبق ورانيا علوانى لمصلحة الرياضة فعلا فقد طالب درويش بحل أزمة الضرائب مع الأندية، وطالبت رانيا علوانى بالاهتمام بالرياضة الجامعية، أما كلمة فاروق جعفر فلم أجد مبررا لها سوى مجاملة غير منطقية ولا تصح أن تصدر فى توقيت الشعب كله يغلى من إدارة البلاد ومن الرئاسة. ولا أعتقد أنه ينبغى إقامة عيد للرياضيين فى هذا التوقيت، خاصة أن البلاد مازالت تعانى من حالة عدم الاستقرار، ومازالت بيوت كثيرة تنعى شهداءها، ومازال الشارع المصرى يغلى ويعانى من الانهيار الاقتصادى، والمؤتمر العام إذا فكر أحد فى تنظيمه فلكى يحقق الهدف المرجو منه يجب توجيه الدعوة لكل من ابتعد عن الرياضة من الخبراء الحقيقيين الذين قدموا للرياضة كل شىء ولم يأخذوا شيئا وهربوا من جحيم انهيارها على أيدى مافيا الانتخابات، وهم الذين صنعوا بالفعل تاريخ الرياضة المصرية فى جميع الألعاب سواء فى الإدارة أو فى التحكيم، أما تنظيم مؤتمر للوجاهة أو سد خانة بدعوة الأحباب والأصدقاء فلا مبرر له إطلاقا.