أكد د.محمد مجاهد الزيات- رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط- أن مصر تواجه ظروفًا صعبة غير مسبوقة بعد تصاعد الأزمة السياسية وزيادة حدة الاستقطاب بصورة لم تشهدها مصر فى تاريخها- فضلاً عن تصاعد الأزمة الاقتصادية، وهذا يؤثر على استعادة مصر دورها الإقليمى فى ظل ارتباك مصر بأطراف عربية بعضها خليجى والآخر دولى.. تمارس ضغوطها لعدم عودة هذه العلاقات إلى مسارها الطبيعى. وأوضح أن الأمن فى الخليج مكون أساسى للأمن القومى المصرى، وبالتالى.. فإن الترابط يتطلب وقفة جادة صادقة لتجاوز الارتباك المرحلى الذى تشهده هذه العلاقات والسعى إلى تصحيحها لتحقيق طموح الطرفين. جاء ذلك فى الندوة التى عقدها المركز حول علاقة مصر بدول الخليج بعد ثورة يناير، وتناولت أبعاد الأمن القومى المصرى والأمن فى الخليج والضغوط الدولية والإيرانية. من جانبه أوضح «عبدالحليم المحجوب»- الخبير بالشئون العربية: أن الثورة المصرية قد أثارت قلقًا بالغًا لدى المجموعة الخليحية والتى أسست علاقاتها مع مصر على معيار الشخوص فى المقام الأول، ورأت فى وجود «مبارك» نوعا من الطمأنينة.. حيث لم تعد مصر فاعلة بأى قدر فى محيطها العربى والإقليمى وتنحصر طموحاتها فى أشكال الدعم المالى من معونات واستثمارات ثم طلب المساندة لعملية التوريث؟! وأضاف: مع قيام ثورات الربيع العربى- زادت- مصادر القلق الخليجى فى إعادة الحسابات من جديد وتبلور القلق فى ظهور «الدولة الإيرانية» بقوة وبمعايير مزدوجة.. ففى مصر تدعى أن ثورة 25 يناير «إسلامية»!! بينما تحمى نظام الأسد فى سوريا- ويوازيها- ظهور تيارات الإسلام السياسى فى تونس وليبيا ومصر وسوريا والتخوف من اتصالهم ببعض خاصة «الإخوان» بنظرائهم فى دول الخليج ويظهر التناقض فى دول عربية بعينها، ونجد أن قطر تدعم الإخوان المسلمين.. بينما السعودية تدعم السلفيين وهذا يؤثر على أزمة سوريا. «المحجوب» أشار إلى تقلص دور مصر تجاه تحقيق الأمن فى الخليج الذى يعد من محاور الأمن القومى المصرى، ولإعادته نحتاج إلى إطار مؤسسى للعلاقات مع مجلس التعاون الخليجى ومع كل دولة على حدة فى صورة لجان مشتركة تجتمع دوريا لدراسة المشكلات والالتزامات المتبادلة. وحول العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول الخليج.. يؤكد د.طه عبدالعليم - مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- أن الوضع الاقتصادى المصرى المأزوم بعد الثورة بسبب تراجعها وعدم الاستقرار السياسى زاد من تدهور المؤشرات فى تراجع معدل النمو وعجز الموازنة وزيادة عبء الواردات والسعى إلى القروض والمعونات!! تناول محمد عباس ناجى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الضغوط الإيرانية على العلاقات المصرية الخليجية قائلاً: اقترحت إيران مؤخرًا أن تستضيف القاهرة المباحثات النووية القادمة بين إيران ومجموعه (5+1) بشأن الملف النووى الإيرانى.