التحالفات الثورية تهدد بثورة جديدة لو استمر الإخوان فى القمع وتقليد نظام مبارك! وكأنه يعود للساحة من جديد ليقود معسكرا، فيه الآن جزء كبير من المصريين، بعد صدمتهم فى انسحابه المفاجئ من الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتركها لمن ركبوا الثورة.. إنه «البرادعى» رجل الساعة فى المشهد المصرى، وفى الثورة المستمرة ضد العنجهية الإخوانية، فأثبت «البرادعى» أن السطوة الشعبية الكاذبة للإخوان مجرد ماض واستيقظ المصريون منه، ويرسمون الآن لخريطة سياسية شعبية جديدة أبطالها ثوار يريدون بناء مصر بكل المصريين وليست لفصيل وحيد فقط، بقوة حزبه والتحالفات الثورية والوطنية!
«البرادعى» حذر- على اختلافه مع النائب العام- من المساس به حتى لا تتحول مصر إلى «دولة ميليشيات»، وأكد أيضا فى مواقفه الثورية الأخيرة أن تركز السلطة فى يد مرسى وجماعته واستباحة القضاء إجهاض حقيقى للثورة، وإصرار على إبقاء حقه فى المرحلة الانتقالية.. وتساءل عمن طمس الأدلة وغياب العدالة وطالب بالتوقف عن خداع المصريين والالتفاف حول الثورة!
وبوصفه قوة جديدة فى المشهد المصرى تصل بنا إلى ثورة جديدة لو استمرت عنجهية الإخوان، أصر حزب «الدستور» على استمرار الثورة بتحالفاته مع أكثر من 70 قوة وحزبا وحركة ضد الإخوان والإسلاميين، ويقول د.عماد أبو غازى الأمين العام للحزب إن المشهد السياسى يعانى من عدة أشياء فى غاية الخطورة.. وهى لجنة تأسيسية معيبة الوضع، فضلا عن الأسلوب الذى تتبعه جماعة الإخوان المسلمين، وهو الأسلوب الذى يعيد إنتاج نظام مشابه لنظام مبارك البائد، ثم فكرة إهدار استقلالية منظومة القضاء بقرار الرئيس مرسى إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، مشيرًا إلى أن حزب الدستور أعلن رفضه التعامل مع الجمعية التأسيسية للدستور، لأنها فاقدة للشرعية، وهى جمعية غير مؤهلة لوضع دستور لدولة كبيرة مثل مصر، مشيرًا إلى أن رفض التعامل مع هذه الجمعية غير الشرعية ليس بسبب أعضائها.. ولكن لأنها لا تمثل كل أطياف المجتمع، وهذا هو أكبر عيوب هذه الجمعية التأسيسية والتى سبقتها أيضا.
ووصف أبو غازى الأسلوب الذى تستخدمه الجماعة فى ميدان التحرير، وفى التعامل مع الوضع السياسى الراهن وحالة الاحتقان فى الشارع المصرى بما كان يقوم به مبارك وأعوانه فى مواجهة الأمور والقضايا السياسية المهمة، مؤكدًا أن ما حدث فى ميدان التحرير فى جمعة الحساب من ضرب المتظاهرين والاعتداء على المنصة أمر غير مقبول.
عماد عاطف عضو لجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور صرح أن حزبه يرفض تمامًا كل ما يخص اللجنة التأسيسية، وهذا ما توقعنا حدوثه من لجنة مثل هذه.. وهذا ما أكده مرارًا د.محمد البرادعى، وسندعو إلى حملات ضغط ورفض شعبى لتوعية الجماهير وننتظر الحكم فى قضية التأسيسية الثلاثاء المقبل.
ويعتبر عاطف ما حدث من اشتباكات بين الإخوان والمتظاهرين مجرد إعلان رسمى عما فى باطن الإخوان.. ويكمل «الإخوان يتحدثون عن الديمقراطية ولا يقبلونها.. ويعطون لأنفسهم حق الاحتجاج على تصرفات الغير ويرفضون الاحتجاجات والتظاهرات ضد مرسى لأنه من جماعتهم.. ومن المؤكد أنهم لن يستطيعوا أبدا منعنا من التظاهر والتعبير عن آرائنا»، حتى لو وصل التصعيد إلى ثورة جديدة فعلى حد قوله: «كل الأسباب التى قامت بسببها الثورة تحدث الآن».
بينما يرى د.أحمد البرعى- نائب رئيس حزب الدستور- أن اللجنة التأسيسية طائفية تقوم على أساس دينى، كما أنها لا تحتوى على عناصر تتمتع بالكفاءة.
وأوضح أننا نسعى أيضا إلى تغيير قانون الانتخابات، لتحقيق أهداف الثورة، مشيرًا إلى أن أحداث التحرير مؤسفة بكل المقاييس، وهذا أمر مخيف لأنه اعتداء على الحريات، فالسياسة هى احترام متبادل لمن يخالفك الرأى.
ولم تختلف قناعات التيار الشعبى الذى يقوده حمدين صباحى عما ذكره رموز حزب الدستور، فحسام مؤنس العضو بالتيار، أكد أن المشهد السياسى يعبر عن مخاطر حقيقية تهدد مصر، خاصة أن هناك طرفا يحاول فرض هيمنته على البلاد، ويبدو أنه لم يستوعب درس الثورة، مشيرا إلى أن اللجنة التأسيسية للدستور خير مثال على هذه الهيمنة.
واعتبر حسام أن ما حدث فى جمعة الحساب سابقة خطيرة تعد مهزلة بمعنى الكلمة تشبه أحداث ما قبل ثورة يناير من اعتداء على المتظاهرين، مشيرا إلى أنه من الواضح أن الإخوان قررت تخريب هذا اليوم وهو قرار غير صائب والدليل التصريحات التى خرجت عنهم بعد هذا اليوم.
ولفت حسام إلى أن جمعة «مصر مش عزبة.. مصر لكل المصريين» جاءت للرد على ما حدث فى جمعة الحساب وما انتاب هذه الجمعة من محاولات تشويش وأحداث عنف ضد المتظاهرين.
عزازى على عزازى عضو مجلس أمناء التيار الشعبى قال: إن مصر مازالت فى مرحلة امتداد الفترة الانتقالية والدولة لم تعد إلى وضعها الطبيعى حتى الآن، فهى لاتزال غائبة لأننا فى حالة انحدار واحتكار للسلطات دون أى فصل وهناك رغبة للهيمنة من قبل طرف واحد وهى أمور لاينبغى أن تكون موجودة فى ظل وضع منهار اقتصاديا ومفكك اجتماعيا وسياسيا، مشيرا إلى أن النظام الحالى يعانى حالة عدم مواجهة المشكلات مهما كان حجمها، بل هو من يصنع المشكلات التى يعانى منها الشعب المصرى.
وأكد عزازى أنه رافض لأى شىء سيخرج عن اللجنة التأسيسية للدستور لأنها لم تعبر عن التنوع المصرى وخيارات وانحيازات الدولة المصرية وإنما تعبر عن انحيازات فريق بعينه.
وأضاف أن جمعة مصر لكل المصريين تأتى للرد على ما حدث فى جمعة الحساب لأننا مازلنا فى حالة جمعة الحساب لأن ما حدث فيها هو جريمة منظمة مارستها السلطة التى بدأت عهدها بالمنع والقهر والإقصاء واستخدمت القوة البدنية والعنف فى مواجهة المعارضين وهو مشهد يعبر عن فترة اختتام حكم وليس افتتاح مرحلة جديدة.
ورأى عزازى أن قرار إقالة النائب العام يعبر عن حالة الارتباك فى آلية اتخاذ القرار بالإضافة للتخطيط الساذج للإطاحة بالقيادات فضلا عن الإخراج الخائب لسيناريو الإطاحة، مشيرا إلى أن مبرر المخطئين فى هذا القرار هو أن هذا القرار صدر بناء على الضغط الشعبى متسائلا: ألم يضغط الشعب لتوفير السلع وخفض الأسعار وحل مشكلة البطالة ورفع الأجور؟ هل تم حل كل مشاكل المجتمع وبدأ الشعب يبحث عن وجود النائب العام ودوره؟
وحول مستقبل البلاد قال: إننا لم نبدأ رحلة الصعود بعد وهى الرحلة التى لن تبدأ مع الإخوان فالنهضة مؤجلة لحين وضع الإخوان فى حجمهم الطبيعى ويتحول مرسى من رئيس لجماعة الإخوان المسلمين إلى رئيس لكل المصريين.
بينما يقول محمد عبدالعزيز - عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى - إن موقف التيار من اللجنة التأسيسية للدستور سيظل معارضا لها حيث تم التنسيق مع حزب الدستور والتحالف الشعبى فى عدد من الأحزاب الأخرى ومجموعة من الشخصيات منهم حمدين صباحى ومحمد غنيم ودكتور محمد البرادعى، لتوقيع بيان مشترك حول عدم شرعية هذه الجمعية ونسعى إلى مقاطعتها، مطالبين القوى السياسية بالانسحاب منها لأنها لا تعبر عن الشارع وإنما تعبر عن فصيل سياسى معين.
ويضيف: هذا التنظيم السياسى له قدرة تنظيمية هائلة فى لعبة الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن هناك أعضاء من اللجنة التأسيسية للدستور رفضوا أن يقفوا للسلام الجمهورى، وبالتالى كيف يمكن لنا التعامل مع مثل هذه العقلية التى لاتعبر عن الشعب المصرى.
وقال: إن قصة إقالة النائب العام تم اختلاقها للتغطية على فشل برنامج ال100 يوم للرئيس مرسى.
وحول أحداث التحرير الأخيرة أكد أنه لا يمكن السكوت على استمرار قمع المتظاهرين، واستمرار سياسات النظام السابق، وضرب المعارضين بالحجارة، فما حدث مؤخرا موقعة جمل جديدة قام بها الإخوان.