فى صدمة كبيرة.. اختلطت دموع أبطال أكتوبر بالأعزاء الذين فارقوهم خلال الحرب بدموع الخوف من انقراض جيل النصر، متهمين جهات بعينها فى الدولة بأنها تريد إعدام جيل النصر الأكتوبريين، ويقولون لنا قبل غيرنا أن حرب أكتوبر ليست مجرد ذكريات وهناك قيادات تريد الإنهاء على جيل أكتوبر! هذا المنحنى الصعب جدا جعلنا نغير من وجهة تحقيقنا هذا من نقل خبرات قادة أبطال النصر إلى الأجيال الجديدة إلى حقيقة أبعاد هذا الواقع الصادم! لواء طلعت مسلم
وحذروا من أن هناك محاولات للتعتيم على بطولات وتضحيات 2,1 مليون جندى وضابط خاضوا المعركة، وأدى ذلك إلى ضعف الانتماء، مطالبين بالتواصل بين جيل أكتوبر والأجيال الجديدة من خلال المناهج للتعرف على بطولاتهم التى أبهرت العالم ولم تبهر بعض المصريين لأنهم لا يعرفونها أساسا!
فى البداية، اللواء طلعت مسلم - أحد أبطال حرب أكتوبر أكد أن الحرب ليست ذكرى، وما تفعله القيادات الآن هو إعدام لحرب 37، والجيل الذى حضر هذه الحرب على وشك الانقراض فقد أقيل المشير ومات الكثيرون من هذا الجيل ولا يعرف البعض مدى أهمية هؤلاء الأبطال الحقيقيين الذين شاركوا فى إدارة المعركة، فجيلنا لم يعد الاهتمام به كما كان فى السابق، بالرغم من أن هذا الجيل قد خلد ذكرى مهمة فى تاريخ مصر، فنحن لسنا بحاجة إلى الاهتمام أكثر من أننا نريد التواصل مع الأجيال الصاعدة.
لقد ضحى الشهداء بدمائهم ولا أحد يقدرهم الآن، حتى الكتب المدرسية لم تركز على ما فعله هؤلاء الأبطال، فهذا التاريخ يعلم الأجيال ذكاء رجل مثل السادات الذى كان يعلم فن المراوغة ونجح فى تلقين العدو درسا لن ينساه، هذا التواصل بين الأجيال القديمة والأجيال الحالية غير موجود حاليا، والتواصل كان لابد أن يأتى فى البداية من المناهج حتى يعرفوا إنجازات هذا الجيل، ويكونوا على استعداد فى أى وقت لخوض الحروب، ولكنها حروب مبنية على كيان اقتصادى سليم وليس كسادا اقتصاديا كما نعانى منه الآن.
فكانت حرب فروسية قائمة على النظريات العلمية وهى دروس يجب أن تتعلمها الأجيال القادمة ويجب أن يتم تدريسها فى المناهج المدرسية لكى يستفيدوا، فالحرب لم تكن عواطف ولا اندفاعا ولكنها كانت بناء على أسس وعلم، كل فرد فينا كان يذهب واضعا روحه على كفه، وكلنا كنا معرضين للشهادة فى أى وقت، فأنا تعرضت لوفاة أحد أصدقائى العميد «سيدراك»، وشعرت بالأسى الشديد لفراقه.
ويستكمل: الوحدة الوطنية التى عاشها أبطال هذا الجيل والشهداء الذين كنا لا نفرق بين المسلم والمسيحى أحد الدروس المهمة التى يجب أن نستفيد منها خلال الفترة الحالية ويجب أن نعلم أجيالنا هذه المعانى الجميلة، والتى أصبحنا نفتقدها خلال الفترة الحالية خاصة مع تكرار إشعال الفتنة الطائفية داخل البلد بسبب أعمال البعض.
تكتيكات حرب أكتوبر وما فعله السادات نموذج للبطل الحقيقى الذى يجب أن تعلمه الأجيال القادمة، فهذا الرجل استطاع أن يحافظ على تماسك هذا البلد سواء اقتصادياً أو سياسياً أو من الناحية الدبلوماسية، وهذه الفنون يجب أن يتعلمها الأجيال القادمة ويجب أن تتلقنها، كما تفعل إسرائيل من التركيز على حرب أكتوبر، وتلقين أجيالها علوم الحروب، وهذا ما يجب أن تحويه المناهج الدراسية حتى يمكن التواصل مع الجيل الجديد.
وقال لنا أحمد عطية - المؤرخ العسكرى ورئيس جمعية أصدقاء الإعاقات فى القوات المسلحة إن أبطال أكتوبر لم يأخذوا حقهم من إلقاء الضوء عليهم وعلى بطولاتهم خلال العقود الأربعة التى تلت الحرب والدليل أن عدد القوات المصرية التى خاضت الحرب طبقا لما نشر فى مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى الحرب مؤلفة من مليون و200 ألف مقاتل، ولابد أن وراء كل مقاتل قصة بطولة يجب أن تحكى، ولكن هناك فجوة نعيشها بين أبطال هذا الجيل وبين الأجيال الحالية كانت ذات آثار سلبية من نزع الانتماء من نفوس أجيال تالية بما تم من تعتيم وتقزيم لحجم هذه البطولات التى أبهرت العالم.
ولكن ما نقوم به من تسجيل ورصد يحتاج إلى جهود دولة لا إلى جهد جمعية أهلية محدودة القدرة وتلقى صعوبات فى سبيل إتمام إشهارها، فعلى الأقل فى تيسير أعمال النشر لما نقوم بكتابته من كتب وسيناريوهات لأفلام عسكرية روائية وتسجيلية لا تلقى أى دعم أو ترحيب من أجهزة الدولة بل على العكس نلقى أشد أنواع التعنت.
ويستكمل: هناك تجاهل لأبطال حرب أكتوبر واختزالهم فى شخص واحد بالإضافة إلى تناقص المساحة الإعلامية للاحتفال بهذه المناسبة عاماً بعد عام بحجج واهية، وربما كان السبب الرئيسى من وراء ذلك إرضاء الجانب الإسرائيلى الذى يحتج على أى عمل يتعرض لأسباب ومراحل الصراع العربى الإسرائيلى بأنه لا يتماشى مع اتفاقية السلام المبرمة بين الجانبين.
كانت نتيجة ذلك أن قام الإسرائيليون أنفسهم بزيادة المساحة الإعلامية عن تلك الحرب وزادت المغالطات التى اشتهروا بها فى قلب الحقائق ونشروا تلك المعلومات المغلوطة على الإنترنت فتلقفها شبابنا المفتقدون للروايات المصرية وصدقوا الإسرائيلية التى ادعت بكل بجاحة أن إسرائيل هى المنتصر فى حرب أكتوبر وأن مصر هى التى هزمت، ونجد صعوبات جمة من خلال جروبات أنشئت خصيصا على الفيس بوك فى سرد الوقائع والحقائق بلسان أبطالها الذين بيننا، منها جروب «إبراهيم الرفاعى» البطل الأسطورة الذى يتحدث عن مجموعة العمليات الخاصة 93 قتال التى شكلت عقب النكسة وقامت بعمليات فى عمق العدو وسببت له الارتباك والرعب حتى أن موشيه ديان أطلق عليها مجموعة الأشباح، وجروب «نجمة سيناء» للتحدث عن أبطال مصر العسكريين الحاصلين على وسام نجمة سيناء وهو أعلى وسام والذى استحدث لأبطال تلك الحرب ممن أظهروا بطولات فائقة فى الحرب وعددهم حوالى 60 مقاتلاً من الجنود والضباط وضباط الصف وإلقاء الضوء على الأبطال الحاصلين على باقى الأوسمة مثل نجمة الشرف ونوط الشجاعة.
وجروب «قلعة النسور» وهو مخصص لأحدث كتبى الموافق على نشرها ويتناول بطولة طيارينا البواسل، جروب صفحة أصدقاء المحارب ويتناول جمعية أصدقاء المحارب وأهدافها وأنشطتها، وصفحة الطيار أحمد كمال المنصورى وهو طيار المقاتلات الشهير بالمنصورى الذى كان الطيارون الإسرائيليون يخشونه أثناء القتال المتلاحم فى الجو.
وإلى من لا يدركون أهمية هذه الأمور، فيجب أن يعرفوا أن الإسرائيليين ينظمون زيارات لأطفالهم فى المرحلة الابتدائية لإحدى الوحدات العسكرية ويتنقلون فوق الدبابات وبعض الأسلحة وسأل المذيع الإسرائيلى أحد الأطفال فى برنامج غطى إحدى هذه الزيارات عن أمنيته فكانت الإجابة: قتل العرب.