شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    الصين تُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر السادس رغم مؤشرات التباطؤ    ترامب يوقع قانونًا لنشر ملفات جيفري إبستين.. ويعلن لقاءً مع رئيس بلدية نيويورك المنتخب    حجبت الرؤية بشكل تام، تحذير عاجل من محافظة الجيزة للمواطنين بشأن الشبورة الكثيفة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    قليوب والقناطر تنتفض وسط حشد غير مسبوق في المؤتمر الانتخابي للمهندس محمود مرسي.. فيديو    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا "عبد الناصر " بقتل " عامر " ؟


الذين ذبحوا المشير ( 1 )

خمسة وأربعون عامًا مرت على ذكرى وفاة المشير محمد عبدالحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، القائد العام للجيش المصرى، هكذا كانت ألقابه حتى يوم 9 يونيو 1967عندما أعلن الرئيس جمال عبدالناصر فى مساء هذه الجمعة الحزينة، ومن قصر «سراى القبة» عن تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وأنه سوف يعود إلى صفوف الجماهير، وفى مساء نفس اليوم وفى نشرة الحادية عشرة، أذيع فى نبأ أخير أن المشير عبدالحكيم عامر قد قدم استقالته من مناصبه.


وبعد ثلاثة شهور وستة أيام تقريبًا، أعلن للناس فى يوم الجمعة 15سبتمبر ومن خلال راديو صوت العرب أن المشير عامر قد انتحر بتناول السم.. وكانت الجريمة قد وقعت بالفعل فى الساعة السادسة وعشر دقائق من مساء يوم الخميس 14 سبتمبر، ولم تكن عملية التمويه وإخفاء عملية القتل وتصويرها انتحارًا متقنة، فقد انتشرت الشائعات تتحدث بهمس واضح عن أن جريمة ولا شك قد أودت بحياة عبدالحكيم عامر، برغم تسريبات متعمدة للصحافة، كان يشرف عليها محمد حسنين هيكل تمهد للناس تأكيد خبر الانتحار.
وكانت معاينة النيابة العامة للحادث قد تمت بعد أكثر من 7 ساعات من وقوعه، واستمر التحقيق حوالى الشهر حتى أعلنت نتيجته يوم 10 أكتوبر .

1967

ولقد كان الرئيس جمال عبدالناصر يتلهف على الانتهاء من التحقيق حتى ولو لم يستوف تماماً، ويذكر المستشار عصام حسونة وزير العدل فى ذلك الوقت أنه رفض أكثر من رجاء من أشخاص قريبين من عبدالناصر لسرعة إنهاء التحقيق، ولم يكن عندًا من وزير العدل أن يبلغ الوسطاء أنه قد كلف النيابة العامة ألا تترك نقطة من نقط التحقيق أو شاهدًا، أو واقعة، أو تحليلاً طبياً دون تحقيق كامل، ويؤكد الوزير حسونة أن محمد حسنين هيكل قد اتصل به أكثر من مرة يبلغه رجاء الرئيس عبدالناصر، أن يحث النيابة العامة على سرعة الانتهاء من التحقيق، وكان هيكل يسأل: ألا يمكن إعفاء أسرة المشير من الإدلاء بشهادتهم.


وربما كان هذا من ضمن أحد الأسباب التى جعلت أسرة المشير عامر فى بلاغهم الذى قدم للنائب العام عبدالمجيد محمود فى عام 2010 تحت رقم 14307 عرائض المكتب الفنى أن يضموا محمد حسنين هيكل إلى المجموعة المتهمة بقتل المشير عبدالحكيم عامر.

وكان النائب العام قد بحث شكوى مقدمة من آمال عبدالحكيم عامر، وجمال عبدالحكيم عامر، مرفق بها تقرير طبى شرعى استشارى من د.خديجة عبدالفتاح مصطفى أستاذ الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة عين شمس، وكان تقريرها النهائى يؤكد أن المشير عبدالحكيم عامر قد توفى بالهبوط الحاد فى القلب والدورة الدموية الناتج عن حدوث الارتجاف البطينى كأثر مباشر للتسمم الحاد بمادة من أشباه القلويات بالحقن الوريدى.


وقد استبعد التقرير شبهة الانتحار واستبعاد سم الأكونتين تحديداً كمسبب للوفاة.
وبعد سماع أقوال الشهود وتأكد النيابة من جدية البلاغ، وأن هناك ماجدَّ ليؤكد الشبهة الجنائية العمدية فى قتل عبدالحكيم عامر، فقد تيقنت النيابة العامة بعد أن أحالت ملف القضية إلى لجنة برئاسة كبير الأطباء الشرعيين الحالى الدكتور «إحسان كميل» وعضوية الدكتور محمود أحمد محمد على نائب كبير الأطباء الشرعيين، والدكتور صلاح الهلباوى نائب كبير الأطباء الشرعيين لشئون المعامل الكيميائية، وقد انتهى رأى اللجنة أن الوفاة كانت «سمية» ولكنها لم تحدد نوع السم، وقد كذبت رأى التقرير الرسمى الأول الذى أشرف عليه الدكتور عبدالغنى البشرى كبير الأطباء الشرعيين وقت الحادث بأن سبب الوفاة انتحار، وكذلك تقرير النائب العام وقت الحادث المستشار محمد عبدالسلام، كما عابت لجنة الطب الشرعى الحالية على تقرير الطب الشرعى الأول الذى أعلن عام 1976 الخلل المتكرر فى بناء التقرير وتعارض أقوال الشهود، والخطأ فى الاستدلال العلمى، وعدم منطقية النتائج المترتبة على الأسباب.
ولما رأى النائب العام عبدالمجيد محمود أن الجريمة مكتملة الأركان ارتكبها أشخاص أغلبهم عسكريون، بالإضافة إلى بعض المدنيين، كان أحدهم يعمل صحفياً، وأن الجريمة ارتكبت فى حق شخصية عسكرية، وقد جرت على أرض عسكرية - هى استراحة للمخابرات، كانت معدة لاحتجاز قادة الطيران فى حرب يونيو 1967 تمهيداً لمحاكمتهم - فقد أحال النائب العام عبدالمجيد محمود القضية إلى النيابة العسكرية للاختصاص.

وعقب قرار الإحالة إلى النيابة العسكرية تفجرت الضجة الكبرى، فقد استشعرت أسرة المشير عبدالحكيم عامر أن ستار الظلم الذى عاشوا فيه قد آن له الأوان أن يتبدد، وأن رد الاعتبار لصانع الجيش المصرى الحديث قد أصبح وشيكاً وأن ما صنعه هيكل من تشويه متعمد فى سمعة وشرف عبدالحكيم عامر سوف يرد إليه.

بينما سارعت أسرة الرئيس عبدالناصر بتجديد نشر ما يمكن به إهالة التراب مرة أخرى على سمعة المشير عامر العسكرية والشخصية والتقليل من شأنه اعتمادا على ما ذكره جمال عبدالناصر فى أحد اجتماعاته مع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى بعد الهزيمة.

وأنا الآن عندما أقوم بتحقيق وقائع هذه الجريمة الكبرى لا أريد إلا الحقيقة كما وقعت، لا كما يصورها من يريد غرضًا ما، ويطوع ما حدث وفق هواه، خصوصا إذا ما كان قد ثبت عليه الكذب فى رواية أو أكثر، كما أننا لابد أن نبتعد فى تدوين الوقائع وسرد الأحداث عن طريقة «الإرشاد القومى» الذى تبناه إعلام ثورة يوليو، وبرع فيه الأستاذ محمد حسنين هيكل.

إن القضية الأساسية التى يريدون أن ننصرف عنها، هى كيف دون تاريخ مصر فى عهد ثورة يوليو، وماذا فعلت ديكتاتورية عبدالناصر السياسية من أحداث جسام فى بنيان الأمة العربية؟ بل ماذا فعلت ديكتاتورية هيكل الإعلامية فى المجتمع المصرى والعربى؟!

إن الأمر الذى صاحب الضجة حول قرار النائب العام بإحالة قضية مقتل المشير عامر إلى النيابة العسكرية فيه مغازلة لأصحاب الثروات الجديدة ولمن يتعاطفون مع أنظمة الحكم الشمولى التى تزدهر فيها بعض الصفقات والمشاريع الاقتصادية المشبوهة، كما أنه لا يخلو من عملية استغلال لاستمرار تضليل الناس فى مصر، حتى يتم توجيههم ناحية سياسة معينة، ليس الغالب فيه مصالح الجماهير فى النهاية.


لقد كتب من كتب أن أسرة المشير عامر قد استغلت زمن الإخوان، لتثير مرة أخرى قضية مقتله، وهو قول يعلم من قاله إن القضية قد سبق تقديم بلاغها فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، وهو من أراد لها أن تقبر، بل سبق تقديم بلاغ فيها عام 1976 ولكن الرئيس أنور السادات أمر بوقف إجراءاتها عقابًا للمهندس حسن عامر شقيق المشير، وكان حسن عامر فى وقتها رئيسا لمؤسسة النقل البحرى وقد أوقف صفقة لحسن مرعى زوج ابنة الرئيس السادات مع المؤسسة.

لقد تقصيت فى لقاءات مطولة مع وزير الحربية الأسبق شمس بدران فى مهجره فى إنجلترا. ومن خلال لقاءات العديد من الشهود الذين عاصروا هذه الأحداث ومن خلال أوراق خاصة دونها المهندس حسن عامر شقيق المشير بل وأوراق المشير عامر التى دون آخر جزء منها يوم 10 سبتمبر 1967 ومن خلال أوراق ووثائق صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق.. والعديد من مذكرات قادة العسكرية المصرية ورجال السياسة والحكم فى فترة هذه الأحداث وكل هذا كان قد رسم الطريق لتصور لماذا أمر جمال عبدالناصر بقتل عبدالحكيم عامر وكيف نفذت الجريمة وكيف تمت التغطية عليها، حتى تصور للناس انتحارا وكانت الخطوة الأولى فى قرار القتل قد اتخذها جمال عبدالناصر صباح يوم الاثنين 5 يونيو 1967

وأثناء توجه جمال عبدالناصر إلى مبنى القيادة العامة للجيش، وكانت الساعة العاشرة صباحا، فقد قال جمال عبدالناصر ل «محمد أحمد» سكرتيره الخاص: لقد هزمنا خلاص.

كانت موجات هجوم الطيران الإسرائيلى قد ضربت هجمتها الأولى فى التاسعة إلا الربع وكانت الموجة الثانية قد أدت مهمتها منذ دقائق وأثناء وجود جمال عبدالناصر فى عربته يجرى بعض الاتصالات التليفونية من تليفون لاسلكى خاص يوجد بالعربية.

كان عبدالحكيم عامر ومعه شمس بدران قد رجعا من رحلة تفقد مقر القيادة الأمامية والتى لم تتم، فقد هوجمت المطارات المصرية وطائرة المشير على وشك الهبوط فى مطار «بير تمادا». فرجعت الطائرة من الجو ولتهبط فى مطار القاهرة المدنى، فقد ضربت كل مطارات القاهرة العسكرية.
كانت رحلة المشير مقررًا لها أن تتم يوم الأحد 4 يونيو، ولكن قبل السفر مباشرة إلى سيناء، طلب جمال عبدالناصر من عبدالحكيم عامر موافاته فى مكتبه بمنزله. فقد أتت وفود عربية إلى الرئيس فى منزله، والرئيس يريد من المشير أن يكون حاضرا.


ومساء يوم الثلاثاء 6 يونيو 1967

كان متواجدا فى مقر قيادة القوات المسلحة بمدينة نصر، قائد القوات العربية المشتركة الفريق على على عامر، قائد المنطقة الشرقية ومنطقة القنال فى حرب العدوان الثلاثى عام ,1956 ولم يكن له علاقة بالعمليات الدائرة ولكنه أتى لتقديم المشورة إذا طلبت منه، وكان متواجدا بعض من أعضاء مجلس قيادة الثورة والذين كانوا قد خرجوا من السلطة منذ مارس 1964، ولكنهم أتوا للمشاركة فى المعركة الكبرى وتكرارا لما فعلوه فى تواجدهم بمكتب القائد العام عبدالحكيم عامر أثناء العدوان الثلاثى الذى بدأ مساء يوم 29 أكتوبر 1956، كان المتواجدون عبداللطيف البغدادى وحسن إبراهيم وكمال الدين حسين.


وإلى جانب هؤلاء كان متواجدا فى ذات الحجرة، رئيس أركان الجيش الفريق محمد فوزى ورئيس هيئة العمليات الفريق أنور القاضى، وشمس بدران وزير الحربية وزكريا محيى الدين.

وفى هذه الأثناء اتصل جمال عبدالناصر تليفونيا، ولم يكن عبدالحكيم عامر قريبا من التليفون فرد عليه شمس بدران وسأله عبدالناصر عن المتواجدين بمكتب المشير وطلب منه أن يحدثه هو وعبدالحكيم عامر من الغرفة الملحقة بالمكتب دون أن يشعر أحد من المتواجدين معهم بأنه هو الذى على الهاتف.


وكلم جمال عبدالناصر عبدالحكيم عامر وهو يبكى وقال له:

سامحنى يا حكيم.. أنا عارف إن أنا السبب.. أنا عارف إن الطيران راح وأنا خايف إن الجيش كمان يروح.. إحنا لازم نسحب القوات للغرب وبعدين ندفع بيها لما نكون جاهزين.
وقال له عبدالحكيم: أنا ممكن أصمد فى سيناء لمدة سنة من غير طيران.. وأنت فاكر فى 56 إحنا صمدنا فى سيناء من غير طيران.

- أنا مش عايز خساير فى الأرواح يا حكيم


- متخفش يا جمال ، ولادنا هيرجعوا كلهم سالمين


- وبعد أن خرج عبدالحكيم للمتواجدين ، وناقشهم فيما يطلبه جمال عبدالناصر وقد اتضح ل«عبدالحكيم» أن عبدالناصر قد سبق وتناقش فى هذا الانسحاب مع بعض المتواجدين قبل أن يتصل به


- ولما استقر الأمر على أنه يمكن سحب القوات ، ثم إعادة الدفع بها إلى سيناء فى أوضاع عسكرية أفضل ، اتصل عبدالحكيم بعبد الناصر أمام الجميع واستعرض لعبد الناصر تليفونيا رأى كل واحد منهم على حدة وبالاسم فى الموافقة على الانسحاب الذى لم يكن أبدا رأى عبدالحكيم عامر القائد العام ، ولكنه كان رأى القائد الأعلى ورأى من أمر القائد الأعلى باستطلاع رأيهم.
-
-
بعد خروج عبدالحكيم عامر من السلطة باستقالته يوم 9 يونيو وبعد تصاعد الخلاف بين عبدالحكيم وعبد الناصر وتأزم الموقف عندما أمر عبدالناصر بسحب سرية الحراسة الخاصة بالمشير يوم 21 يوليو .1967 لخوف عبدالناصر أن تقوم هذه السرية بإلقاء القبض عليه أثناء توجهه إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة لإلقاء كلمته فى ذكرى ثورة 23 يوليو فى الاحتفال السنوى المعتاد.

كان ندم عبدالحكيم عامر أنه أطاع جمال عبدالناصر القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية وأن الواجب كان يقتضيه عصيان أمر جمال عبدالناصر وإن اقتضى الأمر عزله. ثم نفيه عند صديقه « تيتو » فى يوغسلافيا كان عبدالحكيم قد استشعر ومنذ الاتفاق على التنحى بينه وبين جمال عبدالناصر فى مكتب عبدالحكيم عامر بالقيادة العامة مساء يوم الخميس 8 يونيو، بعد موافقة مصر على قرار مجلس الأمن بوقف القتال، برغم أن القرار لا يتضمن حتى الحد الأدنى الذى كان على مصر التمسك به ، وهو عودة القوات الإسرائيلية إلى خطوط الهدنة التى وقعت بين العرب وإسرائيل فى عام .

1949

وكان عبدالحكيم عامر يرى أن عدم قبول مصر وقف القتال وضع ضاغط على القوات الإسرائيلية سوف يجعلها تنسحب كمرحلة أولى إلى ما دون خط المضايق فى سيناء لتأمين قواتها.

ولكن عبدالناصر عرض على عبدالحكيم أنه آن الأوان لكى يكون الجيل الثانى من الثورة هو الذى يتولى الحكم. وهو يرى أن ابنه الروحى «شمس بدران» هو الأنسب لأن يتولى رئاسة الجمهورية، وسوف يدعمه عبدالناصر سياسيا وشعبيا ، وعلى عبدالحكيم عامر أن يؤمن له القوات المسلحة ، ولكن أثناء إذاعة عبدالناصر لخطاب التنحى فقد فاجأ عبدالناصر عبدالحكيم عامر باستبدال «شمس بدران» بزكريا محيى الدين وهو ما عنى لعبدالحكيم أن عبدالناصر قد تدبر أمرا لم يتم الاتفاق عليه وأنه يشرع فى تنفيذه، وحاول عبدالحكيم استبيان نوايا عبدالناصر، عندما أمر بإدخال ورقة مكتوب فيه «شمس بدران» بدل زكريا محيى الدين، وهى اللقطة التى صور ت وأذيعت على الهواء أثناء إلقاء جمال عبدالناصر، خطاب التنحى.


ومنذ هذه اللحظة أدرك عبدالحكيم أن عبدالناصر لن يتورع عن فعل أى شىء من أجل الاستمرار فى السلطة ، وأنه قد أصبح خطرا على مصر كما أن عبدالناصر كان يدرك أن الوحيد فى مصر الذى يمثل خطرا حقيقيا على استمراره فى السلطة ، هو المشير عبدالحكيم عامر. ولم يكن له من خيار آخر.

فإما يقبل عبدالحكيم عامر أن يصمت عما يعرف، وأن يقبل أن يكون جزءًا من نظام عبدالناصر وأن يتخلى عن فكرة طرح نظام بديل لاسلوب حكم عبدالناصر والتى طرحها عبدالحكيم عامر فى أول استقالة مكتوبة قدمها لجمال عبدالناصر فى يوم 24 ديسمبر 1956 ، بعد يوم واحد من انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من الأراضى المصرية.


كان على عبدالحكيم عامر أن يقبل بعبد الناصر كيفما يريد عبدالناصر وإلا يختفى إلى الأبد.
وبعد أن لجأ جمال عبدالناصر لعبد الحكيم عامر، عندما هاجمت القوات الإسرائيلية منطقة « رأس العش » يوم 1 يوليو 67 ، وأدار عبدالحكيم عامر عمليات وقوات الصاعقة المصرية حتى تم دحر الهجوم الإسرائيلى، ولم تستطع إسرائيل الاستيلاء أبدا على «بورفؤاد».. فقد استشعر عبدالناصر أن عبدالحكيم مازال يمثل خطرا شخصيا عليه، فهو مازالت له القدرة على الاتصال وتحريك قوات الجيش.


وبعد هذا قرر عبدالناصر تصفية كل علاقة لعبد الحكيم عامر بالجيش المصرى حتى ولو تم تسريح كل ضباط الجيش المتعاطفين بصورة أو أخرى مع عبدالحكيم عامر أو تصفية عبدالحكيم عامر شخصيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.