ست من المثقفات والفنانات السوريات المضربات عن الطعام والمعتصمات أمام مقر جامعة الدول العربية فى القاهرة أصدرن بيانا يعلن فيه سبب إضرابهن واعتصامهن ضمن رسالة موجهة إلى الأخضر الإبراهيمى مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية المشترك إلى سورية. وقال البيان: «نحن مجموعة من الشخصيات النسائية السورية المستقلة بدأنا الإضراب عن الطعام والاعتصام منذ الرابع من سبتمبر وهذا البيان يتضمن مطالبنا الكفيلة بمساعدة شعبنا السورى لوقف نزيف الدم». المعتصمات وجهن حديثهن إلى مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية المشترك إلى سورية قائلات إن مطالبهن: توفير الإغاثة الفورية لأطفال سورية ونسائها بتأمين الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية وفرض حظر جوى وتأمين منطقة عازلة للأهالى. وضمت قائمة الشخصيات السورية المضربات عن الطعام الشاعرة لينا الطيبى والناشطة سلمى جزايرلى والشاعرة رولا الخش والفنانة لويز عبد الكريم والناشطتين وفاء سالم وجورجينا جميل. على جانب آخر تتداول بعض وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة أخبارا عن انتشار ظاهرة الزواج من لاجئات سوريات نزحن بسبب الاضطرابات التى تجتاح سوريا، بحجة أن أهلهن يردن الستر لهن بأى ثمن. منتديات سورية مختلفة نفت تفشى هذه الظاهرة قطعيا، لكن التقارير والمؤشرات الواردة من الأردن و دول عربية أخرى تشير إلى وجود هذه الظاهرة، وإلى دعوات حتى من الساحة الدينية لمساعدة هذه الفئة بالزواج منهن لسترتهن. لكن تقارير محلية أردنية تنوه لانتشار الظاهرة فى المدن التى نزح إليها سوريون. تجلس هنا وهناك، فلا تسمع حديثا هذه الأيام إلا عن الزوجة السورية التى يمكن الزواج منها بمائة دينار، أو بمائتى دينار وماعليك إلا أن تذهب إلى المفرق أو عمان أو الرمثا أو أربد أو الكرك، لتختار حورية من حوريات الشام، لأن أهالى هؤلاء يريدون سترة بناتهم، ويقبلون بزيجات عاجلة، دون شروط، مجرد مهر عادى، وزواج سريع، لأن الأب المكلوم يريد ستر ابنته بأى زواج، حتى لو تقدم لها الأعور الدجال. تقرير آخر نشره موقع أخبار 24 الأردنى يشير إلى عدد الطلبات التى تقدم بها سعوديون للسفارة السعودية فى الأردن للموافقة على طلبات الزواج ما بين سعوديين وسوريات مقيمات فى الأردن. ويصعب الوصول إلى أرقام وإحصائيات عن عدد الزيجات لكن هناك أيضا مؤشرات قوية بأن هناك إقبالا على تزويج الفتيات السوريات لا سيما الصغار منهن واللاتى لا تتجاوز أعمارهن 14 أو 15 من العمر. فى تصريح لشبكة آيرين قال دومينيك هايدى الممثل المحلى لصندوق الأممالمتحدة للطفولة اليونيسيف أن الصندوق يدرك مشكلة تزويج القاصرات السوريات فى الأردن مضيفا: «إننا قلقون بشأن الزواج المبكر الذى يستخدم كآلية للتأقلم مع الأوضاع». ويعلق عاملون ميدانيون فى الأردن بأن ظروف المعيشة الصعبة ومخاوف التعرض للاغتصاب تدفع بالأهالى السوريين النازحين إلى تزويج بناتهم فى سن مبكرة. وبسبب تحديد سن الزواج القانونى يلجأ الأهالى للزواج غير الرسمى وغير المسجل لدى السلطات. ويبدو أن القضية انتشرت إقليميا حتى أنها أصبحت الشغل الشاغل لبعض رجال الدين. حيث خصص عدد من الأئمة فى الجزائر جزءا من خطبة يوم الجمعة الماضية لهذه القضية ليحثوا الجزائريين على «الزواج بالسوريات اللواتى أجبرتهن ظروف الحرب ببلدهن على الفرار نحو الجزائر طلبا للأمن والأمان». والدعوة كانت لكل جزائرى مقتدر بأن «يتزوج لسترتهن حتى ولو كان متزوجا» وأن هذا هو واجب وطنى. وصول أعداد كبيرة من اللاجئات السوريات إلى الأردن، ممن تعرضن للاغتصاب على أيدى قوات الأمن السورى ومن يوصفون بالشبيحة. وأكد أن هؤلاء بحاجة إلى أطباء مختصين وجلسات نفسية متواصلة للعلاج. وقال إن واحدة من تلك النساء أخبرته بأن الأمن السورى اغتصب ابنتها أمام عينيها، أكثر من 20 مرة. إلى ذلك قررت رابطة علماء المسلمين العالمية فى جلستها الختامية، إنشاء لجان إغاثة طبية فى جميع الدول التى يتواجد فيها لاجئون سوريون، وإنشاء مستشفى ميدانى على الحدود الأردنية السورية تصل قيمته إلى 5 ملايين ريال سعودى. وعلى جانب آخر منعت المحاكم الأردنية زواج السوريات من غير السوريين، إذ أصدرت الحكومة قرارا يقضى بمنع زواجهن على الأراضى الأردنية إلا من أقربائهن. ويأتى هذا القرار بسبب ما تتعرض له فتيات سوريات لاجئات فى الأردن من عروض زواج ملحة من أردنيين وعرب من جنسيات مختلفة تهدف فى ظاهرها إلى تأمين مأوى لهن أو«الستر» عليهن، فيما تقوم فى حقيقة الأمر على استغلال حاجة اللاجئين المادية للحصول على زوجات صغيرات شابات بأقل التكاليف. وليس هذا فقط بل وكما يورد ناشطون سوريون مقيمون فى الأردن، فإن هناك مخاوف من إجبار البعض زوجاتهن على العمل فى الملاهى الليلية، مما أثار حفيظة المجتمع الأردنى والحكومة. وأثارت مسألة الزواج من اللاجئات السوريات رد فعل شعبيا غاضبا داخل سوريا وخارجها، إذ يشعر الكثير من السوريين بالإهانة نتيجة استغلال بعض الأردنيين وغيرهم أوضاع اللاجئين الصعبة بدلا من تفهم ظروفهم وتقديم الدعم اللازم لهم. يقول مصطفى وهو شاب سورى يعيش فى عمان وينشط بين أسر اللاجئين فى المدينة: «ألا تكفيهم أوضاع السوريين الصعبة فى أماكن اللجوء وفوق ذلك يأتى من يستغل السوريات لإشباع حاجاته الجنسية أو حتى لتشغيلهن فى الملاهى الليلية واستثمارهن ماديا. نحن كسوريين نشعر بغضب و عار شديدين، ففى وقت فتحنا بيوتنا لجميع اللاجئين العرب على مر السنين، نواجه اليوم بإهمال واستغلال لا يوصفان». هذا وقد أشارت تقارير إخبارية شهدت عليها منظمة اليونيسيف عن تعرض لاجئات سوريات فى محافظة النجف بالعراق لمضايقات والإجبار على زواج المتعة من قبل حركات دينية. ومن ناحية أخرى؛ كشفت صحيفة «ايدنليك» التركية عن انتهاكات خطيرة تعرضت لها مئات النساء السوريات فى مخيمات اللاجئين السوريين التى أقامتها السلطات التركية على أراضيها. وأكدت الصحيفة فى عددها الصادر يوم 17 أغسطس حدوث ما لا يقل عن 400 حالة اغتصاب لنساء سوريات فى مخيم «بوينويوجون»، المقام فى منطقة التناوز، وظهرت آثار اعتداء جنسى على بعض الفتيات. وأستكملت الصحيفة أنه تبين بعد فحوصات طبية خضعت لها النساء والفتيات، ظهور 250 حالة حمل، مما أثار بلبلة كبيرة داخل المخيم، مؤكدة أنه تم استغلال بعض النساء المغتصبات لتشغيلهن كعاهرات خارج المخيمات. وأضافت الصحيفة إلى تواطؤ المسؤولين الأمنيين والإداريين عن المخيم مع شخص اسمه عبدو أصلنار، مختار القرية ويملك الأرض التى أقيم عليها المخيم، وأنه يعمل فى الدعارة..∎