تابعت بشغف مقال الأستاذ عزت ناجى أرمانيوس المنشور فى العدد الماضى لعلى أجد ما هو جديد فى موضوع جواز ترشيح أسقف الإيبارشية للبطريركية فلم أجد إلا التكرار لما سبق بحثه وتم الرد عليه وكأن الهدف هو الإصرار على مهاجمة شخص بعينه لأغراض شخصية. والحقيقة أننى أثناء قراءتى لاحظت عدة أمور تخرج عن الإطار العلمى والموضوعى ويظهر ذلك فى الآتى:
أ - فيما يرد الأستاذ عزت على رسالة من أحد الآباء المطارنة وتظهر نيته فى الهجوم بطريقة غير موضوعية نجده يقول: «ولما كان نيافة كاتب الخطاب فهم خطأ أن الأساقفة الكثيرين الذين يعتمد مثل هذا الأسقف على مشورتهم هم أساقفة غريبون عن هذه الإيبارشيات التى سيذهب عليها، ولعله يتجاهل كلمة بمشورة كثير من الأساقفة، هل كل إيبارشية بها كثير من الأساقفة؟ فإن قلنا هذا فهذا يتعارض مع مبدأ ارتباط الأسقف بإيبارشيته، ولكن هذا النوع من خلط الأمور والفزلكة فى تحليل الحقائق بطريقة تهدم الأهداف الخاصة.
ب - أيضا ما يتمسك به من ترجمة عربية فنحن نسأله: هل هذه الترجمة تتفق مع النص اليونانى وإن كانت تتفق فهل هو على دراية باللغة اليونانية حتى يؤكد لنا حقيقة عكس حقيقة أخذناها من الدكتور موريس تاوضروس أستاذ اللغة اليونانية والعهد الجديد فى الكلية الإكليريكية ومعهد الكتاب المقدس ومعهد الدراسات القبطية قسم اللاهوت ولدينا شهاداته فى هذا المجال موثقة، وهى عبارة عن ترجمة معتمدة منه لهذا النص تختلف فى المعنى والمضمون عما تدعيه.
ج - وتأتى تحليلاتك المبنية على هذه الترجمة العربية بكل ما يشوبها من خطأ وتسترسل فى التوضيح المبنى على أساس غير سليم علميا، وبالتالى تنقضى كل الادعاءات فى هذا الشأن.
د. أيضا حينما تؤكد على العقوبة قائلا: «وإلا يتم فيه الحكم المذكور فى أول القانون.. ينفى ويلقى من درجته» وهنا نسأل: هل ينطبق هذا على الآباء البطاركة الذين كانوا قبلا مطارنة إيبارشيات مثل البابا يؤانس ال 91 والبابا مكاريوس والبابا يوساب؟ وإن كان ينطبق إذن فرسامتهم تكون باطلة، وبالتالى من قاموا برسامتهم تكون رسامتهم باطلة، ونكون قد فقدنا اليد الرسولية فى الكنيسة القبطية، بل فى كنائس العالم كله التى لا تطبق هذا القانون بهذا الشكل الذى تدعيه. ه - أما قضية وضع اليد التى وضعت على الأسقف فيقابلك ويعارضك فيها عدة أمور:
- حينما تتم ترقية الأسقف إلى مطران هل يتكرر وضع اليد عليه أم يجب أن نرسم المطارنة من الرهبان، وهل فى ترقية القس إلى قمص هل نعيد نفخة الروح القدس فى رسامته؟ - هل فى هجومك هذا قد تناسيت أن تاريخ كنيستنا حافل برسامة أساقفة عموميين ومطارنة عموميين وأساقفة ومطارنة إيبارشيات بطاركة، هل قد تناسيت هؤلاء أم أنك تهاجم وتدين وتخضع هؤلاء لزيف قانونك ومن هؤلاء:
البابا إنيانوس 2: سيم خلفا للقديس مارمرقس وكان قد رسم على يد مارمرقس.
البابا بطرس الثانى 21: خليفة القديس إثناسيوس الذى اشترك القديس إثناسيوس فى رسامته فى الأسبوع الأخير من حياته.
البابا بطرس الجاولى 109: كان مطرانا عاما مرشحا لإثيوبيا واستبقاه البابا المعاصر.
البابا كيرلس أبوالإصلاح 110: سيم مطرانا عاما لمصر للتهرب من رفض الخديو لرسامته بطريركا ثم تم تنصيبه بطريركا بعدها بفترة.
البابا يؤانس 113: كان مطرانا بالبحيرة، وظل كذلك بعد تتويجه بطريركا فلم يترك إيبارشيته.
البابا مكاريوس114: كان مطرانا لأسيوط وظل كذلك بعد تتويجه بطريركا فلم يترك إيبارشيته.
البابا يوساب 115: كان مطرانا لجرجا وظل كذلك بعد تتويجه بطريركا فلم يترك إيبارشيته.
البابا شنودة 117: سيم أسقفا عاما للتعليم ثم بطريركا خلفا للبابا كيرلس السادس.
هل نتجاهل كل هذا التاريخ لمجرد فهم خاطئ وشرح خاطئ وترجمة غير دقيقة بالمرة تخدم أهواء البعض؟!
- أيضا فى هجومك تطعن فى قانون اثنين من عمالقة البطاركة فى كنيستنا وهما قداسة البابا كيرلس السادس الذى قام برسامة الأنبا باسيليوس الذى كان مطرانا فى إثيوبيا ليصير بطريرك جاثليق إثيوبيا، بل يعتبره الإثيوبيون أول بطريرك لكنيستنا فى إثيوبيا فهل قداسة البابا كيرلس السادس قد تعرض للعقوبة لمخالفة هذا القانون من وجهة نظرك؟!
أيضا تطعن فى قانونية قداسة البابا شنودة الثالث، فقد كان أسقفا عاما وبناء على نظريتك فقد وضعت اليد عليه مرتين، وهنا نسألك: لماذا لم تقدم لنا هذه التعاليم أيام قداسة البابا شنودة الثالث ولماذا لم تجرؤ على هذا فى حياة قداسة البابا شنودة وهل من النبل أن تسلك مثل هذا السلوك فلا تجرؤ على تقديم رأيك هذا إلا بعد نياحة قداسة البابا شنودة العظيم فى البطاركة؟
وأتعجب من أسلوبك فى الهجوم على آباء الكنيسة بألفاظ لا تليق بمثقف مسيحى مثل أن تقول: «ولكن القانون الشيطانى أى لائحة 7591 قد هدم هذه الآية وفتح الباب لأن يتقدم كل من عنده شهوة ليعرض نفسه ويذهب بنفسه إلى خارج ديره وقلايته إلى القاهرة ليقدم طلبا بأن يصير بابا للكنيسة وذلك ضدا لتقليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وخلافا لتاريخ باباواتها القديسين حتى عام 1928 وهنا لنا عدة ملاحظات:
- هذا القانون الذى تقول عنه إنه شيطانى قد أتى بقداسة البابا كيرلس السادسة وقداسة البابا شنودة الثالث.
- هل أنت لا تعترف بقدسية باباوات الكنيسة إلا حتى عام ,1928 وهل من هذا التاريخ وأنت تطعن فى قانونية هؤلاء الآباء البطاركة، وهذا إن صح فيتفق مع عقيدتك ومبادئك، ولكننا نلفت نظرك أن هذا من شأنه أن يعرضك للمحاكمة الكنسية.
فلا يليق أن نشوه تاريخ حقبة، بل عدة حقبات من حقبات تاريخ الكنيسة ولا يليق أن نطعن فى تاريخ آبائنا.
- أيضا حينما تتعرض لتفسير أحد الآباء الأساقفة المرشحين لنصوص القوانين الكنسية لمصلحته الخاصة كما تدعى والمعروف أن هذا الأسقف متخصص ومن العلماء فى هذا المجال، بل فى مجالات أخرى، فنريد هنا أن نسأل ما هو مجال تخصصك ودراساتك حتى نستفيد وهل تحليلاتك هذه قائمة على أسس علمية أم نقلا عن آخرين أم هى مجرد تعبير عن أهواء وميول شخصية لتأتى بها فى نسق غير علمى لا يخفى على ضمير الشعب الذى يقرأ ويفهم ويعى كل شىء؟!
فى النهاية حينما تنهى مقالتك مدعيا أنها شهادة للحق الإلهى والحق الكنسى فلا يليق بك أن تحكم على ما تكتب بأنه هو الحق، بل دع الآخرين هم الذين يحكمون حتى يكون لهم الحيادية فيما يحكمون، أما أنت فيليق بك أن تدرس وتتعمق فى هذا الموضوع ولا مانع من أن ترجع لمقالة معلم الأجيال قداسة البابا شنودة فى مجلة الكرازة العددين 18 17 الجمعة 5 مايو ,1995 أو ما قاله فى عدة حوارات سواء فى جريدة الأهرام أو فى برنامج «مانشيت» أو ترجع لمراجع متخصصة فى هذا الموضوع وفى مراجعتك يجب أن تقتنى شيئا من الاتضاع حتى تتكشف لك الحقائق النقية من الأهواء والأغراض الشخصية.