فور إعلان د. محمد مرسى رئيسا لمصر سرت شائعة قوية بقيام بعض المنتجين السينمائيين باتخاذ قرار بالهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة وتحديدا إمارة دبى لنقل نشاطهم الفنى هناك خوفا من بطش جماعة الإخوان المسلمين بهم بعد صعود مرشحهم إلى كرسى الرئاسة وفرض قيود على حرية الفن والإبداع. وهو ما يعيد إلى الأذهان ما حدث أيام نكسة يونيو 67 التى دفعت مجموعة من المنتجين والفنانين نتيجة الفوضى وعدم وضوح الرؤية أو تحديد ملامح الدولة للهجرة إلى لبنان لممارسة نشاطهم السينمائى هناك، والسؤال هنا هل سيتكرر نفس السيناريو مرة أخرى بعد صعود التيار الإسلامى وأن المسار إلى الهجرة سيكون إجباريا إذا حدث تضييق للخناق على حرية الفن والإبداع؟! أم أن الأمر كله لا يعدو مجرد شائعة من باب جس النبض كبالونة اختبار ولن يكون لها أى أساس من الصحة؟! أيا كان الأمر فالمنتجون لهم رأيهم فى ذلك..
يقول أحمد السبكى: لن أغادر مصر أيا كان الموقف ولن أترك مجالى ولقمة عيشى لأى سبب من الأسباب ولن يجبرنى أحد على تجميد نشاطى، ولن نسمح لأحد بمصادرة إبداعنا فحرية الإبداع من حق كل مواطن مصرى أيا كان شكل إبداعه وليس من حق أحد أن يحجر عليه، وعن شكل الخريطة السينمائية بعد وصول الإخوان للحكم نفى «السبكى» حدوث أية تغيرات بها أو انعطافها عن مسارها الطبيعى الذى اعتاد عليه المنتجون والجمهور معا، وقال: الإخوان لن يستطيعوا فرض رقابة أو قوانين جديدة علينا خاصة أن أى دولة فى العالم عندها فنها الجيد وفنها الهابط وعلى المشاهد أن يختار ما تحتاج إليه الحالة النفسية التى يعيشها فهو يبحث عن أفلام الترفيه إذا كانت حالته النفسية سيئة ويبحث عن الأفلام ذات الرسالة إذا كانت حالته المزاجية تحتاج إليها ومثلما لا تستطيع شركات الإنتاج أن تفرض على المشاهد فنا بعينه، فلا أحد يستطيع أن يفرض على شركات الإنتاج فنا بعينه. «السبكى» أكد أنه مستمر فى الإنتاج ويصور حاليا فيلمه «عش البلبل» بطولة دينا وسعد الصغير ويدور حول حياة الراقصات فى شارع محمد على.
منيب شافعى
محمد العدل يؤكد أن الفن لا ينفصل عن واقع المجتمع، فكيف يخرج أى من كان محاولا منع ظهور الواقع فى الأفلام السينمائية حتى لو كان الواقع مشوها فما نقدمه من سلبيات فى السينما ما هو إلا روشتة لتلافيها وعلاجها في الواقع، فلا يجب أن يحاسبنا أحد على تناولها لأنه فى الأول والآخر رؤية إبداعية سواء للمؤلف أو المخرج ولهما مطلق الحرية فى طرحها فليس من المعقول أن نحذف من قاموسنا السينمائى مشاهد بنات الليل والخمر طالما يتم توظيفها فى سياقها الطبيعى وبلا إسراف أو سفه، لكن ليس من حق أحد أن يحاسبنا على أن ما يتم تناوله جريمة وكأننا نعيش فى كوكب آخر ليس له علاقة بما يدور على كوكب الأرض أو فى محيط دائرتنا المجتمعية!
عبدالجليل حسن المستشار الإعلامى للشركة العربية للإنتاج السينمائى أكد أن لا أحد يستطيع فرض رقابة على حرية الإبداع سواء فى السينما أو فى أى أعمال فنية وقال: أى كلام عن تقييد حرية الإبداع الآن هو كلام سابق لأوانه لأننا لن نسمح لأحد بإعادة سياسة محاكم التفتيش إلينا مرة أخرى. «عبدالجليل» أضاف: لا صحة عن أنباء توقف أو تجميد الإنتاج السينمائى وأن العجلة تدور بشكل طبيعى ونصور حالياً فيلم «فبراير الأسود» بطولة خالد صالح وإدوارد وأمل رزق فى أول بطولة سينمائية مطلقة لها ومن تأليف وإخراج محمد أمين.
المخرج محمد كامل القليوبى قال: لابد من التمسك بالحرية قدر الإمكان ولا نمنح أحدا الفرصة للتلاعب بحرياتنا فى الفن والإبداع والتى نعتبرها خطا أحمر غير مسموح بالاقتراب منه. «القليوبى» عبر عن ارتياحه وتفاؤله بالمرحلة القادمة وأنه لن يجرؤ أحد علي المساس بحرية الفن والإبداع معولا آماله على تضامن الشعب كله على هذا المفهوم وأن الشعب لن يسمح لأحد بعد ذلك بأن يسوقه كالماعز والغنم، مؤكدا أن الإخوان فى هذه المرحلة لا يريدون الدخول فى صراعات تفقدهم ثقة الشعب فى مرشحهم الرئاسى بعد أن خسروها من خلال أدائهم البرلمانى الهزيل الذى ظهروا عليه قبل حل مجلس الشعب.
د.سمير فرج
د. سمير فرج رئيس جهاز السينما أكد أن مسألة تقييد حرية الإبداع أمر حسمته جماعة الإخوان المسلمون حتى من قبل أن يعتلى مرشحهم كرسى الرئاسة بعد أن أعلنوا أنهم لن يقتربوا من حرية الإبداع طالما أنه فن هادف وغير مسف وهو مطلب كل الناس وليس الإخوان فقط أن يكون الفن المصرى فنا محترما هادفا ذا رسالة لا يسىء لوجه المجتمع المصرى، من ناحية أخرى تمنى «فرج» أن ينصلح حال السينما فى المرحلة المقبلة وتنتعش صناعتها من خلال دعم الدولة للمؤسسات السينمائية الرسمية لتقديم أفلام تخدم المجتمع وتحديدا من خلال جهاز السينما الذى يعتبره بمثابة مؤسسة السينما التى كان يرأسها نجيب محفوظ فى الستينيات ومن بعده صلاح أبوسيف والتى كانت تتبع وزارة الثقافة وقدمت أهم الأفلام التى تعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية منها «قنديل أم هاشم»، «ميرامار»، «خان الخليلى»، «زقاق المدق»، «يوميات نائب فى الأرياف»، «الطريق» و«البوسطجى». احمد السبكى
منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما أكد أنه من الصعب أن تقوم جماعة الإخوان بمثل هذه التصرفات التى تنتقص من قدرها ومكانتها ففن وإبداع أى دولة هو مقياس حضارتها، ومن الصعب أن نهدم حضارتنا بشكل غير واع ولمجرد أهواء شخصية كما أن شيئا من هذا لن يحدث لأن فكر الجماعة أقوى وهدفهم أكبر من أن يقفوا أمام حرية الفن والإبداع والعمل مازال يسير بصورة طبيعية ولا توجد مخاوف على الإطلاق من فرض أية قيود على الفكر أو الفن..