النتائج غير المتوقعة التى جاءت بها صناديق انتخابات الرئاسة إنما هى نتائج طبيعية عبرت عن حالة التفتت والتشتت والتشرذم التى حدثت من مرشحى التيارات الثورية والليبرالية والحديث بلغة الأنا والاستئثار بالغنائم والحلم بالشهرة والمناصب بدلا من لغة إنكار الذات وإيثار وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الخاصة فحصلوا جميعا على فتات الأصوات إلا مرشحان اثنان جادان كانا قاب قوسين أو أدنى من قصر الرئاسة لو اتحدا وهما صباحى وأبوالفتوح، وأصبحنا فى ورطة أمام خيارين كلاهما مر، فإما أن نعود إلى المربع 1 ونبهر العالم مرة ثانية بإعادة تسليم السلطة لنظام مبارك كما أبهرناه بانتزاعها منه أول مرة بالثورة البيضاء!! تأكيدا لقصة اليهودى الفقير الذى ذهب إلى الحاخام يشكى له سوء وبؤس أحواله حيث يقيم ووالداه وزوجته وأولاده وبناته فى حجرة واحدة وطلب منه المساعدة، فأمره الحاخام بتربية خنزيرين فى حجرته مع أسرته والعودة له بعد أسبوع فنفذ اليهودى الأمر ولما عاد فى الميعاد سأله الحاخام كيف حالك؟ رد عليه اليهودى فى أسوأ حال، حيث زادت الخنازير الطين بلة داخل الحجرة ببرازها وفضلاتها ورائحتها، فأمره بإخراج خنزير واحد من الحجرة والعودة بعد أسبوع ولما عاد بعدها أعاد سؤاله كيف حالك الآن؟ رد اليهودى الحمد لله الحال أفضل قليلا، فأمره بإخراج الخنزير الثانى من حجرته والعودة بعد أسبوع وسأله بعدها عن حاله، فقال له الحمد لله الحال أصبح عال العال ونعيش فى نعيم ورخاء كما كنا قبل قدوم الخنزيرين، هكذا سيكون حالنا مع عودة نظام الفلول، والخيار الثانى هو أن نعود إلى الحكم الشمولى الديكتاتورى المستحوذ على جميع مقاليد السلطة فى البلاد فى دولة المرشد بحكم الإخوان على أمل أن ننعم بكراتين البيض والسكر والزيت كثمرات لمشروع النهضة الإسلامى وثمنا للثورة، ولك الله يا مصر وحسبنا الله ونعم الوكيل.