عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 24 - 07 - 2010 قفزت درجة الحرارة إلى 36 درجة.. واشتدت أشعة الشمس فلحست عقول الأوروبيين.. ونصفهم يمشى فى الشارع يكلم نفسه.. واستعار أصحاب المحلات الكبرى والصغرى فكرة «الزير» فى بلادنا.. فوضعوا على أبواب المحلات مبردات للمياه.. تقدم الماء الساقع لمن يرغب.. وتدافع الناس حول أكشاك الكولا يروون عطشهم.. ووالله إننى لن أتعجب لو رأيت بائع العرقسوس يطوف شوارع أوروبا كما كان يطوف حوارى مصر زمان.. يعلن بصوته الجهورى عن بضاعته.. شفا وخمير.. وعندما يتجلى يهتف من القلب متباهيا: اللى ضرب البيبسى على عينه يا بنى..!! اشتدت حرارة الشمس فلحست عقولهم.. والشبشب والشورت هو الزى الرسمى للرجال والبنات والسيدات كما خالتى شخصيا.. والموظفون يذهبون لأعمالهم بالشورت والمايوه وشبشب زنوبة.. والبنات ومن غير كسوف خلعت هدومها لتظهر البضاعة الصابحة..!! وحمامات السباحة والشواطئ كاملة العدد.. ومن حكمة الله أن عندهم فى كل حى وعلى كل ناصية حمام سباحة يستهلك من المياه ما يكفى لزراعة الأرز العطشان فى بلادى.. وقد جاء الزمن الذى ينعمون فيه بالوفرة من المياه وحمامات الجاكوزى العمومية.. فى حين نعانى نحن من شح المياه وقد صار حديثنا الرئيسى واليومى عن حرب المياه القادمة!! البنت الأوروبية تمشى عريانة نعم.. لكنها عريانة محترمة من البيت للشغل ومن الشغل للبيت.. لا دخل لسيادتك بعريها وبحريتها الشخصية.. هى عريانة لأنها تعانى الحرارة الزائدة.. فلا تتصور لفرط سذاجتك أن المسألة تدخل فى باب العيب أو الأخلاق الحميدة.. ولا تعتقد أن عريها الاضطرارى هو دعوة لسيادتك للبحلقة والتطفل.. وميزة أوروبا أن كل واحد فى حاله.. يرتدى أو يخلع من الملابس ما شاء.. دون أن يتدخل الآخر ليفرض عليك قانونه ومعتقداته الخاصة..!! اشتدت الحرارة فصارت الخبر الرئيسى فى جميع نشرات الأخبار.. ومن عجائب الدنيا أن الأخبار عندهم تبعا لاهتمامات الناس.. والناس طبعا لا تهتم كثيرا بأخبار الحكومة.. لكن أحوال الطقس هى الخبر المهم.. وتنقل لك نشرة أخبار توقعات الطقس لليوم والغد وما بعد الظهر وما قبل الليل. وهكذا أنت على علم بتطورات الطقس على اعتبار أنها الحدث الأول الذى يهم الناس.. أما الحدث الثانى فى نشرة الأخبار فهو عن حالة الكساد الرهيبة بسبب الحرارة الزائدة.. فالسياحة مضروبة.. ولماذا يأتى اليابانى والكورى والأمريكانى من بلادهم البعيدة لكى يعانوا الحرارة فى دول أوروبا.. ناهيك عن أن موسم الأوكازيون قد انكشف تماما.. والناس لا تقبل على الشراء أو البيع.. أما عن الملابس والموضة فلا حاجة للمستهلك بها.. لأن الشبشب والشورت قد قاما بالواجب..!! اشتدت الحرارة.. فتعطلت الأعمال فى دول أوروبا المنتظمة كالساعة.. وتوقفت حركة الإنشاءات فى الطرق.. وتوقف عمال المبانى عن البناء والتعمير.. وتعظيم سلام للعامل فى بلادى.. العامل الذى يبنى ويعمر ويشيد القصور والفيلات والطرق والمساكن الشعبية.. العامل الذى يبنى ودرجة الحرارة فوق الأربعين.. يواجهها بالمخترعات الشعبية والأكل المالح الذى يحتفظ بالماء داخل الجسم.. لكنه لا يتوقف عن العمل أبدا..! المشكلة أن العامل المصرى لا يعمل فى أوروبا.. التى فوجئت بتوقف العامل هناك عن العمل بحجة الحر الزائد.. وفى فرنسا تحديدا توقف العمل تماما والسبب أن نقابات العمال تطالب بزيادة فى الأجور بسبب الطقس الحار.. وهى تفاصيل نحكيها فى مرة قادمة.