عاصم حنفي روزاليوسف الأسبوعية : 27 - 02 - 2010 ولأنه لاحياء فى العلم.. ولا كسوف فى المعرفة.. فقد لاحظت طبقا لاستطلاعات الرأى التى قمت بها شخصيا.. أن المرأة فى بلادى لاتصلح سوى للطبيخ والكنس والمسح.. وأنه من الأفضل لها ولنا أن تجلس فى بيتها لاتغادره إلا عندما تغادر الدنيا الفانية.. على اعتبار أنها شيطان إذا أقبلت أو أدبرت.. ثم إنها ناقصة عقل ودين.. فكيف لها أن تتولى مناصب القضاء التى يحتكرها الرجال أصحاب الحكمة والرزانة والعقل المكتمل صحيحاً بلا نقصان..؟! وأتمنى أن تأتى النهاية سريعة سعيدة كما فى الأفلام العربى.. حتى نغلق الملف المفتوح بفعل فاعل.. ومن غير المعقول أن نقلد دول أوروبا المتسيبة.. والتى سمحت للمرأة بالعمل فى كل المجالات.. و 51 فى المائة من سائقى مترو الأنفاق من الجنس الناعم واللطيف.. وفى الأتوبيسات التى تجرى فوق الأرض فإن أختنا حواء تشكل 57 فى المائة من مجموع السائقين.. وفى دنيا الصناعات الدقيقة والإلكترونية فإن المرأة تمثل 78 فى المائة من مجموع العاملين.. وحتى فى الصناعات الحربية ورؤوس الصواريخ التى كانت تعتمد على سواعد الرجال.. تسللت المرأة فصارت تمثل 43 فى المائة من المجموع الكلى.. ناهيك عن أنها تحتل معظم وظائف التدريس والتمريض والقضاء.. وحتى فى المناجم فإن الست حواء تشكل 23 فى المائة من مجموع العاملين.. ومن الواضح أنها فى أوروبا قد زحزحت الرجل عن مواقعه المفضلة.. وتسعى لتكرار الأمر فى بلادى.. ليجد الرجل نفسه فى النهاية جالسا فى البيت يقشر بصل ويقمع بامية.. ويتفرج على نانسى عجرم فى أوقات الفراغ..!! المرأة إذن غلطانة فى مصر لسعيها للعمل فى مجال القضاء.. فى حين أنها الموضة فى أوروبا.. وهناك سيدتان تحكمان دولتين من كبرى دول أوروبا الغربية.. وهناك وزيرات للعدل والدفاع والبوليس والمخابرات.. وفى أوروبا الشمالية هناك رئيسات وزراء وزعيمات للمعارضة.. لكن هذا الخلل فى أوروبا التى تفتقد للأصول والتقاليد العربية الراسخة.. وخيبتنا القوية أننا لاندرك أن هناك حالة من اللخبطة العقلية والارتباك النفسى تعيشها مجتمعات الغرب.. وأن هناك خللا واضحا فى الأداء تحتاج معه مجتمعاتهم إلى مليون طبيب نفسى.. وهى مجتمعات صاخبة لاهثة.. عكس مجتمعاتنا التى تفضل السكون والجمود والصمت الرهيب.. على اعتبار أننا نعيش على إيقاع خطوات الِجمال فى الصحارى الواسعة.. موسيقانا هى الدفوف وأفضل أشعارنا فى الحماسة والفخر والهجاء. نحن إذن لسنا فى حاجة لطبيب نفسى.. نحن فى حاجة لعالم آثار وحفريات شجاع.. لاكتشاف ما خفى عنا من سلوك بعضنا..!! لقد بلغ من جنون أوروبا أنهم ينظمون الاحتفالات الكبرى بمناسبة 8 مارس أو اليوم العالمى للمرأة.. فى حين أننا العقلاء الحكماء سوف نحتفل به بطريقتنا الخاصة.. بمنع المرأة من العمل بالقضاء.. وجلوسها فى البيت تمارس إبداعها فى صوانى المحشى والبطاطس والمكرونة بالبشاميل!! علينا أن نفخر بمجتمعاتنا المحافظة.. وبإنجازاتنا العلمية غير المسبوقة.. عن بول الناقة والتاكسى الحريمى.. وميزة إرضاع الكبير فى تنظيم شئؤن العمل.. وهى إنجازات هائلة سوف نباهى بها الأمم يوم القيامة.. ويكفينا فخرا أن المرأة عندنا قد تطورت كثيرا.. وقد صار نقابها هو الزى الرسمى.. وشعارها الحجاب قبل الحساب يا أختاه.. ثم إنها تمتنع الآن عن مصافحة الرجال.. على اعتبار أن الرجل عورة ورجس من عمل الشيطان فاجتنبوه يا أولى الألباب..! لقد عطلتنا المرأة بسعيها للعمل فى مجال القضاء.. أخذت من وقتنا الكثير.. مع أن الحكاية لاتستحق.. والمرأة شيطان كما تعلمون.. إذا أقبلت وإذا أدبرت.. ومع هذا فإن أوروبا العبيطة تحتفل بها فى الأسبوع القادم فى اليوم العالمى للمرأة.. وهى بدعة جديدة.. وكل بدعة ضلالة.. وكل ضلالة فى النار..!!