مانويل جوزيه هل يمكن أن ينجح زيزو فى المهمة الصعبة وإنقاذ الأهلى من المشكلة التى وقع فيها بدون أى مناسبة؟ نعم.. يمكن.. لكن المشكلة كبيرة فعلا.. فهناك حالة من التخبط الإدارى والكروى، استمرت لأكثر من عام - المشكلة كانت واضحة للكل، ولكن الكل أغمض عينيه عن هذه المشكلة. تصوروا أن مجرد التعاقد مع أسماء كبيرة كفيل بأن ينهى المشكلة، وثبت أن أسماء النجوم لا تصنع فريقا كبيرا، هناك أشياء أخرى يحتاجها أى فريق لكى ينتج الخلطة السحرية القادرة على النجاح والإنجاز. كل الظروف ساعدت جوزيه على ذلك.. وكل الظروف وقفت حائلا أمام البدرى ليفعل ذلك، وتصور أنه يمكن أن يحدث انقلابا فى طريقة الأداء، وأسلوب اللعب، لكن هذه الطريقة لم تفلح مع نجوم كبروا، ولم يستمر فى سياسة الدفع بالناشئين، فلا حصل هذا ولا ذاك ووقع فى المحظور. كنا نعتقد أن إدارة الأهلى ستعاند وتكمل الموسم بأفراحه وأحزانه، لكن الجماهير لم تصبر كثيرا، وبدأت فى الإعلان عن غضبها بشكل لم تتعود عليه إدارة الأهلى، وبلغ الضغط مداه فى مباراة الإسماعيلى، وتأكد البدرى أنه لن يستطيع إكمال المسيرة وسط هذه الضغوط الرهيبة، وضحى بكل شىء، وفضل الانسحاب بهدوء. زيزو هو الحل المتاح أمام الأهلى، رغم أنه جرب قبل ذلك فتحى مبروك، لكن يبدو أن إدارة الأهلى تفكر فى التجربة طويلة الأمد، فأعطت الفرصة لزيزو لست مباريات كاملة، ربما يفلح فى البحث عن مخرج، والدليل على إعطائه الفرصة كاملة إنها أعطته الفرصة لكى يغير كل الجهاز الفنى المساعد، حتى لا تكون هناك أى حجة. الفرصة فعلا متاحة أمام زيزو، فهؤلاء النجوم الذين يمتلكهم الأهلى قادرون على العطاء أكثر وأكثر، وقادرون على تحقيق الإنجازات الكثيرة. هم فى حاجة إلى إعادة ترتيب، وإعادة انضباط، هم فى حاجة إلى روح الفانلة الحمراء التى افتقدوها منذ رحيل جوزيه، وبدا الأمر منفلتا فى الملعب لدرجة أن كل اللاعبين خرجوا عن شعورهم فى المباريات الأخيرة، وكأنه لا توجد إدارة تكبح جماحهم، وتعيدهم إلى صوابهم. زيزو شخصية هادئة، رزينة، ونعتقد أن تاريخه الكروى يشفع له بأن ينصاع اللاعبون لأوامره، ويبدأ فى التفكير فى خطط بديلة، وخلطة مختلفة كالتى حاول البدرى إيجادها، ولكنه أبدا لم يصل إلى أى حلول فى أى مباراة على مدار الموسم الماضى والحالى كله. ربما تكون المباريات الأولى أسهل من أن نضع زيزو فى اختبار حقيقى، لكن الأهلى فى الأسابيع الأخيرة لم تكن تفرق معه مباريات صعبة، ومباريات سهلة، فكل الفرق طامعة فيه إلى أقصى حد. هى فرصة كبيرة لزيزو لكى ينقل نظرياته التى كان يحيطنا بها أثناء تعليقاته على المباريات إلى الواقع العملى، ولكى يحاول أن يضعها لاعبو الأهلى فى الاختبار الحقيقى لهم هذا الموسم، بعد أن نشطب كل المباريات السابقة من تاريخ الأهلى وحساباته!