بعد سنوات طويلة، ظل النجوم يدفعون فيها ميكروباص السينما، حتي نزل في الترعة بالركاب، وإللي طلع منهم خدوه علي الشفخانة عدل، قرر هؤلاء النجوم بعد الاتكال علي الله، واستشارة المشايخ، والولية أم حنفي بتاعة الفنجان تشييع الدراما التليفزيونية إلي مثواها الأخير، في مقابر الصدقة، علي اعتبار أن إكرام الميت دفنه، وإللي يطول حتة من الكفن، ياخدها من باب البركة أو أهي حاجة من ريحة المرحوم. والحقيقة المرة، أنه لا أحد يستطيع تحميل النجوم وحدهم حكاية خراب السينما وقتل الدراما التليفزيونية بتلك الأجور الخيالية والتي وصلت إلي أربعين مليون جنيه، لنجم واحد، فكم سيتكلف المسلسل، وبكم يباع، ومن الذي يكسب في النهاية، بالطبع لا أحد غير النجم، فالمسئول الأول والأخير عن كارثة الأسعار الفلكية للنجوم، هو التليفزيون نفسه بكل قطاعاته الإنتاجية، التي تعتبر أن النجم هو الفاسوخة التي تمنع الحسد والقر، وأنهم هايلموا من وراه الفلوس في زكايب. وبالتالي.. لم يعد النص يهم حتي لو كان تأليف الحاج محمد شكسبير أو الحاج عوف صاحب مسمط الأمانة، ولم يعد يهم أن كان المخرج أجدع من أوليفرستون، أو الحاج عبده العجلاتي فكل دي حاجات هامشية لا مؤاخذة، المهم.. مين البطل؟! وبناء علي هذا السؤال العبقري، يتحدد إذا كان المسلسل، هايركب الموتوسيكل ويطلع علي الطريق الدائري، أو هايركب عربية تكريم الإنسان، ليه يا إخوانا؟! عشان لا مؤاخذة إحنا بنبيع باسم البطل؟! وبما أن الحكاية أصبحت واقفة علي النجم، فمن حقه أن يحدد المبلغ الذي يريده، واللي مش عاجبه يشتري من حتة تانية، مع إن معظم الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا جماهيرياً ونقديا، ما كنش فيها نجوم لامؤاخذة، وآخرها الملك فاروق وأسمهان. ولذلك.. لا بد أن يتخذ التليفزيون- بكل قطاعاته الإنتاجية- وبدلا من حكاية المقاطعة دي، أن يصنع نجومه، وأن يبحث عن طرق توزيع بديلة، لأن العمل الجيد في النهاية، هو الذي سيفتح أبواب التسويق وكم من نجوم رفضت المحطات العربية شراء أعمالهم.