بالتأكيد تشعر بالاختناق وأنت محبوس داخل سيارتك فى زحام المرور الذى يمتد لساعات دون انفراجه.. وبالتأكيد ستفقد أعصابك وتلعن الشوارع والمرور والناس وتتساءل بكل الغيظ ! أليس هناك من حل ؟! ويتبرع من حولك بتفسير هذا الزحام.. وتقديم بعض الحلول الممكنة.. لكن من شدة الغيظ تصرخ فى استنكار.. هوه إحنا كمان هنحل مشاكل المرور.. أمال البهوات المسئولين بيعملوا إيه.. شايفين المشكلة بتزيد يوم عن يوم ولا فيه حل ولا يحزنون.. أعصابنا باظت وعربياتنا باظت.. وأخلاقنا باظت أكثر !! مع إن رجال المرور يستطيعون فك اشتباك المرور فى لحظات ، ويستطيعون تفريغ الشوارع من الزحام لمرور موكب رسمى.. رجال المرور يستطيعون ، ولكنهم لا يفعلون هذا إلا فى الحالات القصوى.. وكأنه مطلوب منا أن نعانى وأن نختنق.. ونعلن كل شىء.. ونعود إلى منازلنا مهدودى الحيل ، فاقدى الرغبة فى الكلام وفاقدى الرغبة فى الحياة بهذه الطرية المهينة للآدمية.. نحن نعلم أن تعدادنا زاد.. وأن شوارعنا ضاقت بنا.. وبيوتنا ضاقت.. ومكاتبنا ضاقت.. وأصبحنا محاصرين فى كل جانب بزحام لا يرحم.. نحن نعلم كل هذا.. ونعيش تفاصيله مع كل نسمة هواء نتنفسها.. ومع كل موضع قدم نخطو فيه نفهم كل هذا.. ولكن ماذا بعد؟ والسؤال قد يجيب عنه رجل الشارع العادى.. وأى سائق تاكسى.. ولكن هذه الإجابات المبتورة لن تحل المشكلة.. والمشكلة لن يحلها إلا خبراء المرور وخبراء هندسة الطرق ليفتحوا الخرائط ويدرسوا ما يمكن إنقاذه على المدى القريب.. وما يمكن إصلاحه على المدى البعيد.. وإن يبدأ التنفيذ فورا. وأعتقد أن اجتماعا يضم عبدالعظيم وزير - محافظ القاهرة - واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة وفتحى سعد محافظ الجيزة مع خبراء كليات الهندسة، سيكون بداية مهمة لوضع الحلول لهذا الاختناق الذى نعانيه كل ساعات اليوم فى شوارع القاهرة وميادينها ؟؟ قرار غلق المحلات التجارية فى الثامنة مساء والذى اتفقت عليه إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة هل سيساعد في حل أزمة المرور وتكدس الشوارع بالسيارات ؟! الإجابة الأكيدة.. لا لأن أصحاب السيارات لا يزاحمون للذهاب إلى المحلات التجارية.. إنهم يعرفون طريقهم إلى المولات الكبيرة بجراجاتها الضخمة ومحلاتها التجارية المتعددة. أما جمهور المحلات التجارية فى وسط البلد مثلا.. فهم السائرون على أقدامهم للفرجة والتسلية.. ونادرا ما يدخلون إلى المحلات التجارية وإنما فقط يتوقفون أمام فاتريناتها.. أرخص متعة للتسلية والخروج من كتمة المنازل والفائدة الحقيقية من قرار تشطيب المحلات التجارية فى الثامنة مساء هو توفير للطاقة الكهربائية.. وهذا يكفى !! «بانوراما الفيلم الأوروبى» نافذة جديدة نطل منها على السينما الأوروبية بعد أن أغرقتنا السينما الأمريكية بخرافاتها عن الرعب والقتل والدم باستخدام الصورة ذات الأبعاد الثلاثية.. ها هى السينما الأوروبية مازالت تحتفظ بالبساطة وجمال الروح والنفاذ إلى القيم الإنسانية.. وقد استطاعت المخرجة والمنتجة ماريان غورى من خلال شركة مصر العالمية «يوسف شاهين وشركاه» أن تستقطب 23 فيلما من 8 دول أوروبية للعرض لأول مرة فى مصر من خلال أسبوع سينمائى تتبادل عروضه بين دارى عرض إحداهما فى مصر الجديدة والثانية فى المنيل وبدعم من الاتحاد الأوروبى ووزارة الثقافة.. وقد كانت اختيارات هذه الأفلام على درجة عالية من الدقة الفنية والتى أوصلتها إلى أرفع جوائز مهرجان كان وبرلين وفينيسيا ومن يحب السينما.. يبحث عنها فى كل مكان.