كان يوماً شاقاً.. ذلك اليوم الذى جاء فيه نجوم التدريب فى القارة السمراء إلى القاهرة لحضور فعاليات مؤتمر تحليل مباريات بطولة كأس العالم 2010 التى أقيمت فى جنوب أفريقيا لكى يزداد الوعى التكتيكى لدى المدربين داخل القارة الأفريقية. وبحضور عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم و«تيرى ريجيناس» رئيس لجنة تنمية الموارد بالفيفا و«سمير زاهر» رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم تم افتتاح المؤتمر الذى يضم دول القارة السمراء. تجولت «صباح الخير» داخل أروقة المؤتمر فترى «سمير زاهر» رئيس الاتحاد يأتى مسرعاً للحاق بالمؤتمر ليلقى الكلمة الافتتاحية ويمدح فى القارة السمراء ويثنى على نجاحها فى استضافة هذا الحدث الكبير. وعبر «عيسى حياتو» رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم عن أسفه بسبب عدم حضور «جوزيف بلاتر» رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم لافتتاح المؤتمر بالقاهرة. وأكد «حياتو» أن العديد من وسائل الإعلام توقعت حدوث كارثة داخل جنوب أفريقيا بسبب الأوضاع الأمنية السيئة وقت أن تم الإعلان عن فوزها بشرف تنظيم البطولة.. إلا أن قدرة رفاق «مانديلا» على تنظيم هذا الحدث الكبير أخرس كل ألسنة المشككين. وكشف «تيرى ريجيناس» مدير لجنة تنمية الموارد بالفيفا عن مفاجأة سعيدة بزيادة حصة أفريقيا 5,2 مليون دولار لتطوير نشاط الكرة فى أفريقيا. وتوجهت «صباح الخير» إلى فتحى نصير المدير الفنى للاتحاد المصرى لكرة القدم لسؤاله عن الدعم الذى أعلن عنه «ريجيناس» لتطوير كرة القدم فى أفريقيا فقال: إن حصة مصر من إجمالى الدعم المقرر لمصر ربع مليون دولار وبعد الزيادة التى أعلن عنها «ريجيناس» سيتم زيادة حصة مصر. وأعرب «طه إسماعيل» المحاضر الدولى الكبير عن سعادته بالمظهر اللائق الذى ظهر عليه المؤتمر حيث انصب جهد الخبراء فى تحليل مباريات كأس العالم لكى يزداد الوعى الفنى والخططى لقارة أفريقيا. وفى ردهة الفندق الذى احتضن المؤتمر قابلنا الدكتور جمال محمد على المدير الفنى السابق لنادى بترول أسيوط حيث قال أنه تلقى دعوة لحضور المؤتمر بالرغم من أنه لا يمثل أى منتخب من منتخبات القارة وهو بالتأكيد شرف كبير لكى يحضر تحليل مباريات كأس العالم.. وقال جمال: إن التحليل انصب على المباراة النهائية التى جمعت كلا من إسبانيا وهولندا وكيف كانت التكتيكات تتغير أثناء اللقاء الذى اتسم بالندية والإثارة والمتعة. وكان الحضور الجزائرى قوياً حيث تحدثنا مع رابح سعدان المدير الفنى السابق لمنتخب الجزائر عن الشائعة التى انتشرت مؤخراً حول وفاته فى حادث سيارة وهو الأمر الذى أحزنه كثيراً. وأوضح سعدان أن المنتخب الجزائرى عانى فى الفترة الأخيرة وأنه قدم استقالته لأنه لم يجد أى جديد ليقدمه. وأشار سعدان إلى أنه يعلم تماماً الأشخاص الذين تسببوا فى إطلاق تلك الشائعة السخيفة. وأكد سعدان أن موقف المنتخب الجزائرى صعب للغاية لكنه يتمنى له التوفيق مع المدير الفنى الجديد «عبدالحق بن شيخة» الذى تولى المسئولية مؤخراً فى لقاء أفريقيا الوسطى والذى خسره بهدفين نظيفين. وكان ضرورياً أن نتحدث مع الجزائرى «عبدالحق بن شيخة» المدير الفنى الحالى لمنتخب الجزائر الذى ظهرت عليه علامات السعادة بالحفاوة المصرية التى شعر بها حيث تحدث «بن شيخة» عن موقف مصر والجزائر فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 بالجابون وغينيا الاستوائية بأنه صعب للغاية وهناك تشابه كبير بين موقفى مصر والجزائر حيث تعادل كل منهما على أرضه فى المباراة الأولى وخسر فى المباراة الثانية خارج أرضه. وأضاف «بن شيخة» أن كلا من مصر والجزائر اختار الطريق الصعب للوصول إلى النهائيات حيث سيواجه كل منهما خصماً صعباً، فستلتقى الجزائر مع المغرب وتواجه مصر جنوب أفريقيا والفوز حتمى فى هاتين المباراتين لكى نستطيع أن نقول إن الأمل لايزال باقياً. وتحدث «بن شيخة» عن الانتقادات التى طالت «حسن شحاتة» من الجمهور والإعلاميين حيث قال: إن الخسائر تطغى على الإنجازات فكيف للجماهير أن تنسى أن حسن شحاتة استطاع تحقيق رقم قياسى بالفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات وتكال له كل هذه الانتقادات بسبب الحصول على نقطة من أصل ست نقاط، والمشوار مازال طويلاً ولم ينته بعد. وأضاف: إن الأمر نفسه حدث مع «رابح سعدان» حيث قاد منتخب الجزائر إلى التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 وبالرغم من ذلك استقال بعد التعادل فى مباراة تنزانيا بهدف لمثله نتيجة الانتقادات الشديدة الموجهة له. وأكد «بن شيخة» أن مصر والجزائر إخوة وستظل هذه الأخوة إلى الأبد ولا يوجد ما يستدعى التفرقة بين شعبين تربطهما العديد من الروابط القوية والعلاقات التاريخية المشرفة. وانتهزنا الفرصة وتحدثنا مع «هارونا دوالا» المدير الفنى لمنتخب النيجر حيث أكد أن الفوز على مصر يعد انتصاراً كبيراً له بالرغم من الفارق الكبير بين المنتخبين والذى يصب فى صالح المنتخب المصرى. وأعرب «دوالا» عن سعادته بالنقاط الثلاث مشيراً إلى أن هذه النقاط ستساعده كثيراً فى مشوار التصفيات. ثم كان اللقاء مع شريف الخشاب المدير الفنى لمنتخب «تشاد» وسألناه عن موقف مصر فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم حيث قال: إنه بالرغم من أن لكل مباراة ظروفها إلا أن منتخب النيجر من أضعف فرق القارة السمراء وأنه واجهه أثناء قيادته لمنتخب «تشاد» وتعادل معه بهدف لمثله!. وتجاذبت «صباح الخير» أطراف الحديث مع «محمود الورتانى» المدير الفنى للاتحاد التونسى لكرة القدم عن المباريات التى تجمع الأشقاء العرب بعضهم ببعض، ولماذا تقام هذه المباريات وسط أجواء مشحونة حيث قال «الورتانى»: إن أهم شىء سيحافظ على العلاقات العربية بعضها ببعض هو ضبط النفس بالإضافة إلى ضرورة محاربة أصحاب الضمائر الضعيفة .