ستظل كل ذكرى جديدة تحل على نصر 6 أكتوبر المجيد تحفر فى ذاكرة الوطن قيمة هذا الإنجاز المبهر ليس فقط للعسكرية المصرية التى انتزعت احترام وتقدير العالم أجمع وهى تتخطى كل الموانع المستحيلة لتحرر أرضها فترد الاعتبار إلى كل مصرى وعربى. وإنما أيضا إلى عقيدة الإصرار وإرادة كسر كل التحديات والصعاب التى مهما بلغت ومهما امتدت طولا واتساعا لا تستطيع الصمود أمام صلابة وعزيمة الجندى المصرى. وستظل كل ذكرى جديدة تحل على انتصار 6 أكتوبر تؤكد على حتمية القرار التاريخى للرئيس السادات بالحرب وعبور قناة السويس أكبر عائق مائى عرفته البشرية ومن ورائه الخطوط الحصينة تسقط تحت أقدام البواسل بعد ست سنوات لم تعرف فيها العسكرية المصرية سوى العمل والجهد والتحدى والإصرار على تحقيق الهدف وهو النصر. وتؤصل لهذه الصفحة المضيئة المشرقة فى التاريخ المصرى فى لحظة فاصلة تجسدت فيها كل عناصر الحرب الحديثة فى تخطيط استراتيجى بالغ الدقة شاركت فيه كل أسلحة القوات المسلحة بكل كفاءة. ستظل كل ذكرى جديدة لانتصار أكتوبر المجيد تسجل قدرة النوايا المخلصة النبيلة التى لا يدخلها شك من قريب أو بعيد فى قيمة هذا الوطن وحقه فى وطن مستقر يستند إلى حاضر قوى يرتقى بحياة أبنائه ويتطلع إلى مستقبل يليق بتاريخه وتأثيره ومكانه ومكانته منذ عرف أول حدود له على وجه الأرض. لقد قاد المقاتل طيار حسنى مبارك الضربة الجوية الأولى صباح يوم 6 أكتوبر بما يزيد على مائتى طائرة فى تناسق مبدع ودقة متناهية جاءت نتاجا لسنوات طويلة من التخطيط والجهد والعمل الشاق والتدريب المستمر.. فى إعداد نسور الجو المصريين لهذا اليوم المجيد لتقطع «الذراع الإسرائيلية الطويلة».. فيضمن للقوات الباسلة المحاربة سماءها صافية من كل خطر وهى تعبر قناة السويس وتخوض معركة التحرير على الأرض وحفظ الطيار المقاتل الرئيس مبارك للوطن كل شبر من أرضه منذ رفع العلم المصرى على أراضى سيناء المحررة.. ورفض التفريط فى شبر واحد من الأرض المصرية عندما قدم الاحتلال مغالطته ومساومته فحاول فى طابا.. لتعود الأرض المصرية كاملة إلى شعبها فاستردت مصر أرضها كاملة غير منقوصة. وصانها منيعة مستعصية على كل المحاولات.. صامدة فى وجه كل دعوات المغامرة بالحرب يحميها الجيش العصرى القادر على حماية وسلامة حدود وطنه.. درعا وسيفا. سيظل كل احتفال بذكرى جديدة تحل على انتصار أكتوبر المجيد يدلنا بكل وضوح على حجم المكتسبات التى تحققت مع سلام تحميه القوة فى وطن مستقر آمن.