مشروع أتوبيس الفن الجميل مقدم للأطفال فى القرى والنجوع المختلفة ليفتح مداركهم على الأنشطة الثقافية والفنية فى شكل غير تقليدى، فالمشروع يروى تعطش الأطفال للمعرفة الفنية والثقافية، كما أنه ينمى لديهم القدرة على ممارسة الفنون المختلفة من رسم ونقد وكتابة، إلى جانب تدريبهم على طرح الآراء، وتصوراتهم عن المستقبل تأتى أهمية هذا المشروع فى سعيه الدائم لرفع مستوى الوعى الفنى والثقافى للأطفال، واكتشاف المواهب الصغيرة، وصقلها من خلال ورش العمل الفنية التى تتم تحت إشراف متخصصين، وأتوبيس الفن الجميل يبرز مفهوم الجمال وقيمة الانتماء عند الأطفال من خلال اتباع أساليب مبتكرة وتبنى أفكار جديدة وتنمية الثقافة الوطنية من خلال الزيارات الميدانية، فقام أطفال الأتوبيس بزيارة العديد من المتاحف ومركز الخزف إلى جانب الزيارات المتعددة إلى المحافظات الأخرى كالإسكندرية والأقصر وأسوان ومطروح والعريش وغيرها، وذلك لتنمية مهاراتهم وإطلاق طاقتهم الإبداعية، مستهدفين الطفل الموهوب للارتقاء بموهبته، وصقلها عن طريق فنانين متخصصين، مع توفير جميع الخدمات التى يحتاجها الطفل وبالفعل قدم العديد من أطفال الأتوبيس اسكتشات ولوحات وجداريات يتم عرضها فى أهم المعارض الفنية فى مصر. - المتحف المصرى وقالت سامية شبل - المشرف على أتوبيس الفن الجميل - إن الأتوبيس يستضيف الأطفال الموهوبين ببيوت الثقافة المختلفة، وكل فوج جديد نبدأ معه بتعريفه بمشروع أتوبيس الفن الجميل وأفواجه الفنية والثقافية، ثم نصطحب بعد ذلك الأطفال فى جولات بالمتاحف المختلفة، وكان من هذه الجولات زيارة المتحف المصرى، والذى جذب انتباه الأطفال بالآثار الفرعونية المختلفة، ومشاهدة الشخصيات الفرعونية التى أثرت فى العالم كله كالملك خوفو، هذا إلى جانب التركيز على شخصية الكاتب المصرى فى العصور الوسطى، كما قام الأطفال بزيارة مسجد محمد على، وشاهدوا الزخارف الفنية التى برع فى صنعها الفنان المصرى فى أسقف وجدران المسجد من الخارج والداخل، هذا إلى جانب تعريف الأطفال على مختلف الآثار المصنوعة من خامات مختلفة كالحجر الجيرى والخشب فى نقش أشكال متنوعة من الشخصيات التى أثرت فى التاريخ المصرى فى العصر القديم والحديث، بالإضافة إلى مشاهدة مجموعة من لوحات البردى التى جسدت صوراً مختلفة لأساليب الحياة ومجالاتها المختلفة. وأضافت شبل أنه عند انتهاء كل جولة يقوم الأطفال بعمل ورشة فنية بألوان الأويل باستيل وأنتجوا مجموعة من اللوحات للمشاهد التى رأوها خلال جولاتهم، إلى جانب ورشة أدبية يُعبر فيها الأطفال عن آرائهم فيما شاهدوه، وفى القضايا التى يفكرون فيها وفى الأحداث الجارية. - مائة طفل متميزين وقال أسامة عفيفى رئيس هيئة مكتب أتوبيس الفن الجميل: إن مستوى أعمال الأطفال التى أبدعوها فى هذه الورش عالية جدًا، كما أنهم يطلقون صرخة ضد تبوير الأرض الزراعية والاحتباس الحرارى عن طريق انتمائهم للأرض، وانبهارهم بها، فإن كان مشهد الأرض الزراعية مشهداً اعتيادياً لدى أطفال القرى، فهو مشهد يدعو للانبهار لدى أطفال المدينة، ولذاجاءت ورش أتوبيس الفن الجميل بمثابة دعوة للتواصل بين الأطفال وفتح آفاق جديدة لهم لم يروها من قبل. وأضاف عفيفى أن الهدف من هذه الورش التى قام بها الأتوبيس هو اختيار مائة طفل ليشاركوا فى إنتاج خمس جدريات طول كل جدارية عشرون متراً، كما تم اختيار خمس طلائع من طلائع أتوبيس الفن الجميل واشتراكهم كمشرفين فنيين ومساعدين للأطفال الصغار الجدد للأتوبيس وهم أطفال أبدعوا فى ورش المشروع فكان إبداعهم انطلاقاً حقيقياً لهم نحو مستقبل أفضل. - النيل والخضرة وتقول إيمان عبدالمؤمن: نقوم فى أتوبيس الفن الجميل بعمل ورش تحضيرية فى قرى ونجوع مصر المختلفة فى الوجهين القبلى والبحرى، حيث يشترك فى هذه الورش الأطفال من أبناء القرى الفقيرة مع أطفال الأتوبيس المتميزين فى ورش فنية مختلفة تدفع الأطفال للإبداع وإنتاج لوحات تجسد المواطن المصرى خاصة الفلاح البسيط الذى يعيش بين الخضرة والترعة والحيوانات. وتضيف إيمان: إن الورش تستمر لمدة خمس ساعات متواصلة كل يوم ينتج فيها الأطفال ما يقرب من خمس وثلاثين لوحة تجسد الطبيعة الريفية، وقد تم عمل ورش تحضيرية فى عدد من القرى بالمحافظات المختلفة كقرية عياش بمحافظة الغربية وقرية شبرا باخوم بالمنوفية، وكانت هذه الورش دافعًا للأطفال لإظهار ما لديهم من طاقات إبداعية كامنة فى عقولهم وأحاسيسهم لتظهر فى لوحات فنية، خاصة عندما يلتقى أطفال الأتوبيس بأطفال القرية ليبدأوا ورشة فنية للرسم بخامات متنوعة كألوان الأويل باستيل والإكريلك والألوان المائية، وكانت هناك جولة أخرى لقرية أجا بالمنصورة، وفيها تحرك أطفال الأتوبيس إلى إحدى الأراضى الزراعية لإقامة الورشة وسط أنواع مختلفة من الحشائش والخضرة والنيل، إلى جانب رحلات أخرى إلى قرى «منشأة لملوم، وجزيرة شندويل» بالوجه القبلى. - قصص تاريخية أما حسنى إبراهيم فيقول: فى أتوبيس الفن الجميل لا نكتفى بالزيارات فقط وإنما نحرص على تقديم القصص التاريخية فى شكل شيق يجذب الأطفال لسماعها وقراءتها، فمثلاً تم القيام بعدة زيارات لمتحف الشرطة، الذى تعرف فيه الأطفال على أهم القصص التى تجسد ألغازاً حيرت الشرطة المصرية مثل «ريا وسكينة والخُط»، ومجموعة من آلات الطباعة التى استخدمها اللصوص فى تزييف النقود، كما قام الأطفال بجولات عديدة للمتحف الحربى والذى يُعد بانوراما للعصور التاريخية التى مرت بها مصر منذ العصر العثمانى وعصر محمد على. بالإضافة إلى عدد من الجولات الحرة التى قام بها الأطفال بالقلعة تم خلالها تعريفهم على مجموعة من النماذج المجسمة للمحاربين من مختلف العصور كالعصر العثمانى والأيوبى والمملوكى، كما شاهد الأطفال مجموعة من الأزياء العسكرية والباراشوتات القديمة التى كان يستخدمها الجنود فى الحرب، وقاموا فى النهاية بعمل ورشة فنية وأنتجوا عدداً من اللوحات لهذه الشخصيات. وقالت نرمين علاء أحد الطلائع المشاركين فى أتوبيس الفن الجميل: تعرفت من خلال الأتوبيس على العديد من الأشياء وذهبت إلى العديد من الأماكن وكان من الأشياء التى أعجبت بها المتحف المصرى، خاصة قاعة الملك توت عنخ آمون وما شاهدته بها من مقتنيات أثرية وجدت داخل مقبرته من أسرة ومقتنيات شخصية ومصغرات من السفن التى كان يمتلكها، ومقتنيات الملك الذهبية وهى من أهم الأشياء التى أبهرتنى خاصة التوابيت الذهبية وقناع الملك الذهبى، بالإضافة إلى الرحلات التى قمنا بها فى العديد من المحافظات، مثل مطروح والتى ذهبنا فيها لزيارة العديد من الأماكن الأثرية كمتحف روميل، وعقد ندوات أدبية مع بعض أدباء مطروح، وتنفيذ الورش الفنية المتنوعة باستخدام خامات مختلفة والرسم على شواطئ مطروح الجميلة، إلى جانب ندوة أدبية عرفنا خلالها أهمية القراءة ودورها فى تدعيم الموهبة وزيادة الثقافة.