للعام الثاني علي التوالي تؤكد ليلي علوي أنها تهتم بجمهورها أكثر من أي شيء آخر، فالأساس الذي وضعته العام الماضي عندما غامرت بتقديم مسلسل «حكايات وبنعيشها» كان متيناً إلي أبعد حد، وهو ما تأكد هذا العام عندما ارتفع عدد الحكايات إلي أربع ومع ذلك لكل حكاية مذاق مختلف وردود فعل متنوعة من الجمهور بعدما أعادت ليلي علوي تقديم نفسها له من جديد، وكأنها في سنواتها الأولي أمام الكاميرا وتريد التأكيد علي أنها قادرة علي تقديم العديد من الشخصيات، فلم تلعب علي المضمون ولم تطلب أن تكون حكايات هذا العام امتداداً لحكايات العام الماضي، فبعدما تعرف الناس علي حكاية هالة وأولادها الضائعين وقصة حب «ليلي» مع المجنون، فاجأت الناس هذا العام بشخصيات جديدة لم تقدمها الدراما التليفزيونية من قبل . • كيف جاءت فكرة تقديم الحكايات للعام الثاني علي التوالي؟ - النجاح الكبير الذي حققته «حكايات بنعيشها» شجعنا علي الاستمرار في نفس الطريق، فطالما أعجب الجمهور بالاستايل لماذا لا نستفيد منه لعام جديد مادمنا متأكدين من استخدام نفس عوامل النجاح، فأكثر شيء أبتعد عنه هو اللعب علي المضمون، بالتالي بدأنا رحلة بحث واسعة عن نصوص تصلح لتقديمها في 15 حلقة وربما 10 حلقات فلم يكن لدي مانع من تقديم 3 حكايات هذا العام، وتصادف أن محمد رفعت وحازم الحديدي اللذين كتبا الجزء الأول لديهما أفكار جيدة وهي «كابتن عفت» و« فتاة الليل» فقررنا البدء علي الفور، مع العلم أنني لا أضع في خطتي تقديم مسلسل كل عام فقد اعتدت علي الغياب بعد كل مسلسل لكن استقبال الناس الطيب للجزء الأول لم يدع لي فرصة الراحة هذا العام. • لكن تم تغيير المخرجين رغم الاستعانة بنفس المؤلفين؟ - لأن محمد علي مخرج «مجنون ليلي» ارتبط بمسلسل «أهل كايرو» و«مريم أبو عوف» مخرجة «هالة والمستخبي» كان لديها ارتباط بفيلم سينمائي، ورغم ذلك فإن تقديم أسماء جديدة في عالم الإخراج التليفزيوني أمر مهم والنجاح الذي حققه سميح النقاش في أول تجربة له مع الدراما التليفزيونية يحسب لأسرة المسلسل وهو مخرج واعد ومهتم بكل التفاصيل وقدم من قبل فيلم «مقلب حرامية»، أما «هالة خليل» فهي مخرجة سينمائية شاطرة وأتوقع أن تحقق نجاحا مع «فتاة الليل» الذي بدأ عرضه يوم 16 رمضان. • لكن التصوير مستمر حتي الآن في فتاة الليل؟ - لأن تسليم الحلقات تأخر بعض الشيء ولم نكن نريد الضغط علي المؤلفين لتقديم أفضل ما عندهم فالورق الجيد هو أساس العمل الناجح من وجهة نظري وأعتقد وجهة نظر كل العاملين في هذا المجال، فصعب جدا أن نبدأ مبكرا بورق غير قوي دراميا حتي ننجز عملا متوسط المستوي في النهاية، ويكفي أن قصة كل حكاية لم تقدم من قبل من بعيد أو قريب في الدراما العربية وكلا المؤلفان قادم من عالم السينما ويكتب للتليفزيون بنفس الروح وهما سعيدان بتجربة ال 15 حلقة رغم أن جهدها لا يقل عن جهد ثلاثين حلقة في الكتابة والتنفيذ لأن التكثيف أصعب كثيرا من المط والتطويل، وعموما المجهود الذي نبذله في التصوير يعوضه لنا الجمهور والنقاد بالإشادة بالمسلسل، والنجاح يكون له طعم مختلف عندما نعمل في هدوء وبدون ضجة ونري إعجاب الناس بالمسلسل في تزايد مستمر رغم الزحام الدرامي الكبير هذا العام. • ولماذا تم تسويق المسلسل لنفس القنوات التي بثت مسلسل العام الماضي؟ - هذه مهمة المنتج ويسأل هو عنها، لكن ما يخصني أنني كنت حريصة علي عدم الحصرية حتي يعرض المسلسل في التليفزيون المصري دون قيود وبالفعل اشتراه التليفزيون مع قناة دريم التي تشارك في الإنتاج ويتم بثه أيضا علي قناة دبي بجانب القنوات المشفرة، كما أن الجميع لاحظ عرض المسلسل علي العديد من القنوات منذ رمضان الماضي وحتي الآن وهو مقياس آخر للنجاح أن تطلبه باقي القنوات علي مدي العام وأتمني أن يتحقق ذلك للجزء الجديد مع كابتن عفت وفتاة الليل. • بما أن الكل تابع كابتن عفت فهناك العديد من الأسئلة عنه حتي يتم الانتهاء من متابعة فتاة الليل وأكثرها تكرارا سبب الاستعانة بالفنان عابد فهد رغم أن هناك من يري عدم إجادته للهجة المصرية؟ - ترد بحماس: هناك من يري أن عابد أدي بطريقة مميزة وشعبيته تضاعفت في مصر بسبب الكابتن عادل شاهين وهي الشخصية التي يجسدها، وفي الحقيقة فإن بعض النجوم المصريين اعتذروا لانشغالهم بأعمال أخري، وبما أنني تابعت عابد في مسلسلي «اسمهان» و« هدوء نسبي» اقترحت اسمه خصوصا أنه مناسب جدا لشخصية الرجل «الحمش أبو دم حامي» أما قصة اللهجة فتظل نسبية والجمهور بالتدريج يتعود علي طريقة نطق الممثل للكلمات وأعتقد أن عابد نجح بامتياز في المهمة وأفضل ما فيه أن إحساسه صادق وهو ما وصل للناس سريعاً، فقد كان يؤدي شخصية صعبة عليه وعلي أي ممثل وهو الانسان المعتز بنفسه والذي لم يحقق أحلامه ثم يجد باباً جديدا يفتح له وتتغير حياته تماماً، وأعتقد أن حاجز اللهجة لم يعد عنصراً أساسياً في الحكم علي النجوم السوريين فالحدود باتت مفتوحة بين الدراما العربية ولا يمكن أن نتوقف كل عام لنحصي الممثلين العرب في كل مسلسل مصري بينما لا أعتقد أنهم هناك يتعاملون بالطريقة نفسها عندما تتم الاستعانة بممثلين مصريين هناك. • وكيف جاء اختيار أسامة منير ليكون ممثلا لأول مرة؟ - كلنا نختار فريق العمل سويا وأهم شيء التناغم في هذا الفريق، واقترحت أسامة علي المنتج والمخرج ورحبا علي الفور، فمن يري أسامة علي الشاشة يتأكد سريعا أنه كان الشخص المناسب للطبيب الرومانسي المثالي، صحيح أن أسامة لم يمثل من قبل لكن طريقة أدائه الإذاعي وعلي شاشة التليفزيون تؤكد أن لديه الاستعداد، وهو ما نحاول دائما أن نطبقه حتي علي الشخصيات الثانوية وأعتقد أن كابتن عفت قدم العديد من الوجوه الجديدة أيضا في صورة مختلفة وأتمني أن يكون المسلسل انطلاقة جديدة لهم مثل وليد فواز ومحمد نصر وحمادة بركات وعلي قنديل ومصطفي يوسف بجانب الأطفال الثلاثة الذين ظهروا كأبنائي في المسلسل، وفي «فتاة الليل» يوجد محمود العلايلي الطبيب والاعلامي المعروف بجانب باسم سمرة الذي سنراه في دور مختلف تماما عما قدمه في «هالة والمستخبي» وأميرة كرارة وهناء الشوربجي ورشوان توفيق ومروة مهران . • تظهرين علي تترات «كابتن عفت» وأنت تلعبين الكرة وتأكدنا كمشجعين للكرة أن اللقطات لم تكن جرافيك رغم أننا نعلم أن ليلي علوي ليس لها علاقة مباشرة باللعبة الشعبية الأولي في مصر؟ - لا إزاي انا علاقتي بكرة القدم قديمة جدا، حيث كنت العبها في المدرسة الثانوية لكن بعد ذلك انقطعت طبعا، لكنني استعنت بخبرتي القديمة في تصوير التتر، وأحب هنا أن اقول اننا لم نقصد من المسلسل الاستفادة من شعبية كرة القدم وإنما تقديم نموذج لمعاناة مجموعة من الشباب وكيف يقعون ضحية لصراع السياسيين بجانب المضمون الاجتماعي الخاص بشخصية عفت ورغبتها في تغيير ظروفها، لهذا لم تكن هناك مشاهد للمباريات اللهم إلا في الحلقة الأخيرة عندما نجح الفريق في الصعود للدرجة الثانية وبشكل عام أنا سعيدة لأن مسلسلاً يقدم مذاقا مختلفاً للجمهور حيث يدعو للتفاؤل كما قال لي الجمهور في أكثر من موقف. • لاحظ الجميع أن هناك أسلوب إخراج مختلف تماما في كابتن عفت، هل هذا مدون في السيناريو أم إضافة من المخرج؟ - بداية الدراما المصرية في حاجة بالفعل كل فترة لتطوير مستمر، تطوير يجمع بين المضمون والشكل حتي نصمد في المنافسة، وأتمني أن يكون مسلسل «حكايات وبنعيشها» من عناصر هذا التطوير، وبالنسبة لحركة الكاميرا فهناك إشارات من السيناريست محمد رفعت مؤلف «كابتن عفت» في السيناريو طبعا لكن المخرج سميح النقاش نفسها علي أحسن مستوي وتمت الاستعانة بكاميرا «ريد» المتطورة التي تقدم صورة قريبة جدا من السينما، كما أن التصوير يتم بكاميرا واحدة وهو ما يفسر أيضا سبب استمرار التصوير لمدة طويلة رغم أن الحلقات 15 فقط في كل حكاية، ومن أصعب المشاهد تلك التي تم تصويرها في مركز شباب طره باعتباره نادي الشهداء حيث كان ذلك في بداية الموجة الحارة ومعظم المشاهد خارجية بالطبع في ملعب كرة القدم لكن الكل تكاتف لإنهاء التصوير حسب الجدول المحدد. • ولماذا تم تغيير اسم «فتاة العاشرة» إلي «فتاة الليل»؟ - هذه كانت اجتهادت صحفية فنحن لم نقل شيئا عن اسم المسلسل قبل تصويره ولما بدأ التصوير تم الإعلان عن اسمه وهو «فتاة الليل» وليس «فتاة ليل» أي أن المسلسل لا علاقة له بفتيات الليل إطلاقا، ويقدم السيناريست حازم الحديدي من خلاله دراما مختلفة أطلق هو عليها «ر ك ر» أي «رعب كوميدي رومانسي»، وسأظهر بشخصية جديدة تماما ستكون مفاجأة للجمهور. • وهل ننتظر المزيد من الحكايات في رمضان المقبل؟ - كالعادة لا أعلن عن أي خطط الآن، فلازال كل شيء في علم الغيب وأتمني أن يوفقني الله في العام المقبل أيضا حتي لا أضطر للغياب لأنني لن اقبل التواجد لمجرد الاستمرار علي الشاشة الرمضانية، وسأحصل علي إجازة طويلة بعد العيد إن شاء الله لأقرر بعدها هل ستكون الخطوة المقبلة سينمائية أم تليفزيونية . • وماذا عن المشروعات السينمائية المؤجلة من العام الماضي؟ - بالفعل كنت أتطلع لتقديم فيلم جديد هذا العام لكنني متفرغة لحكايات وبنعيشها منذ يناير الماضي وهناك اتفاقات مع الشركة المنتجة للمسلسل لتقديم فيلم جديد لكن كالعادة سأعلن عنه عندما يصبح المشروع قريبا من التنفيذ.