لم يتوقع أحد أن يكون ختام مسيرة «مصطفي مراد فهمي» التي دامت 28 عاماً داخل جدران الاتحاد الأفريقي لكرة القدم هي التتويج بمنصب مدير المسابقات بالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». بدأت أولي المفاجآت التي كانت البوابة الرئيسية لدخول «مصطفي فهمي» إلي الفيفا حين تم إسناد مهمة التنسيق للمباراة النهائية لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا التي جمعت بين «إسبانيا وهولندا» لتخرج المباراة في أبهي صورها لتكون عنواناً يدل علي قدرة «مصطفي فهمي» التنظيمية في هذا المجال. ويعد منصب مدير المسابقات بالفيفا وهو المنصب الثالث من حيث الأهمية حيث سيكون «مصطفي مراد فهمي» المسئول الأول عن تطوير جميع المسابقات التي يقوم الفيفا بتنظيمها وأيضاً متابعة تنفيذ جدول المسابقات بدقة شديدة. ويبلغ عدد البطولات التي سيشرف عليها «مصطفي مراد فهمي» عشر بطولات منها كأس العالم للكبار والشباب والناشئين والكرة الخماسية والشاطئية وكأس العالم للقارات وكأس العالم للأندية وغيرها من البطولات التي يشملها الفيفا برعايته. وقد ساهم «مصطفي مراد فهمي» في تطوير بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وذلك منذ أن التحق للعمل به عام 1982 وكان وقتها عدد الموظفين داخل الاتحاد لا يزيدون علي عشرة أفراد بعكس الوضع الآن. ولم يكن اختيار «مصطفي مراد فهمي» لكي يشغل منصب مدير المسابقات بالفيفا وليد الصدفة بل سبق اختياره للعديد من المهام التي قام الفيفا بإسنادها إليه وذلك منذ عام 1986 وحتي الآن. وتنتهي مهام «مصطفي مراد فهمي» داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف» بنهاية شهر سبتمبر القادم ويتسلم مهامه الجديدة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم. وكانت العديد من الانتقادات قد وجهت إلي الاتحاد الأفريقي بسبب وجود «مصطفي مراد فهمي» في منصب سكرتير عام الاتحاد الأفريقي لسنوات طويلة إلا أن النجاحات التي حققها الرجل أخرست كل الألسنة حيث بدأت بطولة كأس الأمم الأفريقية بثمانية منتخبات أفريقية وقت أن تولي «مصطفي مراد فهمي» منصبه في الاتحاد الأفريقي والآن تضاعف العدد ليصل إلي 16 منتخباً أفريقياً. هذا بالإضافة إلي التطور الكبير الذي أدخله في مسابقات الأندية الأفريقية وارتفاع جوائزها بشكل مضاعف عن طريق فتح الطريق أمام الرعاة الكبار لتمويل المسابقات مقابل الدعاية. كما ساهم «مصطفي مراد فهمي» في الاحتفال بمرور نصف قرن علي إنشاء الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالمظهر اللائق ليعبر عن مدي تطور الكرة الأفريقية. وعقب اختياره لهذا المنصب الكروي الرفيع أعلن «مصطفي فهمي» أنه بالفعل فخور بأن يكون أول مصري يشغل هذا المنصب كمدير لقطاع المسابقات «بالفيفا» وإنه سعيد جداً لهذا العمل مؤكداً أنه سيبذل قصاري جهده لتطوير مسابقات «الفيفا» كي ترتقي إلي الشكل الأمثل. وعن تراجع مستوي المنتخبات الأفريقية في بطولة كأس العالم 2010 التي أقيمت مؤخراً في جنوب أفريقيا قال «مصطفي مراد فهمي» إن استعدادات الفرق الأفريقية كانت دون المستوي وهو ما تسبب في ظهورها بهذا الشكل السيئ. وتحدث «مصطفي فهمي» عن الانتقادات التي وجهت إلي بطولة كأس العالم 2010 حيث كانت أبرز الانتقادات هي ضعف مستوي البطولة بشكل عام حيث قال «فهمي» إن هذا الشعور تولد لدي البعض بسبب خروج المنتخبات الكبري من البطولة وذلك بسبب الإجهاد الذي شعر به لاعبو المنتخبات الكبري لأن المسابقات المحلية والأوروبية طويلة للغاية كما أنه لم تكن هناك أي فترة للراحة خلال كأس العالم مما تسبب في خروج الفرق الكبري مبكراً بسبب الإرهاق وأن علي الاتحادات الأوروبية أن تخفض من عدد المباريات لكي تتدارك مثل هذه الأمور المهمة. وعن المهمة الجديدة التي تم إسنادها إليه قال فهمي: هذه مهمة ليست سهلة ولكنها ثقيلة ومسئولية ضخمة رغم إنني أري أن العمل في أفريقيا أصعب بكثير بما ينقصها من مجهودات أكبر للتطوير والنقص في التمويل أيضاً لكن أقل شيء بالفيفا يتم بحساب دقيق وتكنولوجيا ،أكبر سوف أستقيل رسمياً من مهمتي بالاتحاد الأفريقي في سبتمبر القادم بعدها سوف أتوجه إلي زيورخ بسويسرا حيث مقر الاتحاد الدولي «الفيفا» كي أتسلم مهام عملي الجديد والتي أتمني أن أكون عند حسن ظن الذين شرفوني بالاختيار في هذا المنصب العالمي.